أكد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ خلال زيارته الرسمية إلى فيتنام التزام الصين بتعميق التعاون مع فيتنام في الصناعات الناشئة التي تتراوح من التنمية الخضراء إلى الاقتصاد الرقمي.
وقال لي خلال محادثاته مع تو لام، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي والرئيس الفيتنامي، في اليوم الأول من زيارته التي استمرت ثلاثة أيام من السبت إلى يوم (الاثنين)، إن الصين مستعدة لمواصلة زيادة حجم التعاون الاقتصادي والتجاري مع فيتنام.
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني خلال اجتماعه مع تران ثانه مان، رئيس الجمعية الوطنية الفيتنامية، إنه يتعين على الهيئتين التشريعيتين في البلدين أن تدعما بقوة التعاون العملي في شتى المجالات وتركزا بشكل أكبر على الابتكار.
وحث على تقديم ضمانات قانونية من الجانبين لتعزيز التعاون في الصناعات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي والطاقة الجديدة وتقنية شبكات الجيل الخامس.
وقال المحللون إن هذا الالتزام جاء في وقت حاسم تسعى فيه الدولتان إلى التحول نحو حلول طاقة أكثر استدامة والاستفادة من إمكانات الصناعات المبتكرة.
وقال هوانغ كووك دونغ، عضو اللجنة التنفيذية لجمعية فيتنام للحفاظ على الطبيعة والبيئة، إنه بينما تقود الصين الاقتصاد الأخضر، ولا سيما في مجال الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، تعمل فيتنام بنشاط على تحويل قطاع الطاقة لديها.
وقال الخبير البيئي، "لذلك، أثق أن بمقدور فيتنام والصين تنفيذ تعاون واسع النطاق وفعال في هذا الصدد في الأعوام القادمة".
وقال إنه بالإضافة إلى ذلك، فمن المتوقع أن يصبح التعاون في التصنيع الذكي، ومراكز البيانات، والتجارة الإلكترونية، محركات جديدة للعلاقات الاقتصادية الفيتنامية-الصينية، مشيرا إلى الالتزام بتوسيع التعاون في الاقتصاد الرقمي الذي تم التعهد به خلال الاجتماع بين لي، ورئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه.
وعند اجتماعه مع لي يوم الأحد، أكد فام مينه تشينه مجددا التزام بلاده بتوسيع التعاون مع الصين في القطاعات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء.
وتعهد رئيس مجلس الدولة الصيني بتعزيز مواءمة استراتيجيات التنمية الصينية مع نظيرتها الفيتنامية، وتنفيذ خطة تضافر مبادرة الحزام والطريق مع استراتيجية "ممران ودائرة اقتصادية واحدة" الفيتنامية.
وقال لي إن الصين وفيتنام دولتان ناميتان تقفان في مرحلة بالغة الأهمية في مساعيهما نحو التحديث، وتعهد بأن تعمل الصين على تحسين وتطوير التعاون بشكل مستمر في مختلف القطاعات مع فيتنام.
وأشار لي إلى استعداد الصين لتعميق التعاون مع فيتنام في مجالات مثل الارتباطية والتجارة والاستثمار والسياحة والرعاية الصحية والوقاية من الكوارث والتخفيف من حدتها، فضلا عن توسيع التعاون في التسوية بالعملة المحلية والصناعات الناشئة، ولا سيما الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء.
وأشارت دو ثي ثو، المحاضرة في الأكاديمية المصرفية في فيتنام، إلى أنه في سياق بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وفيتنام يحمل أهمية استراتيجية، يتم إطلاق العنان لفرص كثيرة وجديدة للتعاون بين البلدين في التكنولوجيا والابتكار، حيث تتفوق الصين في هذين المجالين ولدى فيتنام احتياجات كبيرة فيهما.
وفي ندوة جمعت ممثلي رجال الأعمال الصينيين والفيتناميين وحضرها لي وفام مينه تشينه، قال لي إن التعاون الاقتصادي والتجاري كان دائما من أبرز سمات التعاون الصيني-الفيتنامي ومصدرا مهما للقوة الدافعة لتعزيز العلاقات الثنائية.
ودعا رواد الأعمال إلى المشاركة بشكل أكثر نشاطا في استراتيجيات التنمية الوطنية، والاستفادة الكاملة من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائية ومتعددة الأطراف والمكتسبات السياساتية.
واقترح لي أن يعمل رواد الأعمال بشكل مشترك على تعزيز التنمية المتكاملة للصناعات، وتعميق التكامل المتبادل بين العرض والطلب، وبناء سلاسل صناعة وإمداد مستقرة وسلسة عبر الحدود.
وحث رواد الأعمال أيضا على حشد الابتكار والإبداع، وتعزيز التعاون الابتكاري كامل السلسلة بين الصناعة والأوساط الأكاديمية والبحث والاستخدام، مع التركيز بشكل خاص على الطاقة النظيفة والطب الحيوي والذكاء الاصطناعي، من أجل تنشئة وتعزيز قوى دافعة جديدة لتنمية البلدين بشكل مشترك.
وأشاد نغوين ثي سو، عضو جمعية الصداقة الفيتنامية-الصينية والأستاذ المتقاعد بقسم الدراسات الصينية بجامعة هانوي، بالزيارة الرسمية الأولى التي أجراها لي إلى فيتنام، واصفا إياها بالخطوة الملموسة في تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه زعيما الحزبين والبلدين.
وقال "عززت هذه الزيارة بشكل فعال الثقة الاستراتيجية بين البلدين وأسهمت في تسهيل تقدم مشاريع التعاون الرئيسية".