المرصد الفلكي القديم فى بكين
عندما تمرّ بشارع تشانغأن فى بكين تشاهد من داخل السيارة المرصد الفلكي القديم ذا الطراز الفريد منتصبا نحو السماء. وظل شاهدا على تقلبات الزمن خلال مئات السنين. وهو ليس ساحرا فحسب بل يجعل الناس يتطلعون إلى دخوله.
يقع المرصد الفلكي القديم الذى يبلغ ارتفاعه أربعة عشر مترا بجانب شارع تشانغأن المزدهر. ويبدو أن المبنى المشيد بالطوب الأسود فريد من نوعه مقارنة بالعمارات الرفيعة الحديثة بجانبه. وهو عادي تصميمه ليس فخما كالمبانى الأمبراطورية بالرغم أنه مركز المرصد الفلكي الأمبراطري لأسرتي مينغ وتشينغ. كما أن هذا المبنى الأسود ليس له ما يميزه الا الأجهزة الرائعة التى تعرض فى قمته.
وأوضحت نائبة مدير المرصد السيدة لي دونغ شينغ تاريخ انشاء المرصد قائلة إنه بدأ بناء المرصد الفلكي القديم فى بكين عام ألف وأربعمائة واثنين وأربعين. وهو من أقدم المراصد الفلكية فى العالم و تم تشييد هذا المرصد قبل بناء مرصد غرينيتش البريطاني والمرصد الفرنسي المشهورين بأكثر من مائتي سنة. وأضافت تقول بفخر:
يمتاز مرصدنا بإنه ظل يرصد المظاهر الفلكية لأطول وقت فى هذه المنطقة. وظل يؤدي وظيفته فى المنطقة منذ عام ألف وأربعمائة واثنين وأربعين إلى عام ألف وتسعمائة وتسعة وعشرين. وهذا نادر جدا فى العالم.
إن قيمة المرصد الفلكي القديم لا يتمثل فى تاريخه الطويل فحسب بل فى أجهزة الرصد الفلكي المعروضة فيه والمنجزات التى حققتها الصين فى القدم فى مجال علم الفلك. وهذا يعتبر خلاصة المرصد. وإن أكثر المعروضات تميزا فى المرصد هي ثماثية أجهزة فلكية فى قمته.
إذا صعدت إلى درجات المرصد ترى أن هذه الدرجات قد تآكلت بفعل أثار أقدام الزوار. ورمم المرصد الفلكي القديم مرتين بصورة كبيرة بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية. وأعيد فتحه أمام الزوار عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانين.
وإن ثمانية أجهزة معروضة للرصد الفلكي عملاقة وبالغة الدقة بما فيها جهاز للأجرام السماوية فى غربي قمة المرصد وهو أقدم جهاز من نوعه فى الصين ويبلغ وزنه ثلاثة ألاف وثمانمائة وخمسين كيلوغراما. وإن جزءه الرئيسي عبارة عن كرة برونزية مجوفة عملاقة يبلغ قطرها مترين يوجد فيها ألف وسبعمائة وثمانين نجمة برونزية. ومحور برونزي يخترق الكرة البرونزية حيث يتجه طرف المحور شمالا وتدور الكرة البرونزية حول المحور دورة واحدة ذلك يعني يوما واحدا. وكان المبشر البلجيكي فيرديناند فيربيست قد اشرف على صناعته عام ألف وستمائة وثلاثة وسبعين. ودوره الرئيسي هو تحديد وقت ظهور الأجرام السماوية وأوضاعها.
وجهاز آخر هو أول جهاز مستقل لمراقبة نظام احداثيات الدائرة الظاهرية لمسيرة الشمس صممته الصين بنفسها وتواجهه مزواة خط الاستواء.
وهناك جهاز لتحديد درجة الزاوية بين الجرمين السماويين وجهاز خط العرض وجهاز خط الطول.