نجوم كبيرة في قرية صغيرة

^{فرقة يانغقه لقرية شياوتشياو}

يعتبر رقص يانغقه رقصا تقليديا شعبيا في الصين وخاصة في الأرياف. ويوجد في ضاحية مدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي الواقعة في شمال غرب الصين فرقة يانغقه للفلاحات المسّنات. ولم تكن معروفة لدى الجميع في المنطقة فحسب، بل قدمت عروضا فنية على مسرح محطة التلفزيون المركزي الصيني في العاصمة بكين أيضا. ومن أجل التعرف على أحوال هذه الفرقة، زار مراسل إذاعتنا مؤخرا قرية شياوتشياو في مدينة ينتشوان.

عندما وصل مراسلنا إلى مدخل القرية، سمع الموسيقى التي كان يبثّها جهاز التسجيل. وتعتبر الفترة من الساعة الثالثة إلى الساعة الخامسة بعد ظهر كل يوم فترة تدريبية لهذه الفرقة. وما زال الجو باردا جدا حتى ولو كان بعد الظهر. لكن أعضاءها المسنات يلبسن الملابس الخفيفة فقط، ويرقصن مع إيقاعات الموسيقى بنشاط وحماسة مثل الفتيات. وفي وقت الاستراحة، أحاطت أعضاء الفرقة بمراسلنا وتحدثن معه.

"كنت أتعرض للألم في عنقي بين حين وآخر. وبعد التدريبات على رقص يانغقه خلال السنوات الأخيرة، لم أعد أشعر بالألم أبدا."

قاو جيون ليان هي رئيسة الفرقة، وبلغت من العمر سبعة وخمسين عاما. وكانت صحتها غير جيدة في الماضي. وعندما تأسست فرقة الرقص في قريتها عام 2005، سجلت اسمها للانضمام إليها فورا كأول عضو فيها. وبعد التدريبات خلال السنوات الماضية، لم تتخلص من ألم العنق فحسب، بل يسود قلبها جو من الفرح والسرور أيضا. حيث قالت:

" في الماضي، لم أفعل أي شيء وقت الفراغ بين المواسم إلا تجاذب أطراف الحديث وزيارة جيراني ولعب الورق والخياطة. وكنت أشعر بأن حياتي خالية من التسلية والترفيه. وفي الوقت الحاضر، كلما يحل موسم الفراغ الزراعي، أتمرن على الرقص الرياضي للمسنات كل يوم، فأشعر بالفرح والارتياح. ومن خلال ذلك، تحسنت صحتي وأتمتع بالحياة العائلية المتناغمة."

وعند انضمام قاو جيون ليان إلى الفرقة قبل خمس سنوات، كان زوجها يعارضها، لأنه مسن محافظ من قومية هوي ويرى أنه يتعين على زوجته أن تبقى في البيت وتهتم بالشؤون المنزلية. وبفضل مساعدة مسؤولي قريته، تفتّح ذهنه ووافق على طلب زوجته على مضض. وبعد عدة سنوات، تخلصت من آلام المرض وبدأت تعيش في فرح وسرور، ثم ذاعت سمعتها في منطقة نينغشيا حتى قدّمت عروضا فنية في بكين. ويشاركها زوجُها فرحها حاليا، حيث قال:

"كلما يأتي ضيف إلى بيتنا، تدعوه زوجتي إلى مشاهدة تسجيل الفيديو للعروض الفنية التي شاركتها على مسرح محطة التلفزيون المركزي. أما الآن فلا أتدخل في شؤونها. وأرادت زوجتي أن تعلمني الرقص الرياضي، ولكن يصعب علىّ أن أتعلمه، وأنا مشغول كل يوم. فعندما تخرج زوجتي للتمرينات، سأعدّ الأطعمة والمشروبات التى ستتناولها بعد التمرينات."