شي يجري محادثات مع ملك ماليزيا

أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم (الجمعة) محادثات مع ملك ماليزيا، السلطان إبراهيم ابن السلطان إسكندر، في بكين، حيث تعهد بالعمل مع ماليزيا للارتقاء ببناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وماليزيا إلى مستوى جديد.

وفي سياق إشارته إلى أن الصين وماليزيا جارتان عبر البحر، قال شي إن البلدين يتمتعان بصداقة عريقة، لافتا إلى أنه منذ أن أقام البلدان علاقات دبلوماسية عام 1974، حافظت الدولتان دائما على علاقات ودية ودعمت كل منهما الأخرى، ما قدم نموذجا رائعا للإنجازات المتبادلة والتعاون بين الدول.

وقال شي إن العام الجاري يوافق الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهو عام الصداقة بين الصين وماليزيا، ما يجعله عاما مهما للعلاقات الصينية-الماليزية للبناء على الإنجازات السابقة والمضي قدما نحو المستقبل. وتابع شي قائلا إن الصين تواصل تعميق الإصلاح على نحو شامل ودفع الانفتاح عالي المستوى، ما سيجلب زخما جديدا وفرصا جديدة للتعاون بين الصين وماليزيا.

وأعرب شي عن استعداد الصين للعمل مع ماليزيا للمضي قدما بالتقاليد الجميلة، وأن تكونا جارتين مقربتين تنعمان بصداقة دائمة وشريكتين مخلصتين في التنمية المشتركة وصديقتين شقيقتين وقوة مهمة من أجل السلام، داعيا البلدين إلى تعميق التعاون الاستراتيجي حيال التحديث لدى كل منهما، ودفع بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وماليزيا إلى مستوى جديد.

وقال شي إن الصين مستعدة للحفاظ على التبادلات الوثيقة رفيعة المستوى مع ماليزيا، وتعزيز التواصل الاستراتيجي، ودعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بمصالحهما الأساسية وشواغلهما الرئيسية، مضيفا أن الصين تدعم رؤية "ماليزيا مدني"، وترغب في تشارك الخبرات في مجال حوكمة الدولة مع ماليزيا.

وقال أيضا إن الصين مستعدة لتعزيز التضافر بين استراتيجيات التنمية الصينية والماليزية، وتنفيذ تعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق، وتنفيذ مشاريع رئيسية مثل مشروع "دولتان، منطقتان صناعيتان توأمتان" وخط السكك الحديدية على الساحل الشرقي لماليزيا، وتكثيف التعاون في الزراعة والحد من الفقر، والاستفادة بشكل أكبر من إمكانات التعاون في الطاقة الجديدة والاقتصاد الرقمي والصناعات عالية التقنية.

وأوضح شي أنه يتعين على الجانبين تعميق التعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والإسلامية، وتعزيز التعاون في التعليم العالي والبحث العلمي المشترك وغيرهما من المجالات، وتعزيز التفاهم المتبادل والتقارب بين شعبي البلدين.

وأشار شي إلى أن الصين وماليزيا، باعتبارهما عضوين مهمين في منطقة آسيا-الباسيفيك ودولتين ناميتين واقتصادين صاعدين، يتعين عليهما القيام بدور إرشادي في جعل مجتمع المصير المشترك بين الصين وماليزيا أكثر ملاءمة للعصر وأكثر أهمية على المستوى العالمي.

وأضاف شي أن الصين تدعم ماليزيا في تولي الرئاسة الدورية للآسيان العام المقبل، ومستعدة للعمل مع ماليزيا لتعزيز التعاون في شرق آسيا والتكامل الاقتصادي الإقليمي، ودعم التنسيق فيما يتعلق بالقضايا الساخنة والدولية الرئيسية، من أجل الإسهام في تحقيق السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.

ومن جهته، أعرب الملك السلطان إبراهيم عن فخره بإجراء أول زيارة دولة له إلى الصين بصفته زعيما لماليزيا، وأشاد بإنجازات التنمية الرائعة التي حققتها الصين. وقال إن ماليزيا تدعم مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية التي اقترحها الرئيس شي. وأضاف أن ماليزيا تعتبر الصين شريكا يمكن الاعتماد عليه، وأنها ملتزمة بتطوير شراكة قوية مع الصين.

وقال الملك السلطان إبراهيم إن ماليزيا مستعدة للعمل مع الصين لبناء الحزام والطريق بشكل مشترك وتعميق التعاون في الاقتصاد والتجارة والاستثمار والبنية التحتية والارتباطية والثقافة والتعليم. وقال إن ماليزيا مستعدة للعمل مع الجانب الصيني لتقديم إسهامات بناءة في الحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي.

وأضاف الملك أن الجانب الماليزي يقدر بشدة موقف الصين النزيه والمنصف تجاه القضية الفلسطينية، وعلى استعداد لتعزيز الاتصالات والتنسيق مع الصين حول الشؤون الدولية والإقليمية.

وقبل المحادثات، أقام شي مراسم ترحيب بالملك السلطان إبراهيم. وفي وقت لاحق من المساء، أقام شي مأدبة ترحيب بالملك في قاعة الشعب الكبرى.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق