قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم (الخميس) إن الصين على استعداد للعمل مع إفريقيا لتنفيذ 10 خطط عمل للشراكة من أجل دفع مسيرة التحديث بشكل مشترك.
وقال شي في خطاب رئيسي ألقاه خلال مراسم افتتاح قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) لعام 2024، إن ثلث سكان العالم يعيشون في الصين وإفريقيا، مضيفا أنه لن يكون هناك تحديث عالمي بدون تحديث الصين وأفريقيا.
وأوضح شي أن خطط العمل الـ10 للشراكة التي سيتم تنفيذها في السنوات الثلاث المقبلة، ستغطي مجالات التعلم المتبادل بين الحضارات، وازدهار التجارة والتعاون في السلاسل الصناعية والترابط والتعاون الإنمائي والصحة والزراعة ومعيشة الشعب والتبادلات الشعبية والثقافية والتنمية الخضراء والأمن المشترك.
واقترح شي رفع المستوى العام للعلاقات الصينية-الإفريقية إلى مجتمع المستقبل المشترك للصين وأفريقيا في جميع الأحوال خلال العصر الجديد.
كما اقترح رفع العلاقات الثنائية بين الصين وجميع الدول الإفريقية التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين إلى مستوى علاقات استراتيجية.
وقال شي إنه بفضل نحو 70 سنة من الجهود الدؤوبة المبذولة من كلا الجانبين، تعيش العلاقات الصينية-الإفريقية حاليا أزهى مراحلها على مر التاريخ.
وفي معرض توضيحه لخطط العمل الـ10 للشراكة، قال شي إنه من أجل التعلم المتبادل بين الحضارات، تقف الصين على أهبة الاستعداد للعمل مع إفريقيا لبناء منصة لتبادل الخبرات في مجال الحوكمة، وشبكة المعرفة الصينية-الإفريقية من أجل التنمية، و25 مركزا للدراسات المتعلقة بالصين وإفريقيا.
ستدعو الصين 1000 من أعضاء الأحزاب السياسية الإفريقية إلى الصين لتعميق تبادل الخبرات في مجال حوكمة الحزب والدولة.
وكي يتحقق الازدهار التجاري، قال شي إن الصين ستفتح أسواقها على نطاق أوسع بشكل طوعي ومن جانب واحد، وقد قررت منح جميع الدول الأقل نموا التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين، ومن بينها 33 دولة في إفريقيا، معاملة بدون رسوم جمركية تغطي نسبة 100 بالمئة على جميع الخطوط الجمركية.
وأضاف شي أن هذا جعل الصين أول دولة نامية رئيسية وأول اقتصاد رئيسي يتخذ مثل هذه الخطوة، الأمر الذي سيساعد في تحويل السوق الصينية الكبيرة إلى فرصة كبيرة لإفريقيا.
وذكر أن الصين ستوسع الوصول إلى الأسواق بالنسبة للمنتجات الزراعية الإفريقية، وستعمق التعاون مع إفريقيا في مجال التجارة الإلكترونية وغيره من المجالات، وستطلق "برنامج تعزيز الجودة بين الصين وإفريقيا".
كما أعرب شي عن استعداد الصين لإبرام اتفاقيات إطارية بشأن الشراكة الاقتصادية من أجل التنمية المشتركة مع الدول الإفريقية لتوفير ضمان مؤسسي طويل الأمد ومستقر وقابل للتنبؤ للتجارة والاستثمار بين الجانبين.
ولأجل تعزيز التعاون في السلاسل الصناعية، فإن الصين على استعداد لدفع المنطقة التجريبية للتعاون الاقتصادي والتجاري المتعمق بين الصين وإفريقيا، وإطلاق برنامج تمكين للشركات الصغيرة والمتوسطة في إفريقيا.
وقال شي إنه سيتم بناء مركز تعاون للتكنولوجيا الرقمية بين الصين وإفريقيا بشكل مشترك، وسيجري البدء في تنفيذ 20 مشروعا نموذجيا رقميا لتبني الجولة الأحدث من الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي معا.
وفيما يتعلق بخطة عمل الشراكة من أجل الارتباطية، أعرب شي عن استعداد الصين لتنفيذ 30 مشروعا لارتباطية البنية التحتية في إفريقيا، وتعزيز تعاون الحزام والطريق عالي الجودة بشكل مشترك.
أما فيما يتعلق بالتعاون في مجال التنمية، قال شي إن الصين على استعداد لإصدار بيان مشترك بشأن تعميق التعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية مع إفريقيا، وتنفيذ 1000 مشروع "صغير وجميل" إزاء تحسين سبل العيش.
وفيما يتعلق بخطة عمل الشراكة من أجل الصحة، أعرب شي عن استعداد الصين لتأسيس تحالف للمستشفيات ومراكز طبية مشتركة مع إفريقيا، وإرسال 2000 من العاملين في المجال الطبي إلى إفريقيا، وإطلاق 20 برنامجا للمرافق الصحية ومعالجة الملاريا.
ولأجل تحسين الزراعة وسبل العيش، ستقدم الصين لإفريقيا مليار يوان (حوالي 140 مليون دولار أمريكي) كمساعدات غذائية طارئة، وسترسل 500 خبير زراعي، وستؤسس تحالفا للابتكار في العلوم والتكنولوجيا الزراعية بين الصين وإفريقيا.
وستُبذل جهود لتشجيع الاستثمار ثنائي الاتجاه من أجل تدشين عمليات تجارية جديدة من جانب الشركات الصينية والإفريقية، وتمكين إفريقيا من الاحتفاظ بالقيمة المضافة، وخلْق ما لا يقل عن مليون فرصة عمل لإفريقيا.
وفيما يتعلق بالتبادلات الشعبية، قال شي إن الصين ستنشئ أكاديمية لتكنولوجيا الهندسة وستبني 10 ورش عمل لوبان مع إفريقيا. كما سيتم توفير حوالي 60 ألف فرصة تدريب لشعوب إفريقيا، تركز بشكل أساسي على النساء والشباب.
كما اتفق الجانبان على تخصيص عام 2026 ليكون عام التبادلات الشعبية بين الصين وإفريقيا.
أما فيما يتعلق بالتنمية الخضراء، فإن الصين على استعداد لإطلاق 30 مشروعا للطاقة النظيفة في إفريقيا، وإنشاء منتدى صيني-إفريقي بشأن الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية، وتأسيس 30 مختبرا مشتركا، والتعاون في مجال الاستشعار عن بُعد باستخدام الأقمار الصناعية واستكشاف القمر والفضاء العميق.
ولضمان تحقيق الأمن المشترك، أعرب شي عن استعداد الصين لبناء شراكة مع إفريقيا لتنفيذ مبادرة الأمن العالمي وجعلها نموذجا جيدا للتعاون ضمن هذه المبادرة، مضيفا أن البلاد ستقدم أيضا لإفريقيا منحة بقيمة مليار يوان في شكل مساعدات عسكرية.
وأوضح شي أنه لأجل تنفيذ خطط العمل الـ10 للشراكة، ستوفر الحكومة الصينية دعما ماليا بقيمة 360 مليار يوان على مدار السنوات الثلاث المقبلة.