البيوت الشعبية مبنية بجدران بيضاء وقراميد سوداء
تنتشر البيوت الشعبية المصممة على طراز ولاية هوي فى كل سفوع جبل هوانغ شان وسط الصين. وهذه البيوت مبنية بجدران بيضاء وقراميد سوداء. وهنا قرية باسم سيدي قريبة من جبل هوانغ شان وتستغرق المسافة بينهما نصف ساعة بالسيارة. ويحيط بهذه القرية جبال خضراء ونهر صاف وهى صورة تجعل الناس يلمسون الأساليب البسيطة والفنية. يقال إن هذه القرية تشبه شكل سفينة عند النظر إليها من السماء كما تشبه أكثر من 120 بيتا قديما موجودا منذ أسرتي مينغ وتشينغ غرفا لركاب فى سفينة. وظلت قرية سيدي تعتبر بيتا فى الجنّة ومدينة فاضلة شرقية. فقد أدرجت الأمم المتحدة البيوت الشعبية بقرية سيدي ضمن قائمة تراث ثقافي عالمي عام 2000.
ويرجع تاريخ قرية سيدي إلى ستمائة سنة. وبلغ عدد السكان الذين اسم عائلتهم "هو" 60 بالمائة. وذُكر أنهم أنسال أقرباء الامبراطور من أسرة تانغ. وما زال يحافظ الكثير من أصل مائة بيت فى هذه القرية على شكلها السابق بالرغم من أنها عاشت أحداثا كثيرة على مرّ العصور. لذلك يسمي الناس قرية سيدي "متحف ثقافة البيوت الشعبية فى أسرتي مينغ وتشينغ".
ويمتد عهد التطور السريع لهذه القرية من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر حيث أصبح سكان هذه القرية قوة هامة أدّت إلى نهضة تجارية فى ولاية هوي مع ازدياد عدد السكان وموظفي الحكومة والتجّار فى هذه القرية. بدأ الشباب الذين بلغت أعمارهم 14 سنة فى هذه القرية دراسة التجارة مثل الشباب فى القرى الأخرى بولاية هوي. وفى عصر قمة الازدهار، تجاوز عدد المتاجر مائة فى هذه القرية. بجانب التجارة، كان سكان القرية يهتمّون بالدراسة، وظلوا يؤمنون بالمفهوم أن مزاولة التجارة تساعد على مزيد من الدراسة، والدراسة تساعد على ايجاد عمل حكومي، والعمل الحكومي يساعد على أن يصبح الموظف مسؤولا كبيرا. وحسب رؤيتهم، فإن مزاولة التجارة وسيلة لكسب الرزق والتفوق على غيرهم حتى يصبحون مسؤولين كبارا. إذا حققوا آمالهم يبدأون فى تشييد العمارات والمعابد والطرق والمدارس. أما السكان المتفوقون على غيرهم، فسمح لهم الامبراطور بانشاء بوابات تذكارية. وفى ظل هذا الوضع، ازدهرت قرية سيدي يوما بعد يوم. وإن ملامحها الآن هى نفس ملامحها القديمة.