يعتقد الكثير من الصينيين أن جبال شيننونغجيا منطقة غريبة يظهر فيها المتوحشون ويختفون بين حين وآخر. وأكد بعض الناس أنهم شاهدوا بأعينهم المتوحشين. فى الحقيقة أن فى هذه الجبال مناظر جميلة ونباتات وحيوانات برية عديدة . فهل نزور جبال شيننونغجيا من أجل أن نجد المتوحشين فقط؟ فى هذه الحلقة، نستعرض جبال شيننونغجيا العجيبة والرائعة.
فى شمال غربي مقاطعة هوبي هناك منطقة تتميز بالجبال المتقاطعة والممتدة. وتناقلت الألسن أن أحد الأسلاف الأوائل للأمة الصينية كان يعرف بياندي قد جمّع الأعشاب الطبية المتعددة الأنواع فى هذه الجبال من أجل معالجة المرضى من أبناء الشعب. ولأن إسم ياندي الأصلي كان شين نونغ شي لذلك أطلق الناس على هذه الجبال إسم جبال شيننونغجيا.
تبلغ مساحة جبال شيننونغجيا ثلاثة آلاف ومائتين وخمسين كيلومترا مربعا منها عشرون كيلومترا مربعا تنتمي إلى المحمية الطبيعية على مستوى الدولة حيث يعيش السعدان الذهبي وتنبت أشجار الدافيديا والجنكو وغيرها من النباتات والحيوانات النادرة. ويتجاوز ارتفاع أعلى قمة فيها تسمى شيننونغدينغ ثلاثة آلاف ومائة متر وتعتبر أعلى قمة فى وسط الصين. وتوجد في الجبال غابات كثيفة وأودية عميقة تعزلها عن العالم الخارجي الأمر الذى جعلها تحافظ على شكلها القديم. وأدرجت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة (يونسكو) جبال شيننونغجيا إلى شبكة المحميات الدولية لدائرة الانسان والأحياء عام 1990 كما حددها صندوق الطبيعة العالمي نموذجا للحماية المتعددة الألوان للأحياء. تحدث السيد تشينغ كاي شان مدير مصلحة السياحة المحلية عن الجبال قائلا بفخر:
أولا: تتمتع هذه الجبال بالنباتات والحيوانات الكثيرة والمتعددة الألوان والأشكال التى تجذب الكثير من الزوار الأجانب. ثانيا: يوجد فيها الأساس الثقافي العميق حيث كان الأجداد الصينيون يقومون بعدة تنقل كبير فى العصر القديم الأمر الذى ترك أسرارا من الصعب على الانسان تفسيرها. ثالثا: تمتلئ المنطقة بالعادات والتقاليد القومية المتميزة، وخاصة قوميتي توجيا ومياو، وهذا كله يعجب الزوار الأجانب إعجابا كبيرا.