أقيم حفل منح الأوسمة الوطنية وألقاب الشرف الوطنية لجمهورية الصين الشعبية في البهو الذهبي بقاعة الشعب الكبرى في بكين صباح 29 سبتمبر. وقام شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، بمنح الأوسمة والميداليات للحاصلين على الأوسمة الوطنية وألقاب الشرف الوطنية وألقى خطابا مهما، أكد فيه أن الأوقات العظيمة تتطلب الأبطال وتصنعهم، مضيفا أنه طالما ظهر أبطال جيلا بعد جيل، فستظل قضية الحزب والشعب مزدهرة على الدوام. ودعا لجان الحزب والحكومات على كافة المستويات إلى الاهتمام بالنماذج البطولية ورعايتها وتشجيع المجتمع بأسره على احترام وتقدير الأبطال والتعلم منهم والسير على خطاهم، معربا عن أمله في أن يعتز الرفاق المكرّمون بهذا الشرف ويبذلوا جهودا دؤوبة لتحقيق مجد أكبر.
وحضر الحفل كل من لي تشيانغ و تشاو له جي و وانغ هو نينغ و دينغ شيويه شيانغ و لي شي و هان تشنغ، وترأسه تساي تشي.
وفي حوالي الساعة التاسعة صباحا، انطلق الحاصلون على الأوسمة الوطنية وألقاب الشرف الوطنية من مكان إقامتهم معا على متن حافلات مراسم، متوجهين إلى قاعة الشعب الكبرى برفقة موكب من الدراجات النارية. وخارج البوابة الشرقية لقاعة الشعب الكبرى، اصطف حرس الشرف على جانبي الطريق، وهتف فتية يافعون بحماس احتراما لهم. ودخل الحاصلون على الأوسمة الوطنية وألقاب الشرف الوطنية إلى قاعة الشعب الكبرى مرورا بمدرج مغطى بالسجادة الحمراء، حيث استقبلهم بشكل جماعي الرفاق المسؤولون المعنيون من لجنة العمل لمنح مراتب التكريم للحزب والدولة.
وكانت الأجواء في البهو الذهبي بقاعة الشعب الكبرى مهيبة وحماسية. وعلى اللوحة الخلفية الحمراء الضخمة، تلألأت صور وسام الجمهورية ووسام الصداقة وميدالية ألقاب الشرف الوطنية. وأمام اللوحة الخلفية، تم ترتيب 18 من الأعلام الحمراء ذات الخمسة نجوم على كلا الجانبين، ووقف 18 جنديا لحرس الشرف يحملون بنادق باستقامة.
وفي الساعة 9:58، وعلى إيقاعات الألحان المبهجة، دخل شي جين بينغ والحاصلون على الأوسمة الوطنية وألقاب الشرف الوطنية البهو معا، حيث وقف جميع الحضور وهم يصفقون بحرارة.
وفي تمام الساعة العاشرة، مع انطلاق صوت الأبواق من الفرقة الموسيقية العسكرية، بدأت مراسم الحفل. ثم عزفت الفرقة لحن "مسيرة المتطوعين" وأنشد جميع الحضور النشيد الوطني بصوت عال.
وقرأ تساي تشي المرسوم الرئاسي لجمهورية الصين الشعبية الذي وقع عليه شي جين بينغ. وذكر المرسوم الرئاسي أنه من أجل الاحتفال بالذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وتكريم الشخصيات النموذجية التي قدمت مساهمات بارزة في بناء وتطوير جمهورية الصين الشعبية، وإذكاء الروح الوطنية وروح العصر، بناء على قرار الجلسة الـ11 للجنة الدائمة للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني، تقرر منح "وسام الجمهورية" لأربعة أفراد من بينهم وانغ يونغ تشي، ومنح "وسام الصداقة" لـ ديلما روسيف، ومنح ألقاب الشرف الوطنية لـ10 أفراد من بينهم وانغ شياو موه.
وتقدم اثنان من حاملي العلم رافعين العلم الأحمر ذا الخمسة نجوم وثلاثة جنود شرف حاملين على أيديهم وسام الجمهورية ووسام الصداقة وميدالية ألقاب الشرف الوطنية، إلى البهو الذهبي بخطوات قوية وثابتة.
وعلى أنغام موسيقى "تحية لأبطال الوطن الأم" المهيبة، منح شي جين بينغ الأوسمة والميداليات للحاصلين على الأوسمة الوطنية وألقاب الشرف الوطنية، وصافحهم بحرارة وأعرب عن تهانيه لهم، حيث دوى تصفيق حار متكرر. وقدم أعضاء عصبة الطلائع الصغار الصينية الزهور الجميلة للمكرّمين وأدوا التحية احتراما لهم.
ووسط التصفيق الحار، ألقى شي جين بينغ خطابا مهما. وأعرب في البداية، نيابة عن اللجنة المركزية للحزب والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ومجلس الدولة واللجنة العسكرية المركزية، عن التهاني الحارة والتقدير الكبير للنماذج البطولية الحاصلة على "وسام الجمهورية" وألقاب الشرف الوطنية، والصديقة الدولية التي حصلت على "وسام الصداقة".
وأشار شي إلى أنه على مدى السنوات الـ75 الماضية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، تمكن الحزب الشيوعي الصيني من توحيد وقيادة أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في البلاد لخلق معجزتين كبيرتين: التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي الطويل الأمد، فيما شهد الوطن الأم تغيرات هائلة، ودخل إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية عملية تاريخية لا رجعة فيها. وفي هذه المسيرة التنموية الرائعة العظيمة، بزغت دفعات من النماذج البطولية في مختلف الجبهات، منوها إلى أن الرفاق المكرّمين اليوم هم ممثلون بارزون لها، مؤكدا أن مآثرهم المتقدمة ومساهماتهم البارزة ستبقى محفورة في سجلات تاريخ الجمهورية إلى الأبد، وأن أخلاقهم الحميدة المتمثلة في الولاء والمثابرة والبساطة تستحق أن تكون قدوة يحتذى بها للحزب بأكمله وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في البلاد.
وقال شي "بلدنا يمر حاليا بفترة حاسمة لدفع بناء دولة قوية والقضية العظيمة المتمثلة في إحياء النهضة الوطنية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط. يجب على الحزب بأكمله وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في البلاد الاقتداء بالنماذج البطولية، والمضي قدما بالكفاح التضامني، وحشد قوى جبارة لبناء دولة قوية"، مشددا على الأخذ بعين الاعتبار الطموح لتقوية البلاد والإيمان لازدهارها والتطلعات لتحقيق سعادة الشعب، والحب والولاء للوطن وخدمته بعزم وتصميم، ودمج الذات الشخصية مع الوطن الكبير، لتحقيق القيمة الشخصية وإظهار روعة الحياة من خلال الوفاء بالمسؤولية تجاه البلاد وخدمة الشعب. وشدد على ضرورة صقل المهارات لتقوية البلاد، والتكيف مع المتطلبات الجديدة لتطور العصر، وتعلم المعارف الجديدة، وإتقان المهارات المستحدثة، وتطوير القدرات الحقيقية، وحب العمل والعكوف والانكباب عليه لرفع الكفاءة المهنية، والسعي نحو البراعة في المهام الوظيفية وريادة الأعمال. ودعا إلى الإقدام على تقديم مساهمات في تقوية البلاد، وأخذ زمام المبادرة التاريخية في السباق مع الزمن وتحمل مسؤولية ولاية الأمر، والمضي قدما بحزم ومواجهة الصعوبات بشجاعة، والسعي نحو التفوق والتميز، والحرص على التحسين المستمر، وخلق إنجازات استثنائية في المناصب العادية، وتقديم مساهمات باستمرار في حل مشاكل التنمية المستعصية، والتغلب على صعوبات الإصلاح، والحفاظ على الوئام والاستقرار الاجتماعيين.
وأشار شي إلى أنه على مدى السنوات الـ75 الماضية، كان هناك العديد من الأصدقاء القدامى والأصدقاء الجيدين في العالم الذين يتوافقون مع الشعب الصيني في الغاية والنهج، ويتشاركون معه السراء والضراء. وتعد السيدة ديلما روسيف الحاصلة على "وسام الصداقة" اليوم، هي ممثلة بارزة منهم، مؤكدا أن الشعب الصيني لن ينسى أبدا هؤلاء الأصدقاء الدوليين الذين قدموا مساهمات بارزة في تنمية الصين وتعزيز الصداقة بين الشعب الصيني وشعوب البلدان الأخرى. إن الشعب الصيني على استعداد للتعاون مع شعوب الدول الأخرى في العالم للحفاظ على السلام العالمي، وتعزيز التنمية المشتركة، وتعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وخلق مستقبل أفضل للبشرية.
ودعا شي إلى بذل جهود مشتركة لرسم لوحة جديدة وخلق تاريخ جديد، مشددا على تتبع الأهداف والتآزر والتكافل والمضي قدما بالعمل الجاد من أجل كتابة فصل جديد أكثر إشراقا وروعة لتاريخ جمهورية الصين الشعبية.
وشهد حفل التكريم إلقاء كلمتين من قبل الحاصل على "وسام الجمهورية" هوانغ تسونغ ده والحاصلة على "وسام الصداقة" ديلما روسيف، بصفتهما ممثلين للحاصلين على الأوسمة الوطنية وألقاب الشرف الوطنية.
وبعد الحفل، تم التقاط صور جماعية لـ شي والقادة الآخرين مع الحاصلين على الأوسمة الوطنية وألقاب الشرف الوطنية.
وحضر الحفل أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وأعضاء أمانة اللجنة المركزية للحزب المتواجدون في بكين، وبعض نواب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وأعضاء مجلس الدولة، ورئيس المحكمة الشعبية العليا، ورئيس النيابة الشعبية العليا وكذلك بعض نواب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وأعضاء اللجنة العسكرية المركزية.
وشارك في الحفل حوالي ألف شخص بمن فيهم مسؤولون من الأجهزة المركزية ذات الصلة للحزب والحكومة والجيش والمنظمات الشعبية وبلدية بكين، وممثلو أقارب الحاصلين على الأوسمة الوطنية وألقاب الشرف الوطنية وممثلو وحدات عملهم، وممثلو الحاصلين السابقين على هذا التكريم وسفراء ودبلوماسيو الدول المعنية لدى الصين وممثلو الكوادر والجماهير من كافة القطاعات.