|
||
cri (GMT+08:00) 2011-11-24 14:19:09 |
هناك طبيب يعمل في منطقة جبلية لمحافظة أورومتشي بمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور، ويحبه جميع الرعاة القازاقيين لأنه قد يقدم خدمات طبية ممتازة لهم لأكثر من ثلاثين سنة. إنه لي تشن شي، مدير مستشفى بلدة تولي.
وعندما التقى مراسلنا لي تشن شي للمرة الأولى، وجده رجلا نحيفا ومسنا، لكن عمره 53 عاما فقط. ولأنه يتبادل دائما مع أبناء القومية القازاقية، يجيد لي تشن شي التعابير اليومية للغة القازاقية، حتى عندما يتحدث معنا باللغة الصينية، وجدنا تأثير اللغة القزاقية في لهجته.
"كيف حالك يا أخي؟ هل كنت مشغولا في العمل؟"
عندما يتجول لي تشن شي في قرى البلدة لتقديم العلاج للرعاة، يصادف أحد أصدقائه القدماء بشانبيك وهو راعي قازاقي. وحضن بعضهما الآخر بثقة وتبادل التهنئة.
إن علاقتهما تعود إلى سبعينات القرن الماضي، حيث جاء لي تشن شي إلى منطقة شينجيانغ ويعمل طبيبا ريفيا في قرية بايجيان ببلدة تولي، كان بشانبيك أمين الفرع الحزبي للقرية. وفي ذلك الوقت، قليل من سكان القرية يستطيعون التكلم باللغة الصينية، فبدأ لي تشن شي دراسة اللغة القازاقية من بشانبيك على هامش عمله. هكذا عمل لي تشن شي طبيبا ريفيا لعشرة أعوام، الأمر الذي جعل لي وبشانبيك صديقين حميمين. وفي ثمانيات القرن الماضي، أصبح لي تشن شي طبيبا يعمل في مستشفى بلدة تولي، وفي عام 1990 عين لي مديرا للمستشفى.
تقع بلدة تولي على بعد 37 كيلومترا من مركز محافظ أورومتشي، وتعد البلدة منطقة رعى رئيسية للمحافظة. يسكن فيها حوالي 4000 راع وفلاح، حيث يسكنون في وادي جبل تيانشان، ويواجهون صعوبات للحصول على الخدمات الطبية. وفي عام 1992، اشترى لي تشن شي هاتفا نقالا، وكلما يتصل سكان البلدة به، يسرع إليهم بدون تأجيل، حتى ولو في أيام تساقط المطر والثلج. وقال بشانبيك:
"كلما نتصل به هاتفيا، مهما كان في النهار أو الليل، وكان في وقت الدوام أو الاستراحة، يأتي لي تشن شي إلينا في أسرع الوقت."
وقال يي تشينغ، أحد مسؤولي حكومة محافظة أورومتشي:
"إذا مواطن محلي مصبان بمرض، فلا يتصل بالرقم 120، بل يتصل برقم موبايل لي تشن شي، رقم لي تشن شي يساوي الرقم 120."
رقم 120 التلفوني هو رقم الطوارئ في الصين لطلب الخدمة الطبية العاجلة، وإن اعتبار الرعاة القازاقيين رقم لي تشن شي كالرقم 120 هو الأمر الذي أظهر ثقة الرعاة الكاملة به.
هذا وقد تم علاج لي تشن شي 200 ألف مريض منذ بداية عمله في بلدة تولي، وأصبحت العيادة والمستشفى بيته. ومن أجل تسهيل الرعاة، دائما يسكن لي تشن شي في المستشفى. وفي شتاء عام 2001، حدث نزف حاد لحامل قازاقية، ومستشفى البلدة ليس قادرا على إجراء عملية جراحية لها، ولابد من نقلها إلى مستشفى كبير، لكن درجة الحرارة كانت ثلاثين درجة تحت صفر في الخارج، وفي الطريق، ظل لي تشن شي يضع زجاجة الدواء للتقطير الوريدي في حضنه لتدفئته، حتى يتم نقل المريضة إلى مستشفى كبير في مدينة أورومتشي حاضرة منطقة شينجيانغ، حيث تلقت علاجا ناجحا هناك.
إن عادات الأكل للرعاة القازاقيين ليست صحية، لأنهم كانوا يفرطون في أكل اللحم واستخدام الملح، كما تنقص من قائمة الأطعمة الخضروات، الأمر الذي جعل نسبة المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية عالية في بلدة تولي. وقام لي تشن شي بدراسات وبحوث عميقة في أساليب علاج هذه الأمراض وأصبح خبيرا في المجال.
وفي يوم من الأيام، سقطت آوارقوري امرأة ويغورية عندما كانت تعمل في الحقل، وحينما وصل لي تشن شي إليها، قد توقف خفقانها، وقام لي تشن شي برعاية فورية لها، وبفضل خبرته، نجحت عملية الإنقاذ. وقالت آوارقوري:
" سقطت في شهر أغسطس عام 2006، وتوقف خفقان قلبي، قال لي تشن شي إنني أصبت باحتشاء العضلة القلبية، وأنقذني الطبيب لي تشن شي، وزارني بشكل دوري لمتابعة تطور المرض."
هذا وبذل لي تشن شي قصارى جهوده في مساعدة الرعاة المرضى، خاصة الذين كانوا يواجهون صعوبات اقتصادية، وقد منح دعما ماليا لهم بقيمة 60 ألف يوان. ماي شين فو أحد سكان البلدة، وهو من أبناء قومية هوي المسلمة، وقبل بضعة عشر أعوام، كانت ابنته بحاجة إلى تلقى عملية جراحية لعلاج مرض قلبي خلقي، لكنه لا يقدر على دفع رسوم العملية، فلجأ إلى لي تشن شي للمساعدة. وسافر لي تشن شي فورا إلى مدينة أورومتشي لطلب المساعدة من زملائه في المستشفيات الكبيرة، وتمكن ما شين فو من دفع رسوم أكثر تفضيلية للعملية. والآن، قد تزوجت ابنة ما شين فو وأنجبت ولدا، وفتح ما شين فو مطعما، فتعيش العائلة حياة سعيدة. وما زال ما شين فو شاكرا على مساعدة لي تشن شي، حيث قال:
"كنت في حالة صعبة، ولا أستطيع دفع رسوم علاج ابنتي، لكن الآن أصبحت حياتي مستقرة، وتزوج ابني في العام الماضي، اشتريت سيارة له بقيمة 20 ألف يوان. إن كل هذا بفضل مدير المستشفى لي تشن شي، لأنه كان ساعدني في ظروف صعبة للغاية."
وبالإضافة إلى علاج المرضى القازاقيين في بلدة تولي، عمل لي تشن شي على ترويج عادات الأكل الصحية هناك، وبفضل جهوده، أصبحت الخضروات مأكولات عادية في بيوت القازاقيين، وانخفضت نسبة المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية في البلدة.
هذا ومنح مجلس الدولة الصيني في عام 2010 للي تشن شي جائزة الإسهام البارز في عملية تطوير المناطق الغربية، وفي ذلك الوقت، كان مسؤول بحكومة بلدة تولي قدم له فرصة للنقل إلى أحد المستشفيات ذات ظروف أفضل، لكنه رفض ذلك، وقال:
"قد عملت في بلدة تولي لثلاثة عقود، حيث ثبتت الصداقة العميقة بيني وبين الرعاة القازاقيين، أنا لا أريد تركهم وهم يحتاجون إلي."
لا يتذكر لي تشن شي عدد المرضى الذين يعالجهم خلال هذه الثلاثة عقود، لكنه لن ينس فضل وصداقة الرعاة القازاقيين. وقبل سنوات، عندما تتزوجت ابنة لي تشن شي، جاء الكثير من الرعاة القازاقيين إلى أسرته، وساعدوه في إعداد حفلة زفاف فخم حسب تقاليد القومية القازاقية.
وقدر بشانبيك على لي تشن شي قائلا:
"نحن الرعاة في بلدة تولي راضون عن خدمة طبيب لي تشن شي، لأنه يقدم عمله بحماس لأبناء كل القوميات، إنه طبيب جيد، ونعتبره كشقيقنا."
مستمعينا الأعزاء، إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من برنامج ((صور من المجتمع)) والتي قدمنا لكم فيها قصص أركسترا المعوقين والطبيب الريفي لي تشن شي. وللمزيد من برامجنا يمكنكم زيارة موقعنا الالكتروني على شبكة الانترنت على العنوان التالي: arabic.cri.cn، شكرا على حسن متابعتكم وإلى اللقاء في الحلقة الجديدة من البرنامج ((صور من المجتمع))، لكم أطيب تهنئة من عدنان الإعداد، وأسامة مختار وهارون التقديم.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |