حث مبعوث صيني يوم الخميس إسرائيل على التخلي عن اعتمادها على استخدام القوة ووهم السعي لتحقيق نصر عسكري كامل في غزة، كما حثها على وقف انتهاكاتها لسيادة لبنان وأمنه.
وفي إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، قال قنغ شوانغ، نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن التداعيات الناجمة عن استمرار القتال في غزة تتجلى بوتيرة أكبر، وإن لبنان وإسرائيل على شفا صراع شامل، ما يعرض السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله للخطر.
وأضاف "أن الصين تحث إسرائيل على التخلي عن هوسها باستخدام القوة ووهمها بالسعي لتحقيق نصر عسكري كامل، وإنهاء عملياتها العسكرية في غزة فورا، ووقف انتهاكاتها لسيادة لبنان وأمنه، ووقف أي مغامرات قد تدفع المنطقة إلى كارثة أخرى".
وصف قنغ القرار الذي قدمته فلسطين واعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الجلسة الاستثنائية الطارئة يوم الأربعاء بأنه "معلم تاريخي"، قائلا إن القرار يطالب إسرائيل بإنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويحث جميع الأطراف على التوقف عن تسليح إسرائيل بأسلحة تستخدمها في مواصلة الاحتلال، ويؤكد على ضرورة التمسك بسيادة القانون الدولي، ويدعو إلى الإسراع في تنفيذ حل الدولتين.
وأوضح قنغ أن القرار يجسد التوافق الواسع للمجتمع الدولي إزاء "التمسك بالعدالة وتحقيق السلام في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن تصرفات إسرائيل على مدى العقود القليلة الماضية، بما في ذلك التوسع المستمر في المستوطنات وتقليص مساحة فلسطين وقابليتها للبقاء كدولة، لا تزال تعمل على تقويض أساس حل الدولتين.
وحث قنغ المجتمع الدولي على التحرك بشكل عاجل لإحياء إمكانية حل الدولتين.
وذكر أن مجلس الأمن، على الرغم من دعوات المجتمع الدولي، لم يتمكن من اتخاذ إجراءات حاسمة لحل القضية الفلسطينية أو وقف الصراع في غزة الذي دام قرابة عام بسبب الموقف السلبي لدولة واحدة.
وقال قنغ إنه قبل أكثر من ثلاثة أشهر، عند الدفع لاعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2735، زعمت الولايات المتحدة أن إسرائيل قبلت اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن "لأكثر من ثلاثة أشهر، شهدنا بدلا من ذلك تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية باستمرار، وتزايد عدد الشروط للمفاوضات، وتصعيد الاستفزازات".
وأضاف: "ينبغي عدم إضاعة أي لحظة في السعي لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار وتخفيف الكارثة الإنسانية"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة بدلا من ذلك طالبت مرارا بالمزيد من الوقت والصبر في حين يستمر سكان غزة في الموت والمعاناة.
وتساءل المبعوث "لماذا يكون الوقت والصبر اللذان تحتاجهما الولايات المتحدة مكلفين إلى هذا الحد؟" مؤكدا أن الصين تدعم مجلس الأمن في استخدام جميع الخيارات المتاحة في صندوق أدواته لتعزيز تنفيذ القرارات وإنهاء الصراع وتحقيق السلام في الشرق الأوسط.