ولكني أعرف أن الناس يربطون اسم المنطقة بالانسان المتوحش. يأتى الزوار إلى هذه الجبال لمشاهدته. واعتاد الناس أن يطلقوا عليه الانسان المتوحش. فى الحقيقة أنه لم يُمسك بأي انسان متوحش حي ولم يُحصل على نموذج كامل له فى غابات شيننونغجيا. فيسميه بعض المختصين بحيوان غريب.

وبقيتٌ فى جبال شيننونغجيا أربعة أيام أتطلع فيها يوميا إلى مشاهدة حيوان غريب. لكن الجبال كانت تبرز جمالها يوميا وتظهر رائعة خالية من أي حيوان غريب.

يقول السكان المحليون إن أفضل وقت لزيارة المنطقة هو الفترة من يونيو إلى أكتوبر كل سنة. وعندما زرتها فى آواخر الخريف كانت الجبال تكتسي بالوان رائعة ومياه الأنهار تسير بهدوء والجو دافئ.

وكانت جبال شيننونغجيا تكتسي بالألوان المتعددة وقتئذ. ولكن أشجار عليا الدافيديا المشهورة عالميا قد ذبلت. إن زهور هذه الأشجار بيضاء، وشكلها يشبه الحمام. لذلك يسميه الناس شجر الحمام الصيني. وفى أوائل القرن الماضي، أصبحت هذه الشجرة محبوبة جدا من قبل الكثير من الأجانب الذين أخذوا يزرعونها فى حدائق وباحات بيوتهم.

وما يثير الاعجاب بهذه الجبال ليس وجود نباتات نادرة مثل الدافيديا والجنكو فحسب بل وجود موارد الحيوانات البرية الوفيرة أيضا حيث يوجد أكثر من عشرين نوعا من الحيوانات أدرجت ضمن قائمة الحيوانات النادرة على مستوى الوطن. وبالاضافة إلى السعدان الذهبي، تعتبر الجبال مسقط رأس الدب الأبيض والسعدان الأبيض والأفعى البيضاء. وتجذب هذه الحيوانات البيضاء الكثير من العلماء بسبب الميزة الفريدة للبيئة الطبيعية فى جبال شيننونغجيا.

ويتعين على الزوار أن يشعروا بالعادات والتقاليد القومية بعد زيارة الجبال والأنهار. إن قومية توجيا من الأقليات القومية الصينية. ويسكن أفراد قومية توجيا فى غرب مقاطعة هونان وغرب مقاطعة هوبي مثل منطقة شيننونغجيا أيضا، ويعيشون فى هذه المنطقة محافظين على عاداتهم وتقاليدهم منذ القدم.

وأعتقد أنه يتعين على كل زائر أن يهتم بالنقاط التالية خلال زيارة جبال شيننونغجيا. إن الغابات العذراء فيها واسعة حيث توجد مناطق غير مفتوحة أمام الزوار. لذلك يحتاج الزوار إلى دليل محلي حتى لا يضلوا طريقهم. وعلى الزوار أيضا أن يلبسوا نظارات شمسية لحماية أعينهم من أشعة الشمس الساطعة ومراعاة نوعية الملابس والأحذية للتجول والتمتغ بمثل هذه المنطقة الجبلية.

والمواصلات فى هذه المنطقة ليست سهلة. لذلك قال السيد تشينغ كي شان مدير مصلحة السياحة المحلية إن السياحة فى جبال شيننونغجيا ستشهد تطورا سريعا بعد اكمال مشروع المضايق الثلاثة.

سيغير مشروع المضايق الثلاثة ظروف المواصلات فى منطقة جبال شيننونغجيا والمناطق المجاورة لها. وبعد اكمال هذا المشروع، سيبنى ميناء هناك الأمر الذى يقصر الفترة التى تحتاجها المسافة بين كل موقع سياحي بالجبال والميناء. وأثق بأن البنية التحتية ستتطور كثيرا فى ذلك الحين. هذا من جهة ومن جهة أخرى، سوف تساعد صناعة السياحة فى جبال شيننونغجيا نظيرتها فى منطقة المضايق الثلاثة. وسيكون لهذه الجبال مستقبل مشرق.