CRI Online

فنانة شعبية للمقصوصات الورقية

cri       (GMT+08:00) 2014-03-06 14:50:39


السيدة لي فنغ يينغ

تعتبر المقصوصات الورقية من أبرز الفنون الشعبية والتقليدية في الصين وخاصة في هضبة التراب الأصفر التي تشمل مقاطعتي شنشي وقانسو ومنطقتي نينغشيا ومنغوليا الداخلية شمال غربي الصين..

تبدو لي فنغ يينغ التي تعيش في محافظة جينغ بيان لمقاطعة شنشي امرأة فلاحية عادية من شكلها البسيط، ولكن في الحقيقة، تتولى لي الآن منصبا بارزا في الاتحاد الدولي للمقصوصات الورقية، باعتبارها من أبرز الفنانات الشعبيات في هذا المجال. كما تلقت دائما عروضا كثيرة من روسيا وسويسرا واليابان والولايات المتحدة لحجز أعمالها المقصوصية.

وبالإضافة إلى ذلك، أسست لي فنغ يينغ في بلدتها جمعية شعبية تضم أكثر من مائة شخص، معظمهم النساء. كما افتتحت كل نهاية أسبوع دورة تدريبية مجانية لتعليم فنون المقصوصات الورقية للناس الذين يشمل النساء والأطفال حتى الطلاب الجامعيين، حيث قالت لي:

"على سبيل المثال، أرسلت جامعة شنشي للمعلمين كل سنة حوالي 60 أو 70 طالبا إلى هنا لتعلم المقصوصات الورقية. وبالإضافة إلى ذلك، استقبلتُ كل سنة عدة دفعات من مثل هؤلاء الطلاب الجامعيين. أما التلاميذ المحليون، فيرغبون أيضا في تعلم هذا الفن، ويحضرون دائما الدورات التدريبية. ويمكن أن يبدع جميع تلاميذي الأعمال المقصوصية على أيديهم، وإذا تلقت أعمالهم عروضا من الخارج، فيمكنهم أن يكسبوا الأموال إذا تمت الصفقة. ولن آخذ من أية نسبة من هذه الصفقات."

وأضافت لي أن العروض التي وصلت إليها وإلى تلاميذها تتجاوز قيمتها مليون يوان صيني كل سنة. إذن، كيف تصل شهرة لي في مجال المقصوصات الورقية إلى هذه الدرجة؟ وقالت إن عائلتها يمكن أن تعتبر عائلة خاصة بهذا الفن التقليدي، حيث تم ورث هذا الفن من جدتها إلى والدتها حتى ابنتها. أما هي، فتتمتع برغبة شديدة في المقصوصات الورقية حتى تنسى دائما التعب والجوع:

"نعم، أبدأ الأعمال بعد تناول الوجبات. وأحيانا وفي منتصف الليلة عندما أفقد النوم، أقوم وأرمي نفسي في الأعمال. على كل الأحوال، إذا وجد لدي وقت، أقوم بهذه الأعمال، لأنها ليست مهمة لازمة بالنسبة لي فقط، بل هي أيضا رغبتي. وإن المقصوصات الورقية لن تُصنع خلال يوم أو ليلة، بل تحتاج إلى وقت طويل جدا."

ونالت الأعمال المقصوصية المصنوعة بيدي لي فنغ يينغ إعجاب العديد من الشخصيات الكبيرة، حيث حصل الرئيس البلغاري روسن بليفينلييف، عندما قام بزيارة رسمية للصين في يناير الماضي، على نسخة من المقصوصة الورقية التي تظهر صورة الرئيس، كهدية له من قبل الفنانة لي. وفي هذا الصدد، كشفت إحدى المسئولات الصينيات عن أن الرئيس البلغاري أعرب عن إعجابه إزاء هذه الهدية، إذا قالت:

"كنا قد أردنا أن نقدم مقصوصة ورقية كهدية لفخامة الرئيس. واتصلنا بالفنانة لي التي تعتبر من أبرز الفنانين في هذا المجال وطلبت منها أن تساعدنا. وبعد حصوله على الهدية، أعرب سيد الرئيس عن سعادته وإعجابه بذلك، وقال إنه سيعلق هذه المقصوصة في مكان ملحوظ داخل مقر الرئاسة. وبعد عودة الرئيس إلى الوطن، أرسلت السفارة البلغارية رسالة الشكر لنا التي أكدت فيها أن هذه الهدية متميزة بالخصائص الصينية وتتحلى بمغزى كبير."

والآن، لم تقتصر لي فنغ يينغ على تحمل مسؤولية لتوريث فن المقصوصات الورقية فحسب، بل تشتغل دائما بترويج هذا الفن إلى كل أنحاء البلاد حتى العالم، حيث نظمت ندوات عديدة لمناقشة الخبرات مع غيرها من الفنانين القادمين من مختلف المناطق، كما عملت على تعزيز الحماية على حقوق الملكية الفكرية للأعمال المقصوصية التي تصنع بأيدي الفنانين. وأكدت لي فنغ يينغ أن توريث فن المقصوصات الورقية ليس المهمة الوحيدة بالنسبة لنا، بل أنها ستعمل أيضا على استكشاف المزيد من الابتكارات لهذا الفن التقليدي والعريق لتضخ حيوية جديدة له واستمرار قيمته الثمينة في المتحف الحضاري الصيني.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي