انعقد مؤتمر وطني لتكريم النماذج المثالية في تضامن القوميات وتقدمها في بكين صباح يوم 27 سبتمبر الجاري. وحضر شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، المؤتمر وألقى خطابا هاما شدد فيه على أهمية التطبيق الكامل لفكر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وخاصة الفكر المهم للحزب بشأن تعزيز وتحسين عمل الشؤون القومية، والالتزام باتخاذ ترسيخ الوعي بمجتمع الأمة الصينية المشترك كخط رئيسي، ومواصلة دفع قضية تضامن القوميات وتقدمها، ودفع التنمية عالية الجودة لعمل الحزب المتعلق بالشؤون القومية في العصر الجديد، وتعزيز بناء مجتمع الأمة الصينية المشترك، وبذل جهود دؤوبة لدفع بناء دولة قوية والقضية العظيمة المتمثلة في إحياء النهضة الوطنية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط.
وترأس لي تشيانغ المؤتمر، فيما قرأ وانغ هو نينغ قرار التكريم، مع حضور تشاو له جي و تساي تشي و دينغ شيويه شيانغ و لي شي.
وبدأ المؤتمر في الساعة العاشرة صباحا، حيث وقف جميع الحضور وأنشدوا النشيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية بصوت عال.
وقرأ وانغ هو نينغ "قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة بشأن تكريم المجموعات والأفراد من النماذج المثالية الوطنية في تضامن القوميات وتقدمها" ومن ثم تم تكريم 352 مجموعة و368 فردا.
وعلى إيقاعات الألحان المبهجة، قدم شي وقادة آخرون الجوائز لممثلي الأفراد والمجموعات من النماذج المثالية المكرّمة.
ووسط تصفيق حار، بدأ شي جين بينغ إلقاء خطاب هام. وفي البداية، قدم شي نيابة عن اللجنة المركزية للحزب ومجلس الدولة، التهاني الحارة للمجموعات والأفراد من النماذج المثالية المكرّمة، وأعرب عن خالص التحيات للرفاق العاملين في جبهة عمل الشؤون القومية والشخصيات من جميع مناحي الحياة التي تهتم وتدعم قضية تضامن القوميات وتقدمها.
وأشار شي إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يولي دائما أهمية كبيرة لعمل الشؤون القومية، مضيفا: "على مدى أكثر من قرن مضى، نتمسك بدمج النظرية الماركسية حول القوميات مع الواقع الخاص بالشؤون القومية الصينية ومع الثقافة التقليدية الصينية المتميزة، ليشق الحزب بشكل مبتكر مسارا صحيحا ذا خصائص صينية للتعامل مع الشؤون القومية. وعلى هذا المسار، تمكن الحزب من توحيد وقيادة أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في البلاد لتحقيق الاستقلال الوطني وتحرير الشعب، وخلق مشهد جديد لتنمية علاقات قائمة على المساواة والتضامن والتعاضد والتناغم بين مختلف المجموعات القومية، ودفع تحقيق تقدم غير مسبوق في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق المأهولة بالأقليات القومية ومستوى معيشة سكان الأقليات القومية، فيما شهدت الأقليات القومية والمناطق المأهولة بالأقليات القومية والعلاقات القومية والأمة الصينية بأسرها، تغييرات تاريخية هائلة".
وأكد شي أنه ومنذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، بذلنا جهودا متواصلة في صيننة وعصرنة النظرية الماركسية حول القوميات، وطرحنا بوضوح اتخاذ ترسيخ الوعي بمجتمع الأمة الصينية المشترك باعتباره الخط الرئيسي لعمل الشؤون القومية للحزب في العصر الجديد والخط الرئيسي لمختلف الأعمال في المناطق المأهولة بالأقليات القومية، حيث تم تشكيل فكر الحزب المهم بشأن تعزيز وتحسين عمل الشؤون القومية، ودفع المناطق المأهولة بالأقليات القومية جنبا إلى جنب مع البلاد قاطبة لكسب المعركة ضد الفقر المدقع وإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، والمضي في المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، وتحقيق إنجازات تاريخية جديدة في عمل الشؤون القومية للحزب.
وأشار شي إلى أن مسار التعامل مع الشؤون القومية بالنهج الصيني يتميز بالتركيز على المصالح الأساسية والعامة للأمة الصينية وتعظيم تماسك مختلف المجموعات القومية لتحقيق الكفاح التضامني المشترك والتنمية المزدهرة المشتركة لمختلف القوميات، والالتزام بمبدأ المساواة بين مختلف المجموعات القومية ومعارضة الاضطهاد والتمييز القوميين وضمان حصول أبناء الشعب بمختلف قومياتهم على حقوق سياسية متساوية وأن يكونوا أسياد الدولة، والاستيعاب الصحيح للعلاقة بين الحفاظ على الوحدة الوطنية وتطبيق نظام الحكم الذاتي القومي الإقليمي مع الالتزام بالدمج بين الوحدة الوطينة والحكم الذاتي والجمع بين العوامل القومية والعوامل الإقليمية لتعزيز بناء الأمة الصينية لتصبح مجتمع مصير مشترك ذا درجة عالية من الإحساس بالهوية والتماسك الأوثق، مؤكدا أن الممارسات قد برهنت على صحة وصواب هذا المسار.
وأضاف شي أن الأمة الصينية هي أمة عظيمة تتمتع بتاريخ حضاري يمتد لأكثر من خمسة آلاف عام، وقد ساهم أبناء الشعب بمختلف قومياتهم بشكل مشترك في توسيع الأراضي الشاسعة للوطن وتأسيس دولة موحدة متعددة القوميات، وكتابة التاريخ الصيني المبهر وخلق الثقافة الصينية الرائعة وتنمية الروح الوطنية العظيمة، مشيرا إلى أن تلاحم أبناء الشعب بمختلف قومياتهم هو الأساس التاريخي لتشكيل وتطور مجتمع الأمة الصينية المشترك؛ وأن مشاركة الإيمان لدى أبناء الشعب بمختلف قومياتهم هي الدافع المولد داخليا للأمة الصينية لبناء دولة موحدة متعددة القوميات، وأن التواصل الثقافي بين مختلف القوميات هو الجين الثقافي لتبلور النمط الحضاري التعددي والمتكامل للأمة الصينية، وأن الاعتماد الاقتصادي المتبادل بين مختلف القوميات هو القوة الكبيرة لبناء اقتصاد موحد للأمة الصينية، وأن التقارب العاطفي بين مختلف القوميات هو حلقة وصل تقوّي أواصر أسرة الأمة الصينية، مؤكدا أن تشكيل وتطور مجتمع الأمة الصينية المشترك يمثل إرادة الشعب والاتجاه العام والتيار التاريخي لا محالة.
وأشار شي إلى أنه يتعين التمسك دائما بقيادة الحزب في توجيه أفراد مختلف القوميات لتعزيز إحساسهم بالهوية حيال الوطن الأم العظيم والأمة الصينية والثقافة الصينية والحزب الشيوعي الصيني والاشتراكية ذات الخصائص الصينية باستمرار، وترسيخ مفهوم المجتمع المشترك المتميز بالمشاركة في السراء والضراء والشرف والعار والحياة والموت والقدر والمصير، وتوطيد الأساس الأيديولوجي والسياسي المشترك باستمرار للكفاح التضامني من قبل أبناء الشعب بمختلف قومياتهم.
وشدد شي على ضرورة تركيز الجهود على بناء موطن روحي مشترك للأمة الصينية واتخاذ القيم الجوهرية للاشتراكية مرشدا لتعميق التوعية بالوطنية والجماعية والاشتراكية، وتوجيه جماهير مختلف القوميات لترسيخ وجهات نظر صحيحة حيال الوطن والتاريخ والقومية والثقافة والدين، وتعزيز التثقيف التاريخي والثقافي للشباب والمراهقين، ودفع تعميم اللغة الصينية القياسية المنطوقة والمكتوبة بشكل شامل لتوفير دعم روحي وثقافي قوي لدفع بناء مجتمع الأمة الصينية المشترك.
وأشار شي إلى أنه لا يمكن لأية مجموعة قومية أن تتخلف عن الركب في عملية تعزيز التحديث الصيني النمط وتحقيق الرخاء المشترك، مشددا على ضرورة تسريع وتيرة التنمية عالية الجودة للمناطق المأهولة بالأقليات القومية، وتعزيز الترابط والتكامل بشكل أوثق اقتصاديا بين جميع المناطق، وتعزيز الرخاء المشترك لجميع القوميات، والتمسك بضمان وتحسين معيشة الشعب من خلال التنمية، والقيام بالمزيد من الأعمال التي تحترم إرادة الشعب وتعود بالنفع على معيشته وتطمئن قلبه، لتلبية تطلعات أبناء الشعب بمختلف قومياتهم إلى حياة أفضل باستمرار.
وشدد شي على ضرورة دفع الاندماج الشامل بين مختلف المجموعات القومية، والعمل بنشاط على تعزيز التواصل والتبادل والتلاحم بين مختلف القوميات، والتنسيق بين تخطيط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوزيع الموارد العامة وتعزيز بناء البنية التحتية مثل النقل والمواصلات في المناطق الحدودية والمناطق المأهولة بالأقليات القومية والمضي قدما بنشاط في بناء نمط جديد من الحضرنة الموجهة نحو الناس، ودفع الحركة السكانية لمختلف القوميات وإسكانها المندمج بشكل منظم، سعيا إلى تعزيز وحدة وتضامن جميع المجموعات القومية للالتحام معا كحبّات الرمان المتلاصقة.
كما أكد شي على ضرورة حوكمة الشؤون القومية وفقا للقانون، وترقية القدرة على حوكمة الشؤون القومية ورفع مستواها، والالتزام بنظام الحكم الذاتي القومي الإقليمي وتحسينه، والتحسين التدريجي للقوانين واللوائح ذات الصلة والسياسات الداعمة المتباينة للمناطق المختلفة، وضمان الحقوق المشروعة لسكان مختلف المجموعات القومية وفقا للقانون، علاوة على تعزيز الدعاية والتوعية بسيادة القانون وإرشاد سكان مختلف المجموعات القومية إلى تعزيز وعيهم بالدولة والمواطنة وسيادة القانون.
وشدد شي على أنه يتعين على لجان الحزب والحكومات على جميع المستويات، وضع العمل المتعلق بالشؤون القومية على جدول الأعمال الرئيسي، ودراسة وحل المشكلات الهامة في هذا العمل في وقت مناسب، وتعزيز بناء صفوف الكوادر والمواهب في المناطق المأهولة بالأقليات القومية وإيلاء الاهتمام بتهيئة كوادر منحدرة من الأقليات القومية وتوظيفها بشكل جيد. وإكمال الأنظمة والآليات لترسيخ الوعي بمجتمع الأمة الصينية المشترك، وتمكين القدوة الحسنة المتقدمة من الاضطلاع بدورها النموذجي والقيادي لخلق جو جيد للاهتمام ودعم عمل الشؤون القومية في المجتمع بأسره.
وبدوره، أشار لي تشيانغ خلال ترؤسه المؤتمر إلى أن الخطاب الهام للأمين العام شي جين بينغ لخص بشكل شامل الإنجازات العظيمة التي حققتها قضية تضامن القوميات وتقدمها خلال السنوات الـ75 الماضية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وخاصة منذ العصر الجديد، وكشف بشكل عميق جذور تكوين وتطوير الوعي بمجتمع الأمة الصينية المشترك، وأوضح المطالب العامة لترسيخ الوعي بمجتمع الأمة الصينية المشترك وتعزيز بناء مجتمع الأمة الصينية المشترك في العصر الجديد والمسيرة الجديدة، وقال: "إن الخطاب ينطوي على فكر عميق ورؤية واسعة، ويمثل وثيقة مرجعية لتعزيز بناء مجتمع الأمة الصينية المشترك، يجب علينا دراستها وفهمها بجديّة، وتطبيقها وتنفيذها بشكل عميق"، مؤكدا على ضرورة التطبيق الكامل للفكر المهم للأمين العام شي جين بينغ بشأن تعزيز وتحسين العمل المتعلق بالشؤون القومية، والفهم العميق للأهمية الحاسمة لـ"إقرار أمرين"، والتمسك بـ"صون أمرين"، والتمحور حول الخط الرئيسي المتمثل في ترسيخ الوعي بمجتمع الأمة الصينية المشترك، ودفع التنمية العالية الجودة لعمل الحزب المتعلق بالشؤون القومية وبذل جهود دؤوبة من أجل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.
كما ألقى كل من ممثل الأفراد والمجموعات من النماذج المثالية المُكرّمة كلمتيهما خلال المؤتمر.
وحضر المؤتمر بعض أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وأعضاء أمانة اللجنة المركزية للحزب، والقيادات ذات الصلة في اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ومجلس الدولة والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني واللجنة العسكرية المركزية.
وشارك في المؤتمر الأفراد وممثلو المجموعات من النماذج المثالية المُكرّمة، بالإضافة إلى المسؤولين من الدوائر ذات الصلة بالمقاطعات والمناطق الذاتية الحكم والبلديات وفيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير والأجهزة المركزية للحزب والحكومة والجيش والمنظمات الشعبية.