علماء صينيون يستخرجون أطول لب جليدي في العالم خارج المناطق القطبية

أعلن علماء صينيون يوم الثلاثاء الماضي أنهم نجحوا في استخراج لب جليدي يبلغ طوله 324 مترا من أكثر الأنهار الجليدية سمكا في هضبة تشينغهاي-شيتسانغ، وهو أطول لب جليدي تم استخراجه على الإطلاق في الهضبة والأطول عالميا خارج المناطق القطبية.

وفي مواجهة الرياح والثلوج، عمل باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم بلا كلل لأكثر من شهر على قمة نهر بوروغ كانغري الجليدي في محافظة تسونيي، وهي أعلى محافظة في الصين بمتوسط ارتفاع لها يتجاوز خمسة آلاف متر فوق مستوى سطح البحر في منطقة شيتسانغ ذاتية الحكم.

وأفادت الأكاديمية الصينية للعلوم أن هذا اللب الجليدي تجاوز الرقم القياسي السابق المسجل في عام 1992 عندما قام علماء من الصين والولايات المتحدة باستخراج لب جليدي بطول 308.6 متر من "غطاء قولييا الجليدي" في ولاية نغاري بمنطقة شيتسانغ على الهضبة.

وتحتوي الأنهار الجليدية على معلومات هامة عن التاريخ المناخي للأرض.

وذكر شيوي باي تشينغ، نائب مدير معهد بحوث هضبة التبت التابع للأكاديمية الصينية للعلوم والذي قاد مشروع الاستخراج، أن "أطول لب جليدي هنا له خصائص جغرافية ومناخية فريدة، حيث سجل معلومات مناخية وبيئية طويلة الأجل للمنطقة".

وخلال مشروع البحث العلمي لنهر بروغ كانغري الجليدي، الذي بدأ في سبتمبر، حدده العلماء على أنه أكثر الأنهار الجليدية سمكا في هضبة تشينغهاي-شيتسانغ، وذلك في أعقاب اكتشاف حقل جليدي يبلغ أقصى سمك له حوالي 400 متر.

وانضم لوني طومسون، وهو عضو في الأكاديمية الأمريكية للعلوم وأكاديمي أجنبي في الأكاديمية الصينية للعلوم، إلى البحث في سبتمبر الماضي.

وقال طومسون لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال رحلته إلى موقع البحث إنه "في الوقت الراهن، تتراجع الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم. بمجرد ذوبانها، ستختفي أيضا السجلات التاريخية المغلفة بداخلها".

وأضاف "لذلك، فإن استخراج اللب الجليدي والحفاظ عليه أمر حاسم لاستعادة المعلومات التاريخية".

ويعتبر استخراج اللب الجليدي وقياس سماكة نهر بروغ كانغري الجليدي جزءا من المشروع الصيني الثاني للاستكشافات والبحوث العلمية على هضبة تشينغهاي-شيتسانغ، والذي انطلق في أغسطس 2017 برئاسة ياو تان دونغ، أكاديمي في الأكاديمية الصينية للعلوم.

وقال ياو أنه من خلال قياس سمك اللبوب الجليدية واستخلاصها، يمكن للعلماء أن يفحصوا بشكل أفضل التغيرات التي تحدث في هذا الحقل الجليدي الأكبر ضمن خطوط العرض المتوسطة إلى المنخفضة والتغيرات البيئية التي سجلها، وبذلك يكتسبون فهما أكثر شمولا لتأثير الاحترار العالمي على الأنهار الجليدية. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق