مفهوم الصينيين للأعياد

 ^{الجو التجاري لعيد الميلاد في الصين ثقيل جدا}

يصادف ال25 من ديسمبر العيد التقليدي الغربي عيد الميلاد، إنه عيد ديني، حيث يعقد قداس منتصف الليل في معظم الكنائس الكاثوليكية في عشية عيد الميلاد أي ليلة ال24 من ديسمبر، ويحتفل الناس بعيد الميلاد في ال25. وقد كان الأوروبيون والأمريكيون يهتمون بهذا العيد كثيرا ويمضون هذا اليوم الخاص مع أسرهم ويتناولون بعض الأغذية التقليدية الخاصة لهذا العيد مثل الديك الرومي المشوي. ويعتبر عيد الميلاد في الأصل عيدا تقليديا للدول الغربية، لكن بدأ الكثير من الشباب الصينيين في المدن الكبيرة والمتوسطة الاحتفال بعيد الميلاد، تجاه ظاهرة انتشار عيد الميلاد في الصين، قال الأمريكي آرثر ماسيلا:

"أعتقد شخصيا أن الجو التجاري لعيد الميلاد في الصين ثقيل جدا، ما يهتم الجمهور به أكثر هو التسوق."

لا يمضي الشباب الصينيون عيد الميلاد مع آبائهم وأمهاتهم في بيوتهم بشكل عام، بل يجتمعون مع الأصدقاء والأحبة للأكل والتسوق. ويقدم عيد الميلاد فرصة ويغتنمها الجمهور للاجتماع والاحتفال بسرور. في هذا الوقت من كل عام، يروج التجار مختلف أنشطتهم التجارية ويقيمون مختلف الأنواع من الاحتفالات بعيد الميلاد من أجل جذب المستهلكين. فيمكن معرفة أن أهمية عيد الميلاد مختلفة بالنسبة إلى الشعب الصيني عن الشعوب في الدول الغربية، رغم أنه شائع في الصين، لكنه لا يمكن أن يحل محل الأعياد التقليدية الصينية في قلوب الصينيين. ربما أن الكثير من الأشخاص لا يعرفون أصل بعض الأعياد الأجنبية ومعناها في الحقيقة عندما يحتفلون بها، وهم يهدفون اغتنام هذه الفرص للاجتماع مع أصدقائهم أو شراء هدايا لأنفسهم.

إضافة إلى بعض الأعياد الغربية مثل عيد الميلاد وعيد الفصح، كان عيد العزاب الذي استحدثه الصينيون شائعا في السنوات الأخيرة، حيث تجرى بعض مؤسسات التجارة الالكترونية أنشطة ترويجية، رغم أن ميل التسويق واضح جدا، لكن الكثير من العزاب مسرورون بالاحتفال به. حول ظهور عيد العزاب وانتشاره، اعتقد السيد خو الذي جاء من مدينة شانغهاى هكذا:

"في الواقع، لا يحتفل العزاب بعيد العزاب لوحدهم، بل يجتمعون مع أصدقائهم ويغتنمون هذه الفرصة للاجتماع بفرح والإفراج عن ضغوط الحياة."

إن الأعياد التي تعتبر الأكثر اهتماما في الصين هي الأعياد التقليدية الصينية مثل عيد الربيع وعيد الفوانيس وعيد منتصف الخريف وغيرها. هناك خبير أشار إلى أن الأعياد التقليدية هي الوسيلة الأخيرة للحفاظ على هوية الثقافة الوطنية في ظل خلفية تقارب القيمة العالمية. لكن معظم الأشخاص يعتقدون أن جو الأعياد التقليدية أصبح خفيفا في الوقت الحالي، مثلا، كان الجو الاحتفالي لعيد الربيع ليس كثيفا كما كان في الماضي، وحول ذلك، قالت السيدة يوي التي تعمل في مدينة بكين:

"كانت الحياة في الماضى فقيرة وصعبة نسبيا، لذلك، تطلع الناس بشكل خاص إلى الأعياد، حيث يمكنهم تحسين حياتهم في الأغذية والملابس، لكن مستوى الحياة ارتفع باستمرار في الوقت الحالي، ويستطيعون أن يتمتعوا في الأيام العادية بالحياة المادية التي تمتعوا بها في الأعياد فقط في الماضي، لذلك، يشعرون بأن جو الأعياد أصبح خفيفا. في الحقيقة، ليست هذه الظاهرة موجودة في جميع المناطق الصينية، إن هذه الظاهرة واضحة نسبيا في المدن، أما في الأرياف، فما زال الجو الاحتفالي في الأعياد التقليدية كثيفا جدا، خاصة في عيد الربيع وعيد الفوانيس. لذلك، أقترح الجمهور أن يزوروا الأرياف في الأعياد للتمتع بالجو الاحتفالي فيها."

هناك خبير أكد أن شعور الناس بأن جو الأعياد أصبح خفيفا هو ما يعكس رغبة الصينيين في حماية الثقافة التقليدية ويظهر تطلع الناس إلى الحفاظ على الثقافة التقليدية.