من المعروف أن انتشار الالتهاب الرئوي الحاد المعروف بالسارس قد أثر في الحياة الطبيعية لأهالي بعض المدن الصينية، ونتيجة لاستيعاب عامة الناس لمعلومات الوقاية من هذا المرض وعلاجه، أدرك معظمهم المفهوم الداعي إلى ممارسة الرياضة البدنية لتقوية الجسم من أجل الوقاية من هذا الوباء.
وبالرغم من أن الصين انضمت إلى صفوف الدول المتقدمة من حيث الرياضة التنافسية، ما زالت البنية البدنية لمواطنيها ضعيفة . مثلا، لا يستطيع بعض الطلبة الجامعيين الصينيين أداء حركة الرقود على البطن ورفع الجسم لمرة واحدة، ولا يريد كثير من البالغين صرف الأموال على تقوية الجسم بدلا من شراء الأدوية. لكن ظهور السارس يلعب دور ما في اختيار البنية البدنية للمواطنين الصينيين ويحثهم على ممارسة الرياضة البدنية لتقوية الجسم.
استمرت عطلة "الأول من مايو" للعام الجاري خمسة أيام، وأصبحت هذه العطلة "الأسبوع الذهبي لتقوية الجسم" للشعب الصيني. وفي أيام العطلة، تحول أولياء أمور الأطفال من متابعة دراسات أطفالهم إلى الاهتمام بتقوية أجسام أطفالهم، واصطحبواهم إلى خارج البيوت للتمتع بأشعة الشمس والرياضة. وخرج متوسطو الأعمار من منازلهم لتقوية الجسم عبر الجري والقيام برحلات سياحية بالدراجة في الضواحي. وزاد السارس الطلب على الوازم الرياضية أيضا، وكانت المبيعات من الدراجات وأجهزة العدو رائجة في أسواق مدن صينية كثيرة.
وفي منطقة بكين باعتبارها أخطر مناطق الإصابة بالسارس، يمارس سكانها الرياضة البدنية خارج بيوتهم بأساليب مختلفة بغية تقوية البنية البدنية. ورأى مراسل إذاعتنا في مختلف المناطق السكنية أن كثيرا من السكان يلعبون كرة الريش أو يعدون حول المباني أو يمارسون لعبة نط الحبل، أما الطلبة الذين عادوا إلى البيوت من المدارس التي أغلقت بسبب السارس فيلبعون مسرورين بالبكرة أو الدراجة . وكانت أجهزة تقوية الجسم في هذه المناطق السكنية مكتظة بالناس. وكان السيد لي مشغولا جدا في العمل، ويمارس الرياضة البدنية أحيانا، وليس بصورة منتظمة. وفي ظل مواجهة تهديد السارس، يمضي السيد لي ساعة واحدة كل يوم في ممارسة الرياضة البدنية مستخدما أجهزة تقوية الجسم. وبهذا الشأن ، قال السيد لي لنا:
قد تناولت أدوية الوقاية من هذا المرض، واهتم جدا بأعمال الوقاية، وأرى أنه من أجل مقاومة السارس، أحتاج إلى جسم قوي بالإضافة إلى إتقان الأعمال المذكورة. فأثابر حاليا على ممارسة الرياضة البدنية كل يوم."
وعلم أن عدد سكان بكين المشاركين في ممارسة الرياضة البدنية خارج البيوت ازداد مؤخرا بصورة ملحوظة ، وكان هؤلاء السكان يمارسون الرياضة البدنية بأساليب مختلفة مثل ملاكمة تايجيه، والكرات، ورقصات تقوية الجسم، وجمباز تقوية الجسم، ورياضة السيف، والعدو.