|
||
cri (GMT+08:00) 2014-07-30 14:23:40 |
20140730shehui
|
الشوارع الجديدة في مدينة كاشغار العريقة
ما زال تجديد بناء المدينة القديمة يعدّ مشكلة كبيرة، لأنه يجب حماية تاريخها القديم وثقافتها الباهرة في وقت يتم فيه إعادة بناء المباني المتهدمة أو تعديل المباني العتيقة والعشوائية. وتقع مدينة كاشغر في جنوب غربي منطقة شينجيانغ ذات الحكم الذاتي لقومية الويغور شمال غربي الصين، ويرجع تاريخها قبل ألفي سنة، ويعتبرها العلماء الصينيون مدينة قديمة فريدة في الصين وهي ما زالت تحافظ بصورة جيدة على حضارة ((المناطق الغربية)) في تاريخ إمبراطورية الصين القديمة.
كما نعرف أن مدينة كاشغر القديمة يرجع تاريخها إلى قبل ألفي سنة. وكانت معظم بيوت السكان مبنية بالتراب والخشب، ولأنها تقع في منطقة معرضة للزلازل، أصبحت الكثير من المباني فيها متهدمة وغير مناسبة للسكن بعد مرور العصور. وعلاوة على ذلك، بسبب نقصان أجهزة التدفئة والصرف الصحي الضرورية وغيرها من المرافق الأساسية، كان السكان يتعرضون لصعوبات شديدة في المعيشة. ومن أجل توفير الظروف المناسبة للمعيشة والعمل للسكان المحليين، ومن أجل حماية الآثار التاريخية والثقافية العريقة، خصصت الحكومة الصينية ثلاثة مليارات يوان في عام 2009 لانطلاق مشروع إعادة بناء مدينة كاشغر القديمة التى تبلغ مساحتها أكثر من ثمانية كيلومترات مربعة، يمكن أن يستفيد منه أكثر من مائتي ألف نسمة. أما الآن فقد استفادت منه السيدة هاريقولي بكري التى بلغت الخمسين من عمرها هذا العام، حيث قالت:
"كانت ظروف بيتي سيئة جدا في الماضي، حتى بدون شباك، فتنعدم الإنارة بداخلها. وكان السلك الكهربائي من طراز قديم، فتنقطع الكهرباء بين الحين والآخر. أما في بيتي الجديد فيملأه النور. ويوجد فيه الصرف الصحي والتدفئة والغاز الطبيعي، فأصبحت المعيشة فيه أسهل بكثير مما كانت عليه في بيتي القديم. وأشعر برضا مائة في المائة."
المبنى الجديد للسيد عادل محمد
وقالت السيدة هاريقولي بكري لمراسلتنا رحمة دونغ إنها لم يكن في تخيلاتها أنها تستطيع السكن في مبنى في هذه الدرجة من المواصفات في حياتها. ويقع بيتها في القرية الرابعة ببلدة نازرباق في الضاحية الشمالية لمدينة كاشغر. وقبل عدة سنوات، كانت كل المباني في قريتها مبنية بالتراب والخشب، وأحاطت بها آراض بور وطرق وعرة ومليئة بالحفر، ولم يوجد فيها محل تجاري مقبول. وكان الكثير من سكانها يكسبون أرزاقهم اعتمادا على بيع فطائر الخبز المطبوخة. وبعد إتمام عملية تجديد بنائها، انتقل جميع سكانها إلى المباني الواسعة والمنيرة والمزودة بالمياه والكهرباء والغاز والتدفئة وغيرها من المرافق الأساسية. وبالإضافة إلى ذلك، تم تحويل أراضي البور الوعرة إلى شارع تجاري خاص لبيع الخبز، حيث تمتلك الأسر التى تعيش بجانبيه محلات خاصة لها، وأصبحت تجارتها أكثر ازدهارا حاليا.
وكان السيد عادل محمد واحدا من السكان القدماء في هذا الشارع، وفي أسرته ستة أفراد. وقبل عدة سنوات، قام بإزالة كامل المباني العتيقة والمتهدمة لأسرته التى بلغت مساحتها خمسمائة وعشرة أمتار مربعة، وتجديد بنائها إلى مبنى ذي طابقين. حيث قال عادل محمد:
"المبنى الجديد الذي أنشأته ذو طابقين، بلغت مساحته 570 مترا مربعا. حيث نقيم في الطابق الأعلى، أما الطابق الأسفل فهو مقسّم إلى أربعة محلات تجارية. وفتحتُ إحداها كسوبرماركت خاصة للأطعمة في واحدة منها، أما المحلات الثلاثة الأخرى فهي مؤجرة كمطاعم لأشخاص آخرين. وما نجنيه من تلك الإيجارات والسوبرماركت عبارة عشرة آلاف يوان شهريا، وبذلك ازداد دخلنا بكثير عن السابق."
وبفضل عملية تعديل بناء مدينة كاشغر القديمة، استفاد سكان القرية الرابعة ببلدة نازرباق بشكل ملموس من تحسن ظروف المعيشة والعمل، وهم يتطلعون إلى حياة أجمل وأفضل في المستقبل. وقال السيد ما تشون مينغ – الأمين العام للجنة الحزب الشيوعي الصيني في بلدة نازرباق إن البلدة ستؤيد القرية الرابعة لبناء شارع خاص للمأكولات المميزة لتوسيع آفاق التنمية التجارية وتزويده بالمزيد من الأماكن العامة للترفيه والتسلية وتوفير الظروف المناسبة للتجارة والسكن.
"في الخطوة القادمة، نسعى لتصنيع مختلف أنواع الخبز الذي تتميز به مدينة كاشغر في هذا الشارع نظرا لكثرة الطبّاخين المحترفين فيه، كما أننا نسعى لكي يتداوله الزوار كهدايا إلى أصدقائهم وأقربائهم في مواطنهم. وفي المستقبل، نسعى لجلب المأكولات المحلية المميزة لمنطقة شينجيانغ لهذا الشارع بشكل تدريجي، حتى يصبح شارع خاص بالمأكولات المميزة لتلك المنطقة. أما في المنطقة المحيطة به، سنوسع مساحة الأماكن العامة لإنشاء ميدان ووضع براميل جمع القُمامة وغيرها، كما سننشئ قصر زفاف وفقا لعادات وتقاليد قومية الويغور. ولا نهدف إلى توفير ظروف السكن المريحة فحسب، بل سنوفر لهم أيضا أماكن عامة لإقامة الأنشطة الجماهيرية والاحتفالية."
ويقع حي كوموداروازا السكني في المنطقة المركزية في مشروع تعديل مدينة كاشغر القديمة، ويتمتع بالأسلوب المعماري الفريد للمباني القديمة والعادات والتقاليد التى ظل يتوارثها أبناء المدينة جيلا بعد جيل خلال أكثر من ألفي سنة ماضية، ويعد منطقة مهمة من ناحية حماية الآثار التاريخية والثقافية، فأصبح أصعب نقطة في مشروع تعديل المدينة القديمة. ويعتبر السيد عبد المجيد عبد الرشيد واحدا من السكان القدماء في هذا الحي السكني، وبلغت مساحة بيته الجديد ثلاثمائة وأربعين مترا مربعا، وينقسم إلى ثلاثة طوابق ذات ثماني عشرة غرفة. وتم اختيار ديكور بأسلوب جميل ومريح، ونُقشت على الجدران وحلوق الأبواب وعوارضها رسوم زخرفية مميزة لقومية الويغور. وتحدث السيد عبد الرشيد عن أعمال تصميم بيته وتجديد بنائه:
"طلبت من أحد أصدقائي تصميم بيتي الجديد، ثم قدمته إلى معهد التصميم الهندسي الذي حددته الحكومة لوضع المخطط النهائي. وقمت بالتشاور والتنسيق بصورة كاملة أثناء عملية تجديد بناء بيتي. ولم يتغير شكله من حيث الأساس، إلا أن مساحته توسعت وكما تم إنشاؤه على طريقة حديثة وأنيقة."
وقال السيد شي شي شيونغ – مسؤول قيادة مشروع إعادة بناء مدينة كاشغر القديمة، إن جميع بيوت السكان في المدينة تم إعادة بنائها وفقا لرغباتهم. ولم تقم الحكومة بالتسرع بإنشاء المباني المضادة للزلزال حسب المعيار الموحد بعد إزالة المباني العتيقة في المدينة، بل قامت بالتشاور والتنسيق مع السكان بصورة كاملة، وأنشأت مساكن مبنية بالطوب من هيكل الخرسانة المسلحة التى تقاوم الزلزال بقوة ثماني درجات بمقياس ريختر في حين حفظت على أشكالها الخارجية. ثم قامت بتطيين تربة البكر على جدرانها الخارجية حتى تجعل مناظر المباني الجديدة مثل مناظرها الأصلية. حيث قال السيد شي شي شيونغ:
"فعلنا هكذا من أجل حماية الثقافة التقليدية والأشكال المعمارية الرائعة للديار العريقة حتى نورثها بصورة فعالة جيلا بعد جيل. ويمكن للسكان طرح مقترحات حسب رغباتهم. وخلال عملية إعادة البناء، لم نحاول تلبية حاجات السكان فحسب، بل نسعى أيضا لتوارث الأشكال المعمارية الرائعة للديار العريقة."
السيد عبد المجيد عبد الرشيد في منزله الجديد
وفي الوقت الحاضر، لم تحافظ مدينة كاشغر القديمة على جمالها التقليدي فحسب، بل أصبحت أكثر نظافة وأحسن احتراما للبيئة. وتقدم العديد من سكانها طلبا للحصول على رخصة لاستقبال السياح في بيوتهم الجديدة من أجل تقديم أفضل خدمات للسياح الوافدين من مناطق الصين الأخرى وخارجها الذين يرغبون في معرفة الثقافة التقلدية لقومية الويغور. وقالت السيدة لي شيا – رئيسة مصلحة السياحة بمدينة كاشغر إن تنمية السياحة الثقافية تعد هدفا مهما لتعديل بناء المدينة القديمة، وتخطط المدينة لتحسين الظروف لعدة مواقع سياحية وللحصول على الشهادة السياحية بدرجة خمسة A حتى يستطيع سكان المدينة كسب دخل متزايد اعتمادا على تطور السياحة، ويجعل الأحياء السكنية في المدينة أجمل وأكثر تناغما. حيث قالت السيدة لي شيا:
"لا تستطيع السياحة جذب السياح من خارج المدينة فحسب، بل تساعد على النمو الاقتصادي أيضا. ومن المعروف أن التطور الاقتصادي يرتبط باستقرار المجتمع ارتباطا وثيقا، ولا يمكن تحقيق التطور إلا على أساس الاستقرار. وهكذا، يعرف الجميع أهمية الاستقرار، وسيحفظون التضامن بين مختلف القوميات واستقرار المجتمع بوعي. كما نعمل على جذب المزيد من السياح إلى المدينة القديمة، لمشاهدة الحياة السعيدة والمتناغمة بأعينهم، بينما يسمح هذا بتحرير عقول السكان المحليين من القيود الفكرية. وعن طريق التبادل الثقافي، نستطيع تحقيق التفاهم والتعلم المتبادل والتضامن."
| ||||
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |