قالت الأمم المتحدة يوم الاثنين إن الوضع الإنساني في لبنان مستمر في التدهور بسرعة مدفوعا بالتبادل الكثيف والمتزايد للأعمال العدائية عبر الخط الأزرق.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنه لا يزال يشعر بالقلق إزاء الهجمات على النظام الصحي، مع توسع الغارات الجوية جغرافيا، ما يؤثر على المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وأضاف المكتب إنه وفقا للسلطات اللبنانية، تم الإبلاغ عن 36 حادثة استهدفت مرافق الرعاية الصحية بين 8 أكتوبر 2023 و 4 أكتوبر 2024. واضطر ما لا يقل عن 96 مركزا للرعاية الصحية الأولية و3 مستشفيات إلى إغلاق أبوابها بسبب الأعمال العدائية.
وتابع "لم تؤثر الهجمات على المرافق فحسب، بل أثرت أيضا على العاملين في المجال الصحي، حيث قدرت منظمة الصحة العالمية عدد العاملين الصحيين الذين قتلوا أثناء الخدمة في نفس الفترة بـ77. كما تأثرت البنية التحتية للمياه حيث تضررت 25 منشأة على الأقل مما أثر على أكثر من 300 ألف شخص".
وأوضح أن الأعمال العدائية المستمرة وأوامر النزوح تستمر في التسبب في نزوح الناس، وخاصة من جنوب البلاد والضواحي الجنوبية للعاصمة اللبنانية، حيث سجلت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من 540 ألف نازح منذ 8 أكتوبر 2023.
وتواصل الأمم المتحدة وشركاؤها في لبنان، بالتعاون الوثيق مع الحكومة اللبنانية، قيادة وتنسيق جهود الإغاثة للسكان النازحين والمتضررين. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن شركاء الأمم المتحدة في مجال الصحة يدعمون السلطات الصحية اللبنانية ويسلمون مجموعات إضافية من معدات الصدمات والطوارئ للمستشفيات، فضلا عن الأدوية.
وقال المكتب إن "النداء العاجل للبنان البالغ 426 مليون دولار أمريكي تم تمويله حاليا بنسبة 12 بالمئة مع تلقي 53 مليون دولار".
وفي الوقت نفسه، تواصل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت اتصالاتها الوثيقة مع جميع الجهات الفاعلة، وتحث على وقف فوري لإطلاق النار وخلق مساحة للمبادرات الدبلوماسية، حسبما قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في مؤتمر صحفي يومي يوم الاثنين.
وأضاف أن الضربات العنيفة في كلا الاتجاهين عبر الخط الأزرق استمرت طوال مطلع الأسبوع ويوم الاثنين مع الإبلاغ عن وقوع إصابات نتيجة للضربات الإسرائيلية بما في ذلك في بيروت وجنوب لبنان.
وأفاد بأن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أعربت في بيان عن قلقها العميق إزاء الأنشطة الأخيرة للجيش الإسرائيلي المتاخمة مباشرة لأحد مواقع بعثة حفظ السلام جنوب شرق مارون الراس في القطاع الغربي داخل الأراضي اللبنانية.
وقال "من غير المقبول المساس بسلامة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تنفذ تفويضها الذي أوكله إليها مجلس الأمن، وتذكر اليونيفيل جميع الجهات الفاعلة بالتزاماتها بحماية موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها".