أجرى وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، محادثات مع وزير الدولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة، ديفيد لامي، في بكين يوم (الجمعة).
وأشار وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إلى أنه يتعين على الصين والمملكة المتحدة، وهما عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي واقتصادان رئيسيان في العالم، أن تكونا متمسكتين بالنظام الدولي الذي يتمحور حول الأمم المتحدة، ومتعاونتين في معالجة التحديات العالمية، وشريكتين في تحقيق التنمية الوطنية لكل منهما.
وأعرب وانغ عن استعداد الصين للعمل مع المملكة المتحدة لاتباع التوافق الذي توصل إليه زعيما البلدين، والالتزام بالتفاهم والاحترام المتبادلين، وجعل التعاون المنفتح السمة الرئيسية للعلاقات بين البلدين، وتعميق الاتصالات الاستراتيجية، وتعزيز التعاون العملي، ودفع العلاقات الصينية-البريطانية إلى مرحلة جديدة من التنمية المستقرة.
وذكر وانغ أن العلاقات بين البلدين تطورت كثيرا عبر التاريخ وهي تقف الآن عند نقطة بداية جديدة، مضيفا أن حكومة حزب العمال البريطاني طرحت اقتراحا لتنمية علاقات طويلة الأمد ومستقرة وذات أهمية استراتيجية مع الصين. وأوضح أن الجانب الصيني قيّم هذا الاقتراح بشكل إيجابي، لأنه يتوافق مع المنطق التاريخي والاحتياجات العملية للعلاقات الثنائية، ويخدم المصالح الأساسية لشعبي البلدين، ويتماشى مع الاتجاه التاريخي والوضع الدولي.
وفي معرض إشارته إلى أن شؤون تايوان وهونغ كونغ هي شؤون داخلية للصين، وأن عدم التدخل في الشؤون الداخلية مبدأ أساسي للعلاقات الدولية، قال وانغ إنه يتعين على كل من الجانبين أن يحترم شواغل الآخر، ويتعين عليهما أن يعززا الحوار على أساس المساواة، ويدعما التفاهم، ويخلقا مناخاً للتواصل والتعاون.
وذكر أن الصين توافق على الاستعادة الكاملة لآليات الحوار والتعاون في مختلف المجالات بين البلدين، وتنفيذ التعاون متبادل المنفعة بشكل نشط في التجارة والشؤون المالية والتنمية الخضراء والعلوم والتكنولوجيا والصحة والتعليم والثقافة وغيرها من المجالات.
وأعرب وانغ عن استعداد الصين للعمل مع جميع البلدان، منها المملكة المتحدة، لتعزيز الحوار والتعاون، وتقاسم المسؤوليات الدولية، والتمسك بالتعددية الحقيقية، وتعزيز النزاهة والعدل والتنمية المنفتحة على الصعيد الدولي بشكل فعال.
وقال لامي إن الحكومة البريطانية ملتزمة بتعزيز الحوار والتعاون مع الصين، والإدارة الفعالة للخلافات بطريقة متسقة وذات احترام متبادل تخدم المصالح طويلة الأجل لكلا الجانبين.
وأضاف أن بلاده تظل ثابتة في الوفاء بالتزاماها بشأن مسألة تايوان منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، وستتمسك بهذا الالتزام على المدى الطويل.
وأكد أن المملكة المتحدة تتطلع إلى تعزيز الحوار على مستويات عالية ومتنوعة مع الصين، وتوسيع التعاون في مجالات مثل تغير المناخ، والطاقة، وحماية البيئة، والتكنولوجيا، والاقتصاد والتجارة، والاستثمار والتنمية الدولية، والشروع في رحلة جديدة للتنمية القوية للشراكة بين البلدين.
وقال لامي إن المملكة المتحدة والصين، بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، يتعين على كل منهما التمسك بالتجارة الحرة والالتزام بمعالجة الأزمات الجيوسياسية والتحديات المعقدة عبر الوسائل الدبلوماسية.