|
||
cri (GMT+08:00) 2010-01-13 14:16:49 |
الصحفي الأمريكي الراحل أدقار سنو مع الرئيس الصيني الراحل ماو تسه دونغ
ظلّ يعمل أدقار سنو بصفته صحفيا في الصين منذ عام 1928 إلى عام 1941، وشاهد الثورة الشعبية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني وحرب المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني. وقال السيد هاميلتون إن أدقار سنو كان في الحادي والعشرين من عمره قبل وصوله إلى الصين، وكان يخطّط لبدء رحلته حول العالم من الصين والعودة إلى مدينة نيويورك الأمريكية في نهاية ذات العام وكسب أموالا وفيرة قبل الثلاثين عاما من عمره وتركيز جهوده في الكتابة والبحوث بعد ذلك. ولكن بعد وصوله إلى الصين، استمرّ بقاؤه فيها لثلاثة عشر عاما. لماذا؟ أجاب عن هذا السؤال السيد هاميلتون الكاتب للكتاب (( سيرة أدقار سنو )) قائلا:
" أظنّ ذلك لسببين. أولهما أن كثيرا من الناس مثلي يرون أن الصينيين مفعمون بالمودة والحماس، وقبل تأسيس الصين الجديدة، كان سنو وكثير من الأجانب الآخرين في الصين يأملون في أن تتطور الصين إلى دولة قوية ومستقلّة ويعيش شعبها بسرور وفي صحة جيدة ويتقدّم إلى الأمام بصورة مستدامة. والسبب الآخر هو أن الصين كانت تحتلّ صدارة اهتمام العالم ووقعت فيها الكثير من الأحداث كل يوم حينذاك."
وشاهد أدقار سنو المشقات التى عاناها الشعب الصيني والنضال الذي قام به الحزب الشيوعي الصيني من أجل تغيير مصيره، فعبّر عن تعاطفه مع الحزب الشيوعي الصيني وقدّم تأييدا كبيرا له وعقد صداقة عميقة مع قادته لمدة عشرات السنين. وقال هاميلتون إن سنو صديق مخلص للحزب الشيوعي الصيني وظلّ يحترم بعضهما البعض. ها هو السيد هاميلتون يقول:
" رأى الحزب الشيوعي الصيني أن سنو لم يكن متعنّتا في النقد، بل هو صحفي كتب مقالاته بموقف موضوعي وكان مفعما بمشاعر العطف وأصغى إلى آراء الآخرين بذهن مفتوح. وكان سنو يحترم قادة الحزب الشيوعي الصيني وما فعلوه، ورأى أنهم متفوقون في القدرة القيادية. وقام الحزب الشيوعي الصيني بإصلاح نشط في الصين وهذا أمنية سنو. وأكنّ سنو حبا جما للشعب الصيني وتطلع إلى نجاح الحزب الشيوعي الصيني."
وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة لأكثر من عشرين سنة. ولكن أدقار سنو هو الأمريكي الوحيد الذي كانت لديه تأشيرة دخول الصين خلال هذه الفترة الطويلة وقام بزيارة طويلة للصين ثلاث مرات. وبمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لتأسيس الصين الجديدة في أول أكتوبر عام 1970، صعد أدقار سنو إلى برج تيان آن مون مع ماو تسي دونغ وشو أن لاي وغيرهما من قادة الحزب الشيوعي الصيني وقادة الدولة باعتباره أول أجنبي استعرض مع الرئيس الصيني الراحل ماو تسي دونغ موكب المسيرة الجماهيرية احتفالا بالعيد الوطني الصيني.
وبسبب اتصالاته الوثيقة مع الحزب الشيوعي الصيني، عانى أدقار سنو الاضطهاد من دعاة نزعة الماكرثية في الولايات المتحدة كما واجه العديد من الانتقادات من الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام وتعرض لكثير من الصعوبات في الولايات المتحدة. فاضطرّ أدقار سنو للهجرة مع أفراد أسرته إلى مدينة جنيف بسويسرا في عام 1959 وتوفي بسبب المرض في عام 1972. وقبل وفاته، ظل سنو يهتمّ بالثورة الاشتراكية الصينية وبناء الصين. وقال هاميلتون إن سنو هو صحفي مخلص وصلب لا ينكسر أمام الصعوبات. وبعد وفاة سنو، بدأ الأمريكان يصحّحون أخطاءهم في المعاملة غير العادلة إزاء سنو وأدركوا دوره القيّم من جديد. حيث قال هاميلتون:
" إن كتب أدقار سنو ما زالت تتميز بالمغزى المهم بالنسبة إلى العلماء وغيرهم من الناس الذين يتطلعون إلى معرفة الصين. ولا شكّ أن كتبه حفظت حقيقة التاريخ كشاهد عيان مهم له."
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |