أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ، محادثات مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، في بكين اليوم (الجمعة)، حيث قال إنه يتعين على البلدين بذل جهود مشتركة لبناء عالم يسوده التعايش المتناغم.
ويجري ماتاريلا حاليا زيارة دولة إلى الصين تلبية لدعوة من الرئيس شي.
وفي معرض إشارته إلى أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ20 لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإيطاليا، قال شي إنه يتعين على البلدين، وهما بلدان لهما حضارتان عريقتان، التمسك بتقاليدهما المتمثلة في الانفتاح والشمول، وتشجيع المجتمع الدولي على حل الخلافات من خلال الحوار والتغلب على النزاعات من خلال التعاون.
وفي سياق إشارته إلى أنه يتعين أن يكون الاحترام والثقة المتبادلين والتعاون المربح للجانبين دائما السمة المميزة للعلاقات الصينية-الإيطالية، لفت شي إلى أنه يجب على الجانبين الاستفادة بشكل كامل من دور اللجنة الحكومية الصينية-الإيطالية وآليات الحوار في مختلف المجالات، وتعزيز التبادلات وترسيخ الثقة المتبادلة، ومواصلة فهم ودعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الكبرى لكل منهما، والحفاظ على الشراكة الاستراتيجية القائمة على الدعم المتبادل.
وذكر أن التعاون الثقافي الصيني-الإيطالي حقق نتائج مثمرة ومفعم بالحيوية. وحث الجانبين على مواصلة تعزيز التبادلات الشعبية، وتنفيذ الجولة الجديدة من خطط عمل التعاون الثقافي، وتعميق التعاون بشأن الثقافة والفنون وحماية الآثار الثقافية وترجمة الأعمال الكلاسيكية والسياحة والتعليم، وجعل التعاون بشأن مواقع التراث الثقافي معلما بارزا جديدا في التبادلات الشعبية بين الصين وإيطاليا.
ودعا شي الدولتين إلى دعم تعلم لغة كل منهما في الأخرى ودعم التبادلات الشبابية، وأن تظلا شريكتين تعاونيتين تساعدان بعضهما البعض على النجاح. وأعرب عن استعداد الصين لاستيراد المزيد من المنتجات الإيطالية الجيدة، ودعم الاستثمار المتبادل من جانب الشركات في الدولتين، ومواصلة دفع التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والحماية البيئية والطاقة النظيفة والفضاء الجوي.
وأوضح أن الصين وأوروبا قوتان رئيسيتان لإحلال السلام والعمل البناء، ويتعين عليهما الالتزام بالمسار الصحيح المتمثل في الاتصال الاستراتيجي والتعاون المنفتح والتعلم المتبادل، ما يصب في مصلحة الجانبين والعالم أجمع.
وقال شي إن الصين تنظر إلى أوروبا باعتبارها شريكا مهما على الطريق نحو تحقيق التحديث صيني النمط. وحث الجانبين على السعي إلى تعاون مربح للجانبين وإدارة خلافاتهما بشكل صحيح، لضمان أن تكون العلاقات الثنائية أكثر نضجا واستقرارا، وهذا ما يتطلع إليه الجانبان وهو أيضاً الشيء الصحيح.
وأضاف شي قائلاً إن "الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع الجانب الأوروبي لمواجهة التحديات العالمية، وتأمل في أن تتمكن إيطاليا من القيام بدور إيجابي في هذا الصدد".
وقال ماتاريلا إن العام الجاري يوافق الذكرى السنوية الـ700 لوفاة ماركو بولو، الذي تجسد علاقته مع الصين الصداقة طويلة الأجل بين الدولتين والنجاح المتبادل لحضارتيهما. وأضاف أنه يتعين على إيطاليا والصين مواصلة تعزيز التبادلات الشعبية والتعاون في مجالات مثل الثقافة والتعليم وتعلم اللغتين الإيطالية والصينية، والتعاون بشأن التراث الثقافي، وتقديم إسهامات جديدة في تعزيز الحوار والتعلم المتبادل بين الحضارات الشرقية والغربية، وفي تعزيز تقدم الحضارة الإنسانية.
وأوضح أن إيطاليا تلتزم بقوة بسياسة صين واحدة، وتعتبر دائما الصين شريكة مهمة. وقال إن إيطاليا تتطلع إلى العمل مع الصين لاستغلال فرصة الاحتفال بالذكرى السنوية الـ20 لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا، ودفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.
وقال ماتاريلا إن إيطاليا تتشارك مواقف متشابهة مع الصين بشأن العديد من القضايا الرئيسية، إذ أن الجانبين يعارضان الحمائية، ويدعوان إلى الانفتاح المتبادل، ويؤيدان تعزيز الاتصال البناء والتضامن والتعاون لمواجهة التحديات المختلفة على نحو مشترك، مضيفا أن إيطاليا تقف على أهبة الاستعداد للعمل الوثيق مع الصين في التعاون متعدد الأطراف، والإسهام بحكمة حضارتي الدولتين في تعزيز السلام والاستقرار العالميين.
وعقب المحادثات، شهد رئيسا البلدين توقيع عدد من وثائق التعاون الثنائي في مجالات الثقافة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم وحماية مواقع التراث العالمي.