مؤشر مديري المشتريات يشير إلى أن الاتقصاد الصيني يشهد مزيدا من الاستقرار

متابعة مؤشر مديري المشتريات في يونيو الماضي لمعرفة أوضاع النمو الاقتصادي في الصين

تسارع نمو قطاع الصناعات التحويلية الصيني ليبلغ أعلى مستوى له منذ 6 أشهر في يونيو الماضي، مسجلا نهاية قوية للربع الثاني ومؤشرا مشجعا إلى أن الاقتصاد يشهد مزيدا من الاستقرار .

ووفقا لبيان صادر مؤخرا عن مصلحة الدولة للإحصاء والاتحاد الصيني للوجستيات والمشتريات، ارتفع مؤشر مديري المشتريات إلى 51 في يونيو الماضي مرتفعا عن الرقم 50.8 المسجل في مايو الماضي .

وتشير القراءة فوق 50 إلى توسع، بينما تعكس القراءة تحت 50 في تقلص.

وجاء الارتفاع للشهر الرابع على التوالي لمؤشر مدراء الشراء، المؤشر الذي يحظى باهتمام واسع النطاق لصحة النمو الاقتصادي لثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث سجل بداية ضعيفة في بداية العام وأثار قلقا كبيرا للسوق.

وانخفض معدل النمو الاقتصادي في الصين إلى 7.4 في المائة في الفترة ما بين يناير ومارس، أدنى توسع ربعي منذ الربع الثالث من عام 2012، غير أن الانتعاش في المؤشرات الرئيسية في الشهور الثلاثة الأخيرة قد برهنت أن الاقتصاد قد انعطف إلى اتجاه أفضل.

علاوة على مؤشر مدراء الشراء الرئيسي، أظهرت أحدث الأرقام أن المؤسسات الصناعية الصينية شهدت ارتفاعا في أرباحها بنسبة 9.8 بالمائة على أساس سنوي في أول 5 أشهر من عام 2014 . كما ارتفعت الصادرات في الصين في مايو ب7 في المائة على أساس سنوي لتعدل من أدائها الضعيف في الشهور السابقة.

وأشار تشانغ لي تشون، باحث في مركز بحوث التنمية التابع لمجلس الدولة، إلى أن الارتفاعات المستمرة في مؤشر مدراء الشراء تدل على اتجاه مستقر للنمو الاقتصادي، مضيفا أن تدابير السياسة العامة التي أهدفت إلى استقرار النمو قد أدت دورها.

ومن بين المؤشرات الفرعية في مؤشر مدراء الشراء، رأى محللون أن مؤشر الطلبات الجديدة هو من أهم المؤشرات بزيادة 0.5 نقطة مئوية عن شهر سابق ليبلغ 52.8 بالمائة في يونيو، أعلى رقم منذ أكتوبر 2013 .

وذكر تشاو تشينغ خه، محلل مصلحة الدولة للإحصاء، في تقرير بحث أن المؤشر الفرعي لطلبات التصدير الجديدة ارتفع بشكل خاص من تحت خط الازدهار -الكساد ب50 إلى 50.3 بالمائة، وذلك بفضل الطلبات الخارجية التي تحسنت وإجراءات الإصلاح الحكومية لدعم النمو وتسهيل التجارة.

أما المؤشر الفرعي للإنتاج، فقد تم النظر إليه على أنه مؤسسا لنمو مؤشر مدراء الشراء المستقر، فازداد بـ0.2 نقطة مئوية إلى 53 بالمائة في يونيو، مسجلا زيادة شهرية ثانية متتالية.

غير أن تشاو أشار إلى أن القوى الدافعة لتحفيز مؤشر مدراء الشراء ليست متوازنة، نقلا عن المؤشرات الفرعية الضعيفة للتوريد والتوظيف .

وازداد المؤشر الفرعي للتوريد في يونيو بشكل طفيف ب0.2 نقطة مئوية إلى 49.2 بالمائة، للشهر السابع على التوالي دون ال50، مما كشف عن الطلب الضعيف من الشركات التي شملها المسح لتوريد مواد خام من خارج البلاد .

وبعد انخفاض طفيف في مايو الماضي، ارتد المؤشر الفرعي للتوظيف ب0.4 نقطة مئوية إلى 48.6 بالمائة في يونيو ليعكس تقلصا متأخرا في سوق التوظيف.

وانخفض المؤشر الفرعي لتوقعات الأعمال التجارية ب1.4 عن شهر سابق إلى 54.8 بالمائة وبزيادة 0.7 نقطة مئوية عن نفس الفترة العام الماضي .

وعلى الرغم من انتعاش قطاع الصناعات التحويلية بشكل عام، ما زالت تواجه الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر ورطة مع مؤشر دون ال50، حيث بلغ مؤشر مدراء الشراء للشركات الكبيرة 51.5 بالمائة بزيادة 0.6 نقطة مئوية وفوق خط الازدهار-الكساد ب50 بالمائة، وانخفض مؤشره للشركات الصغيرة ب0.4 نقطة مئوية عن الشهر السابق إلى 48.4 بالمائة.

وأشار تساي جين، نائب رئيس الاتحاد الصيني للوجستيات والمشتريات، إلى أن الشركات الصغيرة أدت دورا ضعيفا في فترة طويلة مقارنة مع الشركات الكبيرة، وخاصة في قطاعات اللوجستية والتداول.

ورأى تساي أن الصعوبة في التمويل قيدت تطوير الشركات الصغيرة، فلا بد من أن تحل مشاكل التمويل للشركات الصغيرة وأن يفتح السوق بشكل أكبر وان يتم كسر الاحتكار لمنح الشركات الصغيرة مجالا أكبر للتنمية .

كما توقع تساي أن يزداد المؤشر للشركات الصغيرة إلى ما فوق 50 وتتحسن الأعمال التجارية للشركات الصغيرة في الشهور المقبلة بفضل الطلبات والإفادة من الشركات الكبيرة.