|
||
cri (GMT+08:00) 2014-07-04 15:36:07 |
20140704lvyou
|
منظر بمحافظة وويوان
وويوان محافظة قديمة ذات تاريخ عريق، تقع شمال شرقي مقاطعة جيانغشي، وتتاخم مقاطعتي آنهوي وتشجيانغ. هذه المحافظة التي كانت تابعة لآنهوي قديما تحافظ على معالم ثقافة هويتشو (آنهوي حاليا) الفريدة مثل قريتي شيدي وهونغتسون في آنهوي المدرجتين في قائمة التراث الثقافي العالمي.
قبل خمسمائة عام بدأ تجار هويتشو يقيمون شبكة تجارية ضخمة في أنحاء الصين، وسيطروا على اقتصاد عدد كبير من المناطق. وقد ورد في السجلات التاريخية أنه عندما التقى الإمبراطور تشيان لونغ في فترة أسرة تشينغ (1644م-1911م) بأكبر ثمانية تجار في الصين خلال رحلته إلى جنوب نهر اليانغتسي، كان منهم أربعة تجار من هويتشو. ولمدة بين ثلاثمائة وأربعمائة عام من أواسط أسرة مينغ (1368م-1644م) حتى زمن الأباطرة جيا تشينغ وداو قوانغ وتشيان لونغ في أسرة تشينغ كان تجار هويتشو يحتلون المركز الأول في أوساط التجارة بالصين من حيث عدد المشروعات وحجم رأس المال وعدد المناطق التي يديرون تجارتهم فيها، ولم ينس كثير من هؤلاء التجار أسلافهم بعد نجاحهم في مزاولة التجارة، فكانوا يعودون إلى مسقط رأسهم لبناء معابد الأسلاف والبيوت، ولهذا فإنك ترى قرى متراصة يفصل بينها مسافة من خمسة إلى عشرة لي (لي وحدة قياس تساوي 500 متر). وقد نجت وويوان من فوضى الحروب بفضل موقعها في منطقة جبلية نائية، شكلت حاجزا طبيعيا لها، ولهذا مازالت الدور القديمة والعادات والتقاليد الشعبية البسيطة فيها باقية حتى الآن.
دور قديمة على طراز هويتشو
ينتمي جميع أبناء قرية سيشي إلى عائلة يوي، بها الدور القديمة على طراز هويتشو بصورة ممركزة، وعمرها أكثر من قرن، وجدرانها عالية تحجب أشعة الشمس عن داخلها، ومنقوشة بالرسوم الدقيقة على طراز هويتشو. دار جينغشيويتانغ، التي تبلغ مساحتها 666 مترا تقريبا، تخص واحدة من أكبر عائلات القرية وما زال يسكنها الجيل الرابع لهذه العائلة. هذه الدور القديمة خاضعة لحماية الحكومة المحلية، ومن ثم لا يسمح لأصحابها بالتصرف فيها بالبيع أو استخدام أية أغراض بداخلها باستثناء الأثاث والديكور، وعليه فإن تجار التحف القديمة الذين يأتون إلى القرية يمكنهم فقط الاستمتاع برؤيتها. ويوجد في دار جينغشيويتانغ منضدة قديمة قدرها تجار التحف القديمة بمليون يوان (حوالي 120 ألف دولار أمريكي). الميزة الوحيدة التي يتمتع بها أحفاد أصحاب تلك الدور هو أنهم يقيمون بها، ويمارسون حياتهم مثل غيرهم. وقد أصبح أبناء القرية معتادين على وجود عدد كبير من السائحين بينهم، يعيشون داخل الدور القديمة معهم.
من البيوت القديمة المميزة في قرية سيشي دار مشيدة على أسلوب معماري فريد، وتختبئ فيه مائة كلمة شو (العمر المديد)، وتنقش 96 كلمة شو على باب هذه الدار، ومازال نقش هذه الكلمات بحالة جيدة حتى الآن، ولا يمكن العثور على الكلمات الأربع الباقية إلا بالبحث عنها بعناية.
قرية ليكنغ هي أجمل قرية في وويوان، فهي مبنية على طول جدول ماء، وتشكل لوحة مكونة من الجسور الصغيرة والمياه الجارية والبيوت. الدور فيها تعتبر نموذجا لأسلوب هويتشو، وهي مساكن قديمة بسيطة ذات جدران بيضاء وقراميد سوداء وأفاريز، كلها مبنية بنفس النمط المعماري. توسط فناء الدار الغرف المبنية على الجوانب الأربعة بسقوف منحدرة إلى الداخل بحيث يصب ماء المطر في فناء الدار. وهذا الأسلوب يعبر عن الرغبة في الثراء، فالماء في ثقافة هويتشو القديمة يعد كنزا. تواجه الدور على جانبي الجدول بعضها بعضا، ويتراوح عرض الجدول بين مترين وثلاثة أمتار، تربط بين ضفتيه جسور صغيرة، معظمها مكون من لوحي خشب، يتراوح عرضها من ثلث متر إلى ثلثي متر، وهي المكان المفضل لاستراحة الكلاب الصغيرة في تلك القرية التي تغمرها زهور الدراق. يستخدم أبناء القرية مياه الجدول في حياتهم اليومية، وثمة اتفاق غير مكتوب بينهم لتنظيم استخدامها للأغراض المختلفة، ففي الصباح يستخدمونها لتنظيف أنفسهم، وقبل الظهر لغسل الملابس، وعند الظهر لتنظيف الخضار والرز، وبعد الظهر لتنظيف الأوساخ.
اللون الأخضر هو أبرز معالم عدد كبير من القرى القديمة في وويوان
اللون الأخضر هو أبرز معالم عدد كبير من القرى القديمة في وويوان، ويوجد بالمحافظة 188 محمية طبيعية، مساحتها 36ر2 مليون هكتار، أي 8% من إجمالي مساحة المحافظة، وتصل نسبة الغطاء الغابي بها 5ر81%.
يقال إن عرافا هو الذي حدد موقع بناء القرية، حيث طلب من أسلاف عائلة يوي أن يبنوا قريتهم في موقع توجد أشجار أمامه ووراءه، وقد سن أسلاف عائلة يوي قاعدة تطلب من كل واحد من أبناء العائلة يسافر بعيدا أن يعود إلى القرية ومعه شتلة، يزرعها في جبلين يقعان أمام القرية وورائها. بمرور الزمن غطت الأشجار الجبلين، وراح بعض أبناء القرية يقطعون الأشجار سرا، فلجأ رب الأسرة إلى حيلة، حيث طلب من ابن له أحمق أن يقطع بعض الأشجار، ورأى الابن أن قطع الشجر، مثلما يفعل الآخرون أمر فيه جاذبية فنفذ أمر أبيه بسرعة، ولكن الأب طلب من آخرين أن يقبضوا عليه، وأوصلوه مقيدا إلى معبد أسلاف عائلة يوي، حيث تم عقابه بشدة أمام جميع أبناء القرية، ومن بعدها وإلى الآن ظلوا محافظين على قاعدة عدم قطع أي شجرة في الجبلين، ولم ينسوا ما فعله رب عائلتهم قديما.
تأثر عدد كبير من الذين جاءوا إلى وويوان من خارجها بقاعدة زراعة الأشجار كما تأثروا بثقافة هويتشو التي تعتبر المياه كنزا، واختاروا الأماكن المحاطة بالأنهار لبناء قراهم، وزرعوا الأشجار في مساحات واسعة بمداخل الأنهار في قراهم، كي تحجب هذه الغابات أنظار الغرباء عنهم، وتركوا لخلفهم الأشجار القديمة والبيئة الطبيعية الجيدة، ولهذا يغطي اللون الأخضر قرى وويوان وتحيط الأشجار بأنهارها.
جسر تسايهونغ
جسر تسايهونغ، الذي يقع في بلدة تشينغهوا القديمة، هو أجمل جسر برواق في الصين، وقد بدأ بناؤه في فترة أسرة سونغ الجنوبية (1127م-1279م)، ويرجع تاريخه إلى ما قبل ثمانمائة عام، ومازال ممرا رئيسيا لمواصلات البلدة حتى الآن. للذهاب إلى الجسر لا بد من المرور بشارع صغير مبلط بألواح حجرية سوداء، وهو أقدم شارع في وويوان، إذ يرجع تاريخ بنائه إلى زمن أسرة تانغ (618م-907م). الشارع ضيق جدا، ولا يتسع لأكثر من فردين جنبا إلى جنب، وعندما يواجه المار به آخر قادما من الاتجاه المعاكس، لا بد أن يفسح له الطريق. المساكن على جانبي الشارع قديمة، وتنمو على جدرانها أعشاب برية يبلغ طولها نصف طول قامة الإنسان.
يبلغ طول جسر تسايهونغ 140 مترا، وعرضه سبعة أمتار، وهو جسر للمشاة على طراز الرواق الطويل، ويتكون من خمس مقصورات وستة أروقة، وكل مقصورة مبنية في دعامة للجسر، وتسمى المسافة بين كل دعامتين رواقا، ولذلك يسمى الجسر جسر لانغتينغ (الرواق والمقصورة) أيضا. في عام 1954 عندما وقع فيضان كبير ارتفع سطح المياه إلى مستوى ارتفاع الجسر، ولكن المياه لم تغمر الجسر، والفضل في ذلك يرجع إلى سد حجري أمام الجسر. يقول مسئول شركة جسر تسايهونغ ببلدة تشينغهوا للسياحة إن السد الحجري أمام الجسر يخزن المياه في موسم قلة المياه، ويتيح ظروفا صالحة لتربية السمك والجمبري، ويصرف المياه في موسم الفيضان، ويخفف من اصطدام المياه بدعامات الجسر وترسب الغرين في النهر. بالإضافة إلى ذلك يلعب السد الحجري دورا في حماية البيئة الايكولوجية. كان يوجد جسر خشبي بنفس حجم جسر تسايهونغ في المجرى الأسفل للنهر يبعد عن جسر تسايهونغ 1500 متر في الماضي، وكان أمامه سد حجري وغابة كبيرة يرجع تاريخها إلى مئات الأعوام، ولكن أبناء القرية هدموه، وبنوا جسر إسمنتيا جديدا محله، كما هدموا السد الحجري أمامه. في عام 1999 جلب فيضان كبير كمية كبيرة من الغرين، ودمر الغابة التي أمامه، وضاق مجرى النهر، ولهذا يعرف أبناء وويوان مداخل الأنهار والسدود الحجرية والغابات في مداخل الأنهار لديهم معرفة جيدة.
توجد ثلاثة خطوط سياحية رئيسية في وويوان: الخط الشرقي يشمل قرية ليكنغ ذات الجسور الصغيرة والأنهار الجارية والدور القديمة، وقرية شياوتشي ذات البيئة الايكولوجية الخضراء ومعبد الأسلاف لعائلة يوي، وقرية تشينغيوان التي تجسد ثقافة وويوان، وهو خط سياحي نموذجي. الخط الشمالي يشمل قريتي يانتسون وسيشي وبلدة تشينغهوا القديمة وقريتي هونغقوان وليكنغ الكبيرة الخ والتي توجد بها آثار قديمة حقيقية لهويتشو القديمة، ومنها عدد كبير من الدور القديمة التي يرجع تاريخها إلى ما قبل مائة عام وجسر تسايهونغ الذي يرجع تاريخه إلى ما قبل ثمانمائة عام. الخط الغربي يشمل المناظر الطبيعية الجميلة لوويوان، وخاصة قبور أسلاف تشو شي، الفيلسوف الكونفوشي الكبير في أسرة سونغ (960م-1279م) والتي تقع على هذا الخط السياحي الرئيسي لوويوان.
المواصلات: أقرب مطار من وويوان هو مطار جينغدهتشن، حيث يبعد عنها 98 كيلومترا، ومطار نانتشانغ أبعد من مطار جينغدهتشن، ولكن الرحلات الجوية منه أكثر. ومطار تونشي محطة ترانزيت في الرحلة إلى جبل هونغشان، والرحلات الجوية منه كثيرة أيضا. توجد محطتان للأتوبيس شرقية وغربية في وويوان، ورحلات الأتوبيسات من المحطة الغربية أكثر، وخاصة إلى جينغدهتشن ونانتشانغ وتشيويتشو وتشانغروان الخ. ويوجد رحلة صباحا إلى تونشي، ورحلة أخرى ظهرا، بالإضافة إلى ذلك تمر الرحلات إلى شانغهاي بوويوان، وهناك رحلات أتوبيس دورية مباشرة من وويوان إلى سوتشو وشانغهاي وهانغتشو وشياوشان وشاوشينغ ونينغبو وونتشو وشنتشن وقوانغتشو ونانتشانغ الخ. الأوتوبيسات المتوسطة الحجم هي وسيلة المواصلات الرئيسية داخل وويوان، ويوجد عدد قليل من الميني باص، وعدد كبير من الدراجات النارية والدراجات ذات العجلات الثلاث في مركز محافظة وويوان، ويمكن السفر إلى الخطين السياحيين الشرقي والغربي بالسيارات من المحطة الشرقية، وإلى الخط السياحي الشمالي بالسيارات من المحطة الغربية.
| ||||
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |