|
||
cri (GMT+08:00) 2010-04-19 15:57:15 |
بعد زيارتنا لمتحف سور الصين توجهنا إلى مكتب هيئة أعمال الحفاظ على التراث العالمي في قطاع بادالينغ حيث كانت في انتظارنا السيدة( هوانغ ) رئيسة متحف سور الصين والسيدة (لي) مديرة مكتب الشؤون الخارجية بلجنة إدارة سور الصين في قطاع بادالينغ واللتان قدمتا نبذة مختصرة عن أعمال الحماية التي يحاط بها السور في هذا القطاع، وعلمنا بأن عدد زوار السور وصل إلى ستة ملايين وأربعمائة شخص خلال السنة الماضية وأن هذه الأعداد الضخمة تزيد من ضغط أعمال الحماية لما قد تسببه هذه الحشود من السياح من تأثيرات على مكونات السور مع مرور الزمن، ومن أجل حماية سور الصين والبيئة المحيطة به، فقد قامت الحكومة الصينية بسن القوانين ووضع القيود الصارمة والتي من شأنها حماية هذا التراث الثقافي والمنطقة المحيطة به، وفي عام 2004 بدأت الحكومة الصينية بمشروع ترميم سور الصين حيث تلتزم الأصلاحات فيه على المحافظة على الشكل الأصلي للسور ومعالجة المشكلات الطارئة والقيام بأعمال التقوية والترميم بشكل مستمر للحفاظ بشكل سليم على كل زاوية من زوايا هذا المكان.
مراسلو إذاعة الصين الدولية أمام متحف سور الصين العظيم
وقبل أن نهاية هذه الزيارة توجهنا إلى موقع السور الذي لم تشمله أعمال الترميم والأصلاح، والذي يعتبر موقعا سياحيا أخر يرتادوه جميع الزوار الذين يصلون إلى قطاع بادالينغ، ولا أخفي عليكم لقد كان هذا الموقع أكثر إثارة بالنسبة لي، فقد أحسست بشعور ساحر ونحن نصعد درجات هذا الجزء من السور، لا سيما بعد أن عرفت أنا أحدث الأحجار هنا يقترب تاريخها من 500 سنة على الأقل، وهاهي كما كانت لم يمسسها تغيير من قبل، توقفت أشاهد جزء مهدم من السور وسرحت في الماضي السحيق وتخيلت هذا الجزء من المكان في ذلك الزمن القديم، و أولئك القدامى في هذا المكان وهم يشيدون أجزاء هذا السور ويسطرون بإيديهم حضارة ضاربة في التاريخ، أحسست بشعور ساحر حقا وتجولت عيناى في هذه المساحة من الأرض التي لم تتغير حتى اليوم.
أحدث الأحجار يقترب تاريخها من 500 سنة على الأقل
خاتمة
أقول ، من ذا الذي يعيش على وجه الخليقة اليوم ولا يعرف هذا الصرح التاريخي، فالبعد الحضاري والمكانة التي يحتلها هذا السور على وجه الأرض والتاريخ تجعل من المستحيل أن يمر عليه مرور الكرام، لقد شوهد هذا السور من الفضاء فكيف لأحد أن يتجاهله على الأرض، كيف لا وهو البناء الأطول في العالم من تشييد الإنسان بيديه العاريتين، في النهاية أتمنى أن يحظى الجميع بفرصة مماثلة للوصول إلى سور الصين العظيم في قطاع بادالينغ الرائع و التمتع عن قرب بسحر هذا المكان، ومن يصل إلى الصين لابد له من القيام بزيارة مماثلة إلى سور الصين أو كما جاء في قصيدة الزعيم الصيني الراحل (ماو تز دونغ) عن سور الصين (ليس رجلا حقيقا من لم يزر سور الصين العظيم).
أنور أحمد الصبري- مراسل إذاعة الصين الدولية
من قطاع بادالينغ
2010-4-16
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |