|
||
cri (GMT+08:00) 2015-09-10 15:20:22 |
اليونسكو وتراث هومي الثقافي غير المادي
يتمتع غناء هومي بميزة الصوت الأثيري، وكأنه قادم من خارج هذا العالم. أوضح هوغجيلتو أن هذا التأثير على المستمعين يرجع إلى أساليب النطق الخاصة التي تنتج اثنين أو ثلاثة أصوات توافقية في وقت واحد، والجمع بشكل ذكي حاذق بين الصوت المنخفض والصفير العالي. الجزء الجهوري منخفض للغاية وواضح جدا، ليس من النوع الذي يتوقع المرء سماعه من صوت طبيعي. ويجب على المغني أن يتعامل مع أنفاسه ليتمكن من التحكم في موجات الهواء القوية التي تعصف بقوة بالحبال الصوتية، مما يؤدي إلى إصدار صوت أقوى بعشر مرات من كثافة صوت الغناء العادي، وهو ما ينتج عنه صوت واضح قوي ونغمات عالية بمهارة مميزة. أضاف هذا الفنان التقليدي قائلا: "فيما يتعلق بأصول هذا الفن، هناك نظرية تقول إن جذوره تعود إلى تقليد أصوات في الطبيعة كان يفعلها المنغوليون الأوائل خلال حملات القنص، ولهذا السبب تظهر في الغناء أصوات طبيعية تمثل عوامل الطبيعة والحيوانات المتوحشة والخيول في السهول. لقد كان طابعه يتمثل في أنه أغنيات قصيرة، ولكنه يتضمن أيضا أغنيات طويلة نسبيا، وبسيطة." أما الفنان الموسيقي المنغولي دا بويه تشولاو، مدير قسم حفظ التراث الثقافي غير المادي بمعهد بحوث الفنون بمنغوليا الداخلية، فيرى تشابها بين فن هومي واثنين من فنون الغناء يعود تاريخهما إلى ألفين وثلاثمائة سنة: هولين تشور، في ألتاي بشمالي منطقة شينجيانغ، وغناء آخر مماثل في شيلينغول بوسط منطقة منغوليا الداخلية. كلا الأسلوبين يمثل أصواتا متعددة يؤديها صوت واحد في آن واحد. وكان لدراساته أثر في نجاح مساعي الصين لإدراج فن هومي ضمن قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية عام 2009.
وراثة فن هومي والحفاظ عليه
لاحظ هوغجيلتو تزايد أعداد الأجانب الراغبين في تعلم فنون هومي وأدائه، الأمر الذي حفز عزيمته على توريث هذا الكنز الثقافي لأبناء قوميته، والعمل على الحفاظ عليه. في عام 2006، أسس أول جمعية في الصين لهذا الفن التقليدي على نفقته الخاصة، وبدأ تسجيل الطلاب وتنظيم نشاطات تبادل المعلومات والبحوث المعنية. وبفضل جهوده وجهود الجمعية تم اكتشاف اثني عشر فرعا لهذا الفن. في 2005، أسس هوغجيلتو فرقة من خمسة أفراد، أطلق عليها اسم "الصوت الأزرق"، أصدرت أول ألبوم لفن هومي في الصين، باسم "صوت من السماء". في 2009، وكما أشرنا أعلاه، شاركت الفرقة في مهرجان عروض لهذا الفن في مدينة أولان باتور، وفازت بالجائزة الثالثة. وحظي هوغجيلتو بتكريم خاص من حكومة جمهورية منغوليا، لجهوده في تطوير هذه الفنون والثقافات التقليدية والحفاظ عليها. وباعتباره رئيسا لجمعية فن هومي التقليدي بمنغوليا الداخلية، يشعر هوغجيلتو بالثقة في تحقيق أهدافه. قال: "سأسعى بجدية لنقل هذا الفن وتوريثه للأجيال القادمة، وقد اقترحت تغذيته بعناصر حيوية جديدة، مثل الأنغام والأساليب والآلات الموسيقية الحديثة، ليبقى ويتطور من خلال مزج القديم مع الجديد." ويقترح أيضا أن تضاف هذه الفنون التقليدية العريقة إلى مناهج المعاهد والفرق الموسيقية، حتى يتوفر التدريب المنتظم عليها، ويتم تعميمها، وتحظى بزخم قوي يحفظها تاريخيا ومستقبلا. ويؤكد هذا الفنان التقليدي أن جمعية فنون هومي بمنغوليا الداخلية تنظم نشاطات ودورات تدريبية منتظمة لتعزيز وجود هذا الفن وغنائه، وأسست موقعا إلكترونيا يوفر للناس المعلومات وكل ما يتعلق بهذا الفن وتدريباته وأصوله وأساتذته وعشاقه، ويشعر بالفخر بفضل تخرج مئات الطلاب من دروس ودورات نظمتها الجمعية على مدى سنين. ويتطلع بثقة لزيادة أعداد المغنين لهذا الفن وانتشاره في السهول المنغولية الجميلة الواسعة، لأنها مهد انطلاق هذا الفن العريق الخالد.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |