أكدت زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى السعودية، التي اختتمت يوم الأربعاء، على دور الاستثمار والتجارة كركيزة أساسية للعلاقات بين البلدين.
وخلال إقامته القصيرة التي استغرقت أقل من 24 ساعة، عقد لي اجتماعات مكثفة مع ممثلي الأعمال السعوديين، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، وولي العهد السعودي ورئيس الوزراء محمد بن سلمان آل سعود.
وخلال هذه الاجتماعات، كان التركيز الرئيسي منصبا باستمرار على تعميق العلاقات التجارية والاستثمارية.
وخلال مناقشات أجراها مع ممثلي الأعمال السعوديين، حث لي الشركات السعودية على زيادة مشاركتها في السوق الصينية، مؤكدا لهم أن الصين ملتزمة ببناء بيئة أعمال من الدرجة الأولى مدفوعة بالسوق وقائمة على القانون وذات توجه دولي.
وكشف رئيس مجلس الدولة الصيني عن أن بلاده ستخفف قيود الوصول إلى السوق بشكل أكبر، وستلغي القيود على الاستثمار الأجنبي في قطاع التصنيع بشكل كامل، وستسرع فتح قطاعات الخدمات مثل الاتصالات، وستوفر دعما قويا للشركات الأجنبية لمساعدتها في التواجد بصورة أقوى وتحقيق النجاح في الصين.
وفي اجتماعه مع البديوي، دعا لي الصين ودول مجلس التعاون الخليجي إلى تعزيز مواءمة استراتيجيات التنمية لديهما وتسريع المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة، مع التأكيد على الحاجة إلى تعميق التعاون الاستثماري بين الجانبين.
وفي مناقشاته مع ولي العهد السعودي، حث لي الجانبين على تشجيع شركاتهما على الاستثمار في أسواق كل منهما وتعزيز التواصل والتعاون في هذا الصدد.
وقد لاقت دعوة رئيس مجلس الدولة الصيني لتعميق العلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين صدى إيجابيا في السعودية.
وعقب الاجتماعات، قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الصين والسعودية لديهما آفاق مشرقة للتعاون الاستثماري، مشيرا إلى أن حوالي 750 مشروعا مشتركا أو شركة صينية تعمل حاليا في المملكة.
وأكد الفالح أن التجارة بين الصين والسعودية تواصل النمو بسرعة، حيث تجاوز حجم التجارة بين الجانبين العام الماضي 100 مليار دولار أمريكي، ويمتد هذا الاتجاه الصعودي إلى النصف الأول من العام الجاري.
وقال الوزير إن التجارة مع الصين تعادل حاليا 90 بالمئة من إجمالي حجم تجارة المملكة مع مجموعة الدول الـ7.
ويرجع هذا النمو في التجارة والاستثمار إلى نقاط القوة التكميلية لدى اقتصادي البلدين.
وكما قال لي، فإن الصين تعمل على دفع التحديث صيني النمط بشكل شامل من خلال تعزيز التنمية عالية الجودة، وإطلاق العنان بشكل مستمر لطلب سوق واسعة النطاق تضم أكثر من 1.4 مليار شخص، ودفع التحول الرقمي والذكي والأخضر، فضلا عن الارتقاء بصناعاتها.
وتظل الابتكارات التكنولوجية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والطب الحيوي، نابضة بالحياة في الصين، الأمر الذي من شأنه خلق محركات جديدة للنمو الاقتصادي وتعزيز العديد من الشركات عالية النمو، ما يوفر فرصا سوقية وآفاقا استثمارية على نحو أوسع للشركات من مختلف البلدان، بما في ذلك السعودية.
وفي الوقت نفسه، تعمل السعودية، باعتبارها قوة تقليدية في مجال الطاقة، على تعزيز "رؤية 2030" لديها، ما يوفر فرصا سوقية كبيرة للمستثمرين الصينيين.
وأكد لي أن استراتيجيات التنمية في الصين والسعودية "متوائمة بشكل جيد"، مشيرا إلى أنه من خلال تعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية، تهدف الصين إلى تعزيز شراكتها الاستراتيجية الشاملة مع السعودية بشكل أكبر.
وخلال اجتماعه مع ممثلي الأعمال السعوديين، شجع لي الشركات السعودية على العمل كجسور في تعزيز الصداقة والتفاهم المتبادل بين البلدين والارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية نحو آفاق جديدة.
وردد هذه المشاعر محمد العجلان نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة ((عجلان وإخوانه)) القابضة السعودية، قائلا إن التعاون بين البلدين نجح في تكامل التكنولوجيا ورأس المال والأسواق بشكل فعال.
وتعهد بلعب "دور الجسر" في تعزيز العلاقات الثنائية.
وقال العجلان إنه "بدعم من الحكومتين، فإن تعاوننا سيواصل التعمق والإسهام في النمو الاقتصادي والرفاهية لدى البلدين".