أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية ومقرها لاهاي يوم الأحد أن سوريا سلمتها الإعلان الأولي الرسمي لبرنامجها للأسلحة الكيمياوية يوم الخميس الماضي. ويضم هذا الإعلان جزأين، الجزء الأول هو الأوضاع الحالية للأسلحة الكيمياوية السورية، والجزء الثاني هو خطة سوريا حول تدمير هذه الأسلحة والأجهزة المعنية بها. ولكن المنظمة قالت إن تفاصيل الإعلان سرية، ولن تعلنها.
وأصدرت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بيانا يوم الأحد، أوضحت فيه أن سوريا سلمت هذا الإعلان قبل المهلة المحددة بثلاثة أيام، باعتباره أساسا يتيح وضع الخطط الهادفة إلى تدمير منهجي وكامل يمكن التثبت منه للأسلحة الكيميائية المعلنة، إضافة إلى منشآت الإنتاج والتجميع. وأوضح البيان أن هذا الإعلان لا يضم خطة حول تدمير الأسلحة الكيماوية فحسب، بل يضم أيضا تقريرا حول الأنشطة والمعدات السورية غير المقيدة ب"معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية"، لأن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية طالبت كل أعضائها بتسليم هذا التقرير عند تسليم إعلان أسلحتها الكيماوية لأول مرة لبناء الثقة المتبادلة بين الجانبين. وأضاف البيان أن المنظمة قدمت تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي وأعضائه حول أعمال تفتيشها عن الأسلحة الكيماوية في سوريا خلال الشهر الأول ابتداء منذ أول أكتوبر الماضي.
وحسب القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، سيتم تدمير الأسلحة الكيماوية السورية بمرحلتين، المرحلة الأولى هي تدمير منشآت إنتاجها قبل الأول من نوفمبر المقبل. أما المرحلة الثانية هي تدمير جميع الأسلحة الكيماوية السورية بصورة كاملة قبل الثلاثين من شهر يونيو المقبل.
وفي الواقع، سلمت سوريا قبل ذلك اللائحة البدائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. حيث قام المفتشون وفقا لها بالتفتيش عن الأسلحة الكيماوية في سوريا لمدة شهر تقريبا. وقد تم تفتيش 19 موقعا ضمن المواقع الثلاثة والعشرين المحددة في اللائحة حتى الآن، وجعل منشآتها غير قابلة للاستخدام.
وجاء في التقارير المعنية أنه يوجد في سوريا ألف طن من الأسلحة الكيماوية، ومن ضمنها غاز الخردل. ولكن لم يقرر حتى الآن كيف سيتم تدميرها؟ وأين؟ وقد طلبت الولايات المتحدة من النرويجتدمير قسم من الأسلحة الكيميائية السورية على أراضيها، ولكن حكومة الأخيرة رفضت هذا الطلب، معتبرة أن الجدول الزمني المقترح ضيق جدا، بالإضافة إلى نقص المعدات الكافية لتدميرها. وسيعقد المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية المكونة من واحد وأربعين عضوا مؤتمرا قبل الخامس عشر من نوفمبر المقبل لمناقشة الإعلان الرسمي للأسلحة الكيماوية الذي سلمته سوريا مؤخرا، ثم سيقرر أين وكيف سيتم تدميرها.
