CRI Online

'التبوريدا' يرصّع التراث الشعبي المغربي

cri       (GMT+08:00) 2014-03-11 09:48:57


يجسّد مواقف بطولية

تحتضن مدينة بني ملال المغربية ما بين 8 و11 مارس/اذار مهرجان الفروسية التقليدية "التبوريدا" السنوي الذي ينظمه المجلس البلدي للمدينة في إطار شراكة مع الحريسة بمراكش والشركة الملكية لتشجيع الفرس والجامعة الملكية المغربية للفروسية، وولاية جهة تادلة أزيلال بمشاركة حوالي 450 فرس وفارس.

وأبرز فتاح التونسي، عضو اللجنة التقنية للمهرجان في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا المهرجان ينظم في إطار الاستعدادات التي تخوضها حوالي 21 فرقة "سربة" طيلة أيام المهرجان من أجل المشاركة في المباراة المؤدية إلى نهايات بطولة المغرب بدار السلام بالرباط.

وأشار إلى أن هذه الدورة، التي تتميز بمشاركة فرق تمثل مجموعة من المناطق بإقليم بني ملال (آيت أم البخت بزاوية الشيخ، وأولاد سعيد الواد، وأولاد يوسف، وبلدية بني ملال، وباشوية قصبة تادلة)، تروم تشجيع تربية الفرس من أجل المحافظة على الموروث التراثي و الثقافي الشعبي المغربي الأصيل.

وأكد عضو اللجنة التقنية أن فن الفروسية التقليدية "التبوريدا"، الذي يعتبر رمز الهوية المغربية الثقافية، أصبح في الآونة الأخيرة يضطلع بمهمة التعريف بالثقافة المغربية من خلال المعارض والملتقيات التي تنظم خارج الوطن.

وأصبحت هناك مهرجانات خاصة بالتبوريدة، بدل كونها مجرد وصلات موسمية، كما لم تعد التبوريدة حكرا على الرجال بل ظهرت فرق نسائية خاصة في هذا المجال.

و"التبوريدة" هي طقس احتفالي له أصول وقواعد عريقة في انحاء المملكة، وخصوصا في المناطق ذات الطابع القروي.

وتشير الأغاني والمواويل والصيحات التي ترافق عروض "التبوريدة" إلى مواقف بطولية، وهي تمجد البارود الذي يشكل جزء هاما من العرض الذي يقدمه الفرسان.

وتعد "الفانتازيا" أو "التبوريدة" بمثابة نموذج للاحتفالات الجماعية في المغرب التي تبرز قوة الفارس المتمرس الماهر، وترتبط بجملة من المواسم والمناسبات الدينية والشعبية كالزواج والختان، حتى يتسنى للفرسان بخيولهم المتأنقة بوسائل الزينة والبنادق إطلاق العنان لكفاءاتهم الإبداعية على صهوة جيادهم في جو احتفالي.

ويحتاج فن "التبوريدة" إلى تدريب كبير ومستمر من أجل ترويض الجواد على طريقة دخول الميدان والعدو في انسجام تام مع باقي الخيول.

وللحفاظ على اللياقة البدنية للفرس، يحتاج صاحبه إلى ترويضه باستمرار، والعناية به وفق برنامج مضبوط وصارم من العلف والتدريب والغسل، وإلا فإنه يفقد بسرعة لياقته وقدرته على المنافسة.

ويتخوف كثيرون من انقراض هذا الفن العريق، خاصة أن من يحافظ على هذا التراث هم من الفلاحين البسطاء الصّامدين في البوادي.

ويعول عشاق هذا الفن التراثي ومحترفوه على إقبال أجيال جديدة عليه للحفاظ على رأسمالهم الرمزي الذي توارثوه عن أجدادهم، وقد ظهرت في انحاء المملكة "سربة القواسم" و'سربة عبدة"، و"سربة بنسليمان" و"سربة أولاد حدو".

مصدر: ميدل ايست أونلاين

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي