قالت الدليلة الآنسة يو تشون فينغ إن البيوت الشعبية فى قرية سيدي تعتبر نماذج البيوت الشعبية فى ولاية هوي، وهو تتمتع بالمزايا التالية.

إن أكبر ميزة لهذه البيوت الشعبية هي الجدران البيضاء والقراميد السوداء. وإن هذا النوع من المباني فريد، وفى كل مبنى يوجد فناء لدخول أشّعة الشمس. وهذه المبانى تم بناؤها بالخشب. ولأن البيوت تدخلها أشعّة الشمس عبر الفناء فهي لطيفة منعشة فىالصيف، وباردة فى الشتاء. وإن المبانى من طراز ولاية هوي تتمتع بثلاثة أنواع من النقوش، هي النقش الخشبي والنقش الطوبي والنقش الحجري. والنقش الخشبي مزينة به البوابة، والنقش الطوبي فى داخل المبانى، أما النقش الحجري فتزين به الشبابيك.

تعتبر هذه الأنواع من النقوش ثلاث مزايا للبيوت الشعبية فى ولاية هوي. ويمكن للزوّار أن يجدوا النقوش الخشبية والطوبية والحجرية فى أي بيت. كما يلاحظون الخطوط والرسوم من أسرتي ميننغ وتشينغ. هذا كله يثبت أن سكان قرية سيدى يفضلون مطالعة الكتب.

وفى تاريخ قرية سيدي، زاول بعض السكان التجارة، وأخرون منهم مثقفون. ويمكن للزوّار أن يجدوا اختلافات بينهما من حيث تخطيط بيوتهم. وهناك بيت أنشأ قبل مائة وعشرين سنة. ويمكنهم أن يشاهدوا على جدار قاعة استقباله بيتين من الشعر وهما "من أراد السعادة فعليه الاجتهاد ومن أراد تحقيق قواعد بسيطة عليه عدم الاهتمام بصغائر الأمور". وفى الحقيقة أن الانسان لا يحصل على السعادة والسرور بدون الاجتهاد فى العمل، كما أن أي تاجر لا يصبح غنيا إذا أفرط فى الاهتمام بالأشياء التافهة. وهذان البيتان شعار لتجّار قرية سيدي.

ويعكس الفناء مفهوم التجّار من ولاية هوي لمزاولة التجارة. ويقع الفناء فى مكان فسيح بقلب البيت، وتحيط به الغرف، وهذا يساعد على دخول أشعّة الشمس،كما يجسد فكرة التجّار المحليين لمزاولة التجارة.

وقالت الدليلة يو تشون فينغ:

إن البيوت الشعبية فى ولاية هوي عالية من أجل توفير الأمن، وغالبا ما يحتوى على طابقين. ويوجد الفناء للتهوية ودخول أشعّة الشمس. هذا كله يناسب مفهوم التجّار المحليين، لأنهم يعتبرون المياه مصدرا ماليا، فيجعلون الأمطار تجرى إلى ساحة بيوتهم.

وبالرغم من أن سكان قرية سيدي أصبحوا أغنياء بمزاولة التجارة الا أنهم شعروا بالنقص فى قلوبهم، وما زالوا يتطلعون إلى التفوق على غيرهم بالالتحاق بالوظائف الحكومية عن طريق الدراسة. دعنا نشاهد بيتا آخر، هناك مزهرية مصنوعة من الخزف ومرآة موضوعة على يمين ويسار الطاولة فى قاعة الاستقبال. وتنطق المزهرية ب"بينغ" فى اللغة الصينية، هذه الكلمة تعنى الأمن. وتنطق المرآة ب" جينغ" وتعنى الهدوء. فيهدف وجود المزهرية والمرآة إلى تعبير المحليين عن تطلعهم إلى الأمن والهدوء فى حياتهم. يمكننا أن نعرف صفة صاحب البيت من بيتي الشعر على الجدار إذ كُتب فيهما " هدف الحياة هو اتباع الخير والخير الأول هو الدراسة.

وصل السيّد شي جين من مقاطعة جيلين شمالي الصين إلى هذه القرية فى زيارة، ولم يكن يعرف هذه القرية على طراز ولاية هوي فى البناء والتى تمّت محافظتها على شكلها الأصلي قبل زيارته. وقال:

شاهدت اليوم ملامح مناطق جنوبي نهر اليانغسى. ولدت وترعرعت فى شمالي البلاد. وأعتقد أن سكان الجنوب أذكياء وأرضها واسعة بحيث أرى أن تاريخ الصين طويل عريق، ويتمتع كل من القوميات والمناطق بخصائصها المحلية.

ما هي الأماكن التى يجب على الأصدقاء الأجانب زيارتها فى قرية سيدي؟ أجاب خبير فى دراسة ثقافة ولاية هوي أن الزوّار يمكنهم التعرف على ثقافة ولاية هوي بصورة مباشرة من البيوت الشعبية فيها. لأن كل بيت من البيوت يتمتع بأساس ثقافي. يمكن أن يتعرف الزوّار على مفاهيم ثقافة هوي عن طريق مراقبة زينات هذه البيوت.

إذا سرّح الزوّار بصرهم بعيدا من هذه القرية فيكمنهم أن يشاهدوا الجدران البيضاء والقراميد السوداء التى تحيط بها الحقول الخضراء حيث يسير الفلاحون عائدين إلى بيوتهم بعد انهاء العمل وهم يحملون المعازق. مع أن بعض سكان قرية سيدي يزاولون التجارة من أعمال الخط والرسم الخاصة فى ولاية هوي والأقلام والأحبار والأوراق والمحابر وهم يواصلون التجارة التى عمل فيها أجيالهم الأكبر، وما زال معظم السكان يزاولون الزراعة.