|
||
cri (GMT+08:00) 2013-03-07 09:24:41 |
بقلم غزوان بريك
لا يبدو أن عجلة الإصلاح والانفتاح التي بدأت خطواتها الأولى عام (1978)، في طريقها للسكون أو التوقف عند حد معين، قبل أن تحقق كافة وعودها لأبناء الأمة الصينية، بمجتمع مستقر ومتطور، وعيش رغيد للجميع، ومكانة مرموقة في صدارة دول العالم.
إن المتابع لوقائع ومجريات أعمال الدورة السنوية الأولى للمجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب الصيني وهو أعلى هيئة تشريعية في البلاد، سيلاحظ هذا الإصرار والعزم الشديدين، فلا وقت لدى جميع الحضور ( مسؤولين أو نواب) للشكليات والكلمات المنمقة، وإنما الدخول مباشرة في صلب الواقع والعمل، ومناقشة تقرير العمل الحكومي خلال السنوات الخمس الماضية بجميع إيجابياته وسلبياته، وبكل صراحة وشفافية وموضوعية، فالجميع متفق على هدف واحد يتمثل بدفع تطور الصين قدماً والنهوض بواقع الشعب الصيني ليأخذ مكانته التي يستحقها بين صفوف الدول المتقدمة.
تقرير العمل الحكومي الذي قدمه ( ون جيا باو) جاء ترجمة لذلك، فبينما أكد على أهمية المرحلة التي وصلت إليها سياسة الإصلاح والإنفتاح كقوة أساسية للتنمية والتقدم، وضرورة تعميقها بشجاعة وحكمة بزيادة تحرير الفكر وتعزيز الإصلاحات المختلفة، اعترف في ذات الوقت بصراحة وموضوعية إلى السلبيات والمعوقات التي عرقلت هذه المسيرة الرائدة، بدءاً من الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها القاسية على العالم والصين بشكل خاص حيث واجهت أيضاً جملة من التحديات والكوارث الطبيعية، لكنها نجحت ورغم كل شيئ بالقفز بإجمالي الناتج المحلي إلى المرتبة الثانية عالمياً، كما وضعت حداً لتراجع الاقتصاد في ظل الإنكماش الإقتصادي العالمي وأرست أساسا جيدا للنمو للعام الجاري.
وفيما تأتي الدورة السنوية الأولى للمجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب الصيني، تكملة وتنفيذاً لتوافقات المؤتمر الوطني ال18 للحزب الشيوعي الصيني، سيتم بحث جميع الأمور والمقترحات لتعزيز عمل وأداء الحكومة الجديدة من خلال بحث سبل زيادة إكمال نظام إقتصاد السوق الإشتراكي لمساعدة الاقتصاد على تحقيق استخدام عوامل الإنتاج بشكل عادل ومنصف وتعزيز سلطة القانون، بينما يستمر الصينيون على ثقتهم وأملهم الكبيرين بقيادتهم، ويعربون عن قناعتهم ورضاهم بإنجازات المرحلة الحالية من جهة، وآمالهم وتطلعاتهم للمستقبل الذي يطمحون إليه من جهة أخرى.
وتأكيداً على أهمية مراقبة العالم لتطورات المرحلة الجديدة التي ستدخلها الصين بعد انتهاء أعمال هذه الدورة وانتخاب أعضاء الحكومة الجديدة، تستمر وسائل الإعلام العالمية بتسليط الضوء على مجريات الأمور، فيما تحاول أخرى أن تستخلص النتائج والدروس من التجربة الصينية الفريدة، فالحضور الإعلامي الأجنبي يراقب ويتابع بدقة ويكتب ملاحظاته التي تتراوح بين الإشادة بصدق الحكومة واعترافها بوجود ضعف في مستوى الطلب المحلي والنمو الاقتصادي، أو التساؤل حول ما ستتخذه الحكومة الجديدة من اجراءات لتعميق إصلاح السوق لما لذلك من أثر وانعكاسات هامة على مستقبل الاقتصاد العالمي، فيما تدعو بعض الأصوات الإعلامية دولها للاستفادة من التجربة الصينية ككل.
بعد أيام ستبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الصين الجديدة.. بعد أيام سيبدأ العمل برؤى جديدة لمستقبل أفضل للشعب الصيني والعالم ككل.. بعد أيام سيبدأ العالم بالتأكد من صدق وعود ونتائج أعمال القيادة الصينية، والتي بدأت تتجسد فعلياً على أرض الواقع بعد انتهاء أعمال المؤتمر الوطني ال 18 للحزب الشيوعي الصيني، ويكفي لأي متابع عادي للشأن الصيني أن يضع اسم الصين على أي محرك بحث إلكتروني ليرى بأم عينه إشادات الدول المنافسة قبل الصديقة، واعتراف الجميع بأن المارد الأصفر (قول وفعل).
| ||||
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |