بكين جنة للكلاب والقطط

بعد زيادة الاعتراف بأن الحيوانات الأليفة باتت عنصراً هاما في حياتنا ، وجزءاً لا يتجزأ من المجتمع الحديث، وينبغي احترامها على هذا الأساس، كان من الطبيعي أن تتم إعادة تعريف مسؤولية الإنسان عن تربية تلك الحيوانات، والكلاب خاصة، في مختلف أنحاء العالم. من نافلة القول إن القطط والكلاب هي الحيوانات الأليفة الأكثر تربية في المنازل. تاريخيا، من غير الواضح ما إذا كان البشر هم من ألفوا وتبنوا القطط، أم أن القطط هي التي تآلفت مع البشر، ولكن الأمر مختلف بالنسبة للكلاب، إذ يقال إن الكلاب هي التي سعت إلى مصاحبة الإنسان منذ بدء الحضارة. ومن المعلوم أن الإنسان يحتاج إلى الرفق والمودة، فهما من المتطلبات الأساسية للبشر. وتعلمنا تجاربنا الشخصية مدى احتياجنا لحنان وعطف الآخرين، ولكن حتى الآن، لم يستطع أحد معرفة دوافع ومغزى المودة والعاطفة وفهم أسباب الحاجة إليها. وهكذا، تسعى البشرية إلى الرفق والمودة منذ قديم الأزل.

الخل الوفي

نحن نسمع دائما عبارة: "الكلب هو الصديق الوفي للإنسان". ومع ذلك، فإن أي شخص تعرض لعضة كلب أو شعر بتهديد أو خوف من كلب، قد يرى أن الكلب في الواقع خل وفي لصاحبه فقط. هذا، يعكس مدى قوة علاقة المرء مع أصدقائه من الحيوانات. وكلنا يمكن أن يرى مشاهد لا حصر لها على مواقع الإنترنت تظهر الأعمال البطولية التي تقوم بها القطط والكلاب وغيرها من الحيوانات. تدعونا تلك المشاهد إلى التفكير في بعض المسلمات والنظريات التي تتساءل حول ما إذا كانت الحيوانات تشعر بالحنان والمودة. ان الحيوانات لديها مشاعر، وقد سمعنا قصصا لا تحصى عن الكلاب التي تحرس مقابر أصحابها، وفرحة كلب بعد أن التقى مجددا بصاحبه بعد طول غياب، أو القطط التي تدافع عن الأطفال الذين يواجهون خطرا من حيوانات أخرى. مواقع الإنترنت مليئة بمثل هذه القصص.

عالم أزياء خاص!

الزيادة الهائلة في أعداد مقتني الحيوانات الأليفة في العالم جذبت أنظار واهتمام التجار، فانتشرت المتاجر التي تبيع ملابس الحيوانات الأليفة. بكين مدينة صديقة للحيوانات الأليفة، فأنت ترى فيها الناس يمشون بفخر وسرور بمصاحبة أصدقائهم من ذوي القوائم الأربع، يمرحون ويمارسون الرياضة. وقد أصبحت أزياء الكلاب ظاهرة شائعة لطيفة. وهذا يعكس مدى مسؤولية والتزام وعاطفة الصينيين أصحاب الحيوانات، تجاه أصدقائهم من تلك الحيوانات. يباع الكثير من ملابس الحيوانات الأليفة في المتاجر ومنافذ البيع والأسواق.

يمكن مشاهدة أزياء حيوانات شبابية وأنيقة وعلى أحدث موضة ببكين. الشتاء والخريف أفضل موسمين يمكنك فيهما مشاهدة أكبر مجموعة متنوعة من ملابس وإكسسوارات الحيوانات الأليفة، من الأحذية التي تحمي حوافر وكفوف الحيوانات من البرد، أو قطع الزينة التي تظهر الحيوانات بشكل جميل ومحبوب. وتعكس المهنية العالية في تصميم أزياء الحيوانات في بكين أنماط الزينة والحرفة الأصيلة لسكانها.

قهوة وكعك للقطط

تنتشر في بكين مقاهي القطط، التي يذهب إليها عشاق القطط. وقد زرت ثلاثة منها تقع بالقرب من معبد للبوذية التبتية (اللامية). وهي أماكن تعجب الزوار ومزينة بزخارف مميزة، ومكان مناسب للقطط. المقهى الأكبر هو مقهى" ماوده تينغيوان "أو مقهى فناء القطط، وهو مقهى كبير من ثلاثة طوابق. الطابق الأرضي عبارة عن قاعة لعرض صور وأسماء أصحاب المقهى الذين يبلغ عددهم نحو أربعين، وهم المضيفون الحقيقيون للمقهى، وأيضا صحائف وأوراق تعرض حقائق عن القطط في المقهى. يمكن لضيف المقهى أن يختار من القطط ما يشاء لمصاحبته أثناء جلوسه وتناوله للمشروبات في المقهى. كما أن القطط تتبع الزبائن إلى موائدهم بعد الجلوس. مقهى "ماوده تينغيوان" فيه فناء داخلي للعب، حيث يمكن للزبون اللعب مع عدد من القطط في نفس الوقت. القطط حيوانات ودودة ومهذبة، ولا تعبث بأطباقك، بل لديها القدرة على التقاط صور السيلفي (الذاتية) مع الزبون. العاملون في مقهى "ماوده تينغيوان" يتميزون بالمهنية ويقدمون خدمة رائعة، فهم يؤدون عملهم بشكل متقن من دون أن يفقدوا عنصر المتعة والسحر. بالإضافة إلى ذلك، يوفر المقهى قائمة متنوعة من المشروبات بأسعار معقولة.

صحة وعافية

ليس من الصعب تقدير العدد الكبير من الحيوانات الأليفة في بكين، إذ يكفي للمرء أن ينظر للأعداد الكبيرة للعيادات البيطرية المنتشرة في المدينة. وليس من المبالغة القول إن هناك عيادة واحدة في كل ثلاثة أو أربعة تجمعات سكنية. هذه العيادات مصممة وفق الخصائص والمعايير المهنية الصينية، فالزخارف جميلة، وغرف الانتظار مريحة والعاملون بها يتحدثون أكثر من لغة، ويتم التعريف بكافة الأقسام بشكل واضح؛ الاستقبال، العيادات العامة، قسم الجراحة، قسم العناية والتنظيف، محل الألعاب. ويمكن القيام بالتحاليل المعملية في نفس العيادة، علاوة على توفر خدمة الطوارئ على مدار الساعة في معظم العيادات. تكون تكلفة الاستشارة البيطرية وفقا للعلاج أو التشخيص، ولكن عموما الخدمات البيطرية للحيوانات الأليفة في الصين ليست غالية. كما أن هناك أنواعا أخرى من خدمات الحيوانات الأليفة على مواقع الإنترنت مثل، المواد الغذائية والأدوية وملحقاتها ومجموعة كبيرة ومتنوعة أخرى من الخدمات، وبالطبع يكون التسليم في اليوم التا