|
||
cri (GMT+08:00) 2014-03-12 16:12:47 |
الصين تعلن الحرب على التلوث وسط شكاوى بعدم تحمل الحكومة لمسؤوليتها
أعلن لي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني الحرب على التلوث وتعهد بمحاربته بنفس عزيمة المعركة ضد الفقر وذلك خلال الدورة السنوية لأعلى جهاز تشريعي والتي تقام حاليا في بكين، نظرا لما تعرضت له أجزاء كثيرة من البلاد من الضباب الدخاني الخانق والذي أصبح من اكبر الاهتمامات الصحية والبيئية بين عامة الناس.
وقال لي في تقريره الذي قدمه إلى الدورة الثانية للمجلس الوطني الـ12 لنواب الشعب إن توسع نطاق أجواء الضباب الدخاني والغباري وبروز تناقضات التلوث البيئي، قد أصبحت مشاكل رئيسية، ما يعتبر تحذيرا طبيعيا أحمر ضد نمط التنمية الأعمى وغير الفعال.
وذكر التقرير أن الصين ستتخذ تدابير صارمة لتشديد مكافحة التلوث والسيطرة عليه، مع التركيز على المدن الكبرى والمناطق التي تشهد الضباب الدخاني والغباري بشكل متكرر.
وأوضح لي أن إجمالي 50 ألفا من المراجل الصغيرة العاملة على الفحم ستغلق في العام الجاري، حيث سيتم إدخال تكنولوجيا تنظيف تشمل نزع الكبريت والنترات وإزالة الغبار، إلى محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم.
وقال إن ستة ملايين من المركبات القديمة مرتفعة الانبعاثات، سيتم إزالتها عن الطرقات، فيما سيتم تعميم التزويد بوقود الديزل للمركبات بما يتطابق والمعايير الوطنية في المرحلة الرابعة في كل أنحاء البلاد.
وأثار استمرار الضباب الدخاني الثقيل في بكين، انتقادا عاماً لتقاعس حكومة بلدية بكين.
وفيما يتعلق بالضباب الدخاني الكثيف الأخير في العاصمة الصينية بكين يوم 16 فبراير الماضي، فقد تراوح مؤشر مقياس جودة الهواء (أيه كيو آي) في مناطق وسط المدينة بين 424 و470 درجة عند المستوى السادس، حيث تعتبر هذه الدرجة الأعلى والتي تشير إلى التلوث الخطير، وفقا لموقع مركز الرصد البيئي لبلدية بكين.
وتساءلت قناة الأعمال التجارية في تلفزيون الصين المركزي (سي سي تي في) عن سبب فشل الحكومة في التعامل مع الاستجابة الطارئة مع مثل هذا الجو من الضباب الدخاني .
وقالت القناة في مدونتها الصغيرة على موقع سينا ويبو" (تويتر الصيني) : يا حكومة بلدية بكين، لا تتظاهري بأنك عمياء أمام الضباب الدخاني، فالمفروض على الحكومة ألا تتخلى عن مسؤوليتها، وألا تتظاهر بالعمى في مواجهة الضباب الدخاني."
وتوقع تشن تشو رئيس المعهد الصيني للطب وعضو الأكاديمية الصينية للعلوم ووزير الصحة الصيني السابق وبعض الخبراء الآخرين في أطروحة أكاديمية تحت عنوان ((الصين تعالج تأثيرات تلوث الهواء على الصحة)) الصادرة في ديسمبر الماضي على مجلة لانسيت الموثوق بها في مجال الطب الدولي ان يتراوح عدد الوفيات المبكرة الناجمة عن تلوث الهواء بين 350 الف و500 ألف شخص سنويا.
وانخفض هذا العدد بشكل كبير عما كان عليه في توقعات تقييم ((تقرير أعباء الأمراض العالمية)) الصادر ديسمبر 2012 على مجلة لانسيت، والذي تم تأليفه من قبل 488 باحثا من 50 دولة و303 مؤسسة بعد خمس سنوات من الجهود المشتركة.
وذكر التقرير الأخير ان تلوث جزيئات بي ام 2.5 أدى إلى وقوع 1.2 مليون حالة وفاة مبكرة و25 مليون إصابة شخصية في عام 2010.
وقال مياو شيويه قانغ، وهو نائب في المجلس الوطني لنواب الشعب ورئيس جهاز حماية البيئة في مقاطعة انهوي بشرقي الصين، إن إعلان لي يعد "رسالة تعهد للحكومة".
من جانبه، قال اي نان شان، البروفيسور بجامعة سيتشوان في تشنغدو جنوب غربي الصين، إنه يتعين على الحكومة تحمل المسؤولية الرئيسية لمعالجة التلوث.
وذكر اي، الباحث في مجال البيئة، أنه "لا يمكنك ان تحصل على رقم الناتج المحلي الإجمالي على حساب البيئة."
وأضاف الباحث أن مسؤولي الحكومات المحلية ليس لديهم رغبة في معالجة التلوث اذا بقي الناتج المحلي الإجمالي العنصر المهم الوحيد في تقييم أدائهم.
من جانبه شدد، تشانغ ون شين، نائب رئيس محافظة شينبين في مقاطعة لياونينغ بشمال شرقي الصين على ضرورة تأسيس آلية فعالة لتقييم المسؤولين، بهدف تشجيع المسؤولين المحليين على بذل المزيد من جهودهم في حماية البيئة.
من جانبه، قال ما يان خه، مدير مصلحة التطور الاجتماعي التابعة لوزارة التكنولوجيا إن تجارب معالجة تلوث الضباب الدخاني الكثيف في بعض الدول الأجنبية تدل على وجود حاجة إلى حوالى 30 سنة للسيطرة عليها، إلا أن الصين بغير حاجة إلى مثل هذا الوقت الطويل.
وعزا ما الأسباب الداخلية لتشكل الضباب الدخاني الكثيف إلى ارتفاع انبعاث الملوثات المتزايد. اما الأسباب الخارجية، فترجع إلى انه منذ ستينات القرن الماضي شهدت سرعة الرياح الأرضية انخفاضا ملحوظا، الأمر الذي يسهم في تراكم الملوثات بشكل سريع وحدوث الضباب الدخاني الكثيف.
وأضاف المسؤول أن تجارب معالجة الضباب الدخاني في لوس انجلوس ولندن وباريس تشير إلى أن الدول المتقدمة كانت قد مرت بهذه المرحلة في تاريخها، مشددا على إمكانية النجاح في السيطرة على الضباب الدخاني ولكنها تحتاج إلى زهاء 30 عاما.
| ||||
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |