حث الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الأربعاء) الصين والهند على تعزيز التواصل والتعاون، وتسهيل سعي كل منهما إلى تحقيق تطلعات التنمية.
صرح شي بذلك خلال الاجتماع مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على هامش القمة الـ16 للبريكس.
وأشار إلى أنه باعتبارهما حضارتين عريقتين ودولتين ناميتين كبيرتين وعضوين مهمين في الجنوب العالمي، تقف كل من الصين والهند عند مرحلة حاسمة من مساعي التحديث لدى كل منهما.
وذكر أنه من المصلحة الأساسية للدولتين والشعبين الحفاظ على اتجاه التاريخ والاتجاه الصحيح للعلاقات الثنائية، حاثا الجانبين على تحمل مسؤولياتهما الدولية، وتقديم نموذج لتعزيز القوة والوحدة بين الدول النامية، والإسهام في تعزيز عالم متعدد الأقطاب وديمقراطية أكبر في العلاقات الدولية.
وأكد شي أن العلاقات الصينية-الهندية هي في الأساس مسألة تتعلق بكيفية تعامل دولتين ناميتين كبيرتين وجارتين، لدى كل منهما نحو 1.4 مليار نسمة، مع بعضهما البعض.
وأضاف أن التنمية هي الآن أكبر هدف مشترك للصين والهند، مضيفا أنه يتعين على الجانبين مواصلة التمسك بالتفاهمات المهمة، من بينها أن البلدين فرصة تنموية لبعضهما البعض وليسا تهديدا لبعضهما البعض، وشريكا تعاونيا مع بعضهما البعض وليسا منافسا لبعضهما البعض.
وحث شي أيضا الدولتين على الحفاظ على تصور استراتيجي سليم تجاه بعضهما البعض والعمل معا على إيجاد الطريق الصحيح والمشرق لهما كدولتين كبيرتين متجاورتين للعيش في تناغم والتطور جنبا إلى جنب.
ومن جانبه، أشار مودي إلى أن الحفاظ على النمو المطرد للعلاقات الهندية-الصينية أمر ضروري للدولتين والشعبين، مضيفا أن الأمر يتعلق برفاهية ومستقبل نحو 2.8 مليار شخص ويحمل أيضا أهمية كبيرة للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره.
وذكر أنه على خلفية ساحة دولية معقدة، يمكن أن يساعد التعاون بين الهند والصين، باعتبارهما حضارتين قديمتين ومحركين للنمو الاقتصادي، في توجيه التعافي الاقتصادي وتعزيز التعددية القطبية في العالم.
وأعرب مودي عن استعداد الهند لتعزيز التواصل الاستراتيجي، وتدعيم الثقة الاستراتيجية المتبادلة، وزيادة التعاون متبادل المنفعة مع الصين.
وأضاف أن الهند ستقدم كل الدعم الممكن لرئاسة الصين لمنظمة شانغهاي للتعاون، وستعزز التواصل والتعاون مع الصين في إطار البريكس وغيرها من الأطر متعددة الأطراف.
وأشاد الزعيمان بالتقدم المهم الذي حققه الجانبان حديثا من خلال التواصل المكثف بشأن حل القضايا ذات الصلة في المناطق الحدودية. وقدم مودي مقترحات بشأن تحسين وتنمية العلاقات، ووافق شي عليها من حيث المبدأ.
واتفق الجانبان على الاستفادة من آلية الممثلين الخاصين بشأن مسألة الحدود بين الصين والهند، وضمان السلام والهدوء في المناطق الحدودية، وإيجاد تسوية عادلة ومعقولة.
واتفق الجانبان على عقد محادثات بين وزيري خارجيتهما ومسؤولين منهما على مختلف المستويات لإعادة العلاقات إلى مسار التنمية السليمة والمطردة في وقت مبكر.
واتفق الطرفان على تعزيز التواصل والتعاون في المحافل متعددة الأطراف لحماية المصالح المشتركة للدول النامية.
ورأى الجانبان أن اجتماعهما، الذي عقد على هامش القمة الـ16 للبريكس، كان بناء ويحمل أهمية كبيرة.
واتفقا على النظر إلى العلاقات الصينية-الهندية والتعامل معها من منظور استراتيجي عال وطويل الأمد، ومنع خلافات محددة من التأثير على العلاقات الشاملة، والإسهام في الحفاظ على السلام والازدهار على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتعزيز التعددية القطبية في العالم.
