عقدت الدورة الثامنة لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والأفارقة يوم 6 سبتمبر ببكين، على هامش قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي 2024، بمشاركة ممثلي شركات ومؤسسات من الصين و48 دولة أفريقية تشمل العديد من القطاعات، منها تقليدية مثل الطاقة والمعادن والبنى التحتية، ومنها ناشئة مثل الإلكترونيات والأقمار الصناعية للاتصالات والأدوية الحيوية. ودعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في كلمته خلال جلسة افتتاح المؤتمر إلى أهمية بذل الجانبين المزيد من الجهود المشتركة لربط الأسواق وتعزيز الاندماج الصناعي وتحفيز الابتكار، فيما ركزت نقاشات رجال الأعمال الصينيين والأفارقة على مجالات جديدة لتعميق التعاون وسبل أفضل لتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب للجميع.
للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا أساس متين. وخلال العقد الماضي، وبتوجيه من "خطط التعاون الرئيسية العشر" و "الإجراءات الرئيسية الثمانية" و"المشاريع التسعة"، تسارعت وتيرة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا وأسفر عن نتائج مثمرة. وخلال قمة بكين 2024 لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي، أعلنت الصين استعدادها للعمل مع الجانب الأفريقي في السنوات الثلاث المقبلة لتنفيذ 10 خطط عمل للشراكة من أجل تعزيز التحديث بشكل مشترك، الأمر الذي يعتقد الرأي العام عموما أنه يمثل خارطة طريق للتعاون العملي بين الصين وأفريقيا في السنوات القليلة المقبلة، وسيتيح المزيد من الفرص للشركات الصينية والأفريقية.
الصين وأفريقيا يكمل بعضهما بعضا بشدة من حيث سلاسل الصناعة والتوريد. يمكن للصين توفير التقنيات والسلاسل الصناعية لمساعدة الدول الأفريقية على تطوير الصناعات، وفي الوقت نفسه، يمكن للمنتجات الأفريقية دخول سلاسل التوريد الصينية.
ومن بين خطط العمل العشرة للشراكة التي أعلنتها الصين، بناء مركز صيني أفريقي للتعاون في مجال التكنولوجيا الرقمية، وتعميق التعاون في التجارة الإلكترونية، وتنفيذ 30 مشروعا للطاقة النظيفة في أفريقيا. هذه الجهود ستساعد الجانبين معا على إيجاد محركات جديدة للتنمية ونقاط جديدة للنمو.
رجال الأعمال الأفارقة يتابعون باهتمام كبير ما أعلنته الصين من استعداد لفتح أسواقها من جانب واحد، وقرارها بمنح معاملة جمركية صفرية للمنتجات الواردة من البلدان الأقل نموا التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين، بما في ذلك 33 دولة أفريقية، وتسريع المفاوضات بشأن توقيع الاتفاقية الإطارية للشراكة الاقتصادية من أجل التنمية المشتركة، معتبرين أن من شأن هذه الخطوات الصينية أن تجعل من سوق الصين الكبيرة فرصة كبيرة لأفريقيا، بل وتعزز الجهود الرامية لبناء اقتصاد عالمي مفتوح.