وإن هذه الأجهزة تمثل انصهار الثقافة التقليدية الصينية وثقافات الدول الأجنبية فى المجالات الفنية والتشكيلية. ونوقشت كثير من رسوم التنانين وطيور العنقاء التى تطير بين السحب على جوانب الأجهزة. وكما تعكس دقةُ الأجهزة بصورة مباشرة مستوى صناعة واستعمال الأجهزة الكبيرة فى الفترة ما بين بداية عصر النهضة الأدبية والفنية وقبل اختراع التلسكوب الفلكي. نأخذ جهاز الأجرام السماوية مثالا أنه استخدم نظام ثلاثمائة وستين درجة المٌستخدم فى العالم على نطاق واسع، ولم يستخدم نظام ثلاثمائة وخمسة وستين فاصل خمس وعشرين درجة الذى يعتبر نظاما تقليديا فى الصين. أما جهاز تحديد الزوايا الذى يحدد المسافة والزواية بين جسم سماوي والكرة الأرضية، فهو استخدم طراز تزيين فرنسي من عصر النهضة الأدبية والفنية الغربية.

أضافت السيدة لي أن الأجهزة الفلكية القديمة التى تم المحافظة عليها بأشكالها الأصلية فى المرصد الفلكي ببكين نادرة جدا فى أوروبا. وقالت:

إن قيمة هذه الأجهزة فى تاريخ العلوم والتكنولوجيات تصبح مهمة مع مر العصور. وإنها تعتبر دليلا مهما للتبادل الثقافي بين الصين والغرب كما هي مهمة بالنسبة إلى بحوث تاريخ علم الفلك وتاريخ العلوم والتكنولوجيات فى العالم وهي تراث تاريخي أيضا. وإن الأجهزة الثمانية الموجودة فى قمة المرصد تمثل بلورة ثقافات الصين و الغرب، وتتمتع بقيمة بحثية كبيرة.

وإن قيمة هذه الأجهزة تتمثل أيضا فى أنها ليست نسخا متطابقة بل هي حقيقية. وتوجد هذه الأجهزة المصنوعة من البرونز منذ أكثر من ثلاثمائة سنة لكنها لم تصدأ الأمر الذى يعكس مستوى عال لصناعة البرونز فى الصين ذلك الوقت. قال المسؤول فى المرصد السيد تشياو جون:

إن هذه الأجهزة البرونزية تعجب الزوار الأجانب دائما لأن معظم الأجهزة الأوروبية المصنوعة فى نفس الفترة قد خربت فى الحربين العالميتين، ومن الصعب أن يجدوا الأجهزة الفلكية البرونزية الكاملة مثل الأجهزة الموجودة فى هذا المرصد. لذلك، يحس الزوار الأجانب بأنها ثمينة جدا.

وفى غربي المرصد دار شرقية رباعية تابعة للمرصد. هي مقر الادارة لمصلحة الفلك فى أسرة تشينغ. وإن هذه الدار هادئة وأنيقة وفيها الاشجار الرفيعة القديمة. ويوفر المرصد الكراسي المريحة خاصة للزوار لتسهيل الاستراحة.

ويوجد معرض باسم معرض المنجزات الفلكية فى الصين القديمة فى هذه الدار. وفى القاعة الكبرى وسط الدار، تعرض تسجيلات الصينيين القدماء الخاصة برصد الظواهر الفلكية، ويمكن للزوار أن يجدوا أقدم تسجيل فى العالم عن الكسوف الشمسي والبقع الشمسية والنجوم المذنبة والشهب والنجوم الجديدة. وفى الغرفة الجانبية الشرقية، يعرض تاريخ وتغيرات المرصد الفلكي القديم فى بكين وبعض الأجهزة الفلكية الصينية. أما فى الغرفة الجانبية الغربية، فتعرض المعلومات عن الوقت والتقويم الفلكي فى الصين القديمة. ولا يوفر المعرض بعض التقاويم الفلكية الرائعة القديمة بصورة خاصة فحسب، بل يعرض بعض أجهزة التوقيت أو النسخ طبق الأصل. وسيبقى اسم المرصد القديم فى بكين فى سجل العلم الفلكي العالمي.