مسجد عيد كاه المشهور في وسط آسيا
اذا ذكرت المدينة التى تقع فى أقصى غرب الصين، فهي مدينة كاشغر فى منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم. عندما تدخلون هذه المدينة، وتشمّون الرائحة القومية المنبعثة من أنحاءها.
يعتبر مسجد عيد كاه المشهور في وسط آسيا رمزا لهذه المدينة. ويمكنكم أن تروا فى أنحاء المدينة نساء من قومية الويغور المسلمة ويرتدين الفساتين وغطاء الرأس أو منديل الرأس المتعدد الألوان وبعضهن يغطين حتى وجوههن. وفي الميدان أو الشارع أمام المسجد، يعرّض بعض الشيوخ أنفسهم للشمس وهم يلبسون العباءة الطويلة إلى الركبة والقبعة المطرّزة، ويظهر أنهم يعيشون فى هدوء وطمأنينة. وإن مدينة كاشغر مدينة على الطراز الإسلامي حتى يمكن أن تجدوا الأسلوب الإسلامي فى الفنادق.
وبالرغم من أن أمين لجنة مدينة كاشغر التابعة للحزب الشيوعي الصيني تشانغ جيان من قومية هان، قال إنه محظوظ، لأنه يعمل فى كاشغر التى تعتبر أكثر منطقة متميزة بالأسلوب الويغوري فى الصين.
إن مدينة كاشغر تعتبر مدينة تاريخية مشهورة وحيدة فى منطقة شينجيانغ الصينية وهي مهد القومية الويغورية. ويعيش الويغوريون منذ ألفي سنة فى كاشغر بحيث كونوا أساسا وطيدا. وإن كاشغر تجسد الأسلوب الويغوري والثقافة الويغورية إلى أقصى حد، كما إن المنطقة التى تجسد تغيرات تاريخ قومية الويغور بشكل أمثل هي كاشغر.
وإن تاريخ وثقافة قومية الويغور التى يفتخر بها السيد تشانغ جيان قد حفرت على طوبة وقرميد لمسجد عيد كاه. وإن هذا المسجد الذى يقع فى مركز المدينة مشهور جدا فى مناطق وسط وجنوبي آسيا باعتباره مكانا مقدسا بالنسبة إلى المسلمين.
قدمت الدليلة المحلية الآنسة تشين ويي بينغ هذا المسجد قائلة:
أنشأ مسجد عيد كاه فى عام 1442. وهو أكبر مسجد فى الصين. ويقيم المسلمون من قومية الويغور خمس صلوات كل يوم وهم مؤمنون جدا. كان الزعيم الايراني علي خامنئي قد أدى الصلاة فى هذا المسجد عام 1989، كما أدى الرئيس التركي نجدت سيزر الصلاة فيه قبل عشرين يوما.
ويضم هذا المسجد بوابة رئيسية وقاعة قراءة القرآن وحرما للصلاة. وتعلق لافتة على البوابة كتب عليها "لا اله لا الله محمد رسول الله "، تنتصب مئذنتان مبنيتان من الحجر الأصفر فى جانبي البوابة، ويبلغ طولهما أكثر من عشرة أمتار. ويبدو هذا المسجد شامخا وجليلا وعريقا وهادئا.
وعلى جانبي المسجد شمالا وجنوبا هناك 36 غرفة حيث يفسر الشيخ القرآن للمسلمين. وأنشأت قاعة الصلاة على قاعدة عالية فى أقصى غرب المسجد، والتى تضم قاعة رئيسية وقاعتين صغيرتين على جانبيها. عند دخول قاعة الصلاة لا بد من خلع الحذاء. ويفرش السجاد على الأرض ليسهل على المسلمين تأدية الصلاة. والقاعة الرئيسية مبنية على شكل مستطيل. وعندما يقيم المسلمون الصلاة فأنهم يتجهون نحو الغرب أي اتجاه مكة قبلة لمسلمين. وكلما صادف العيد أو الجمعة، يقوم الامام بشرح القرآن على طاولة خشبية منقوشة بجانب المحراب في هذه القاعة.
ويؤدى ألف أو ألفا مسلم الصلاة فى هذا المسجد كل يوم. وفى يوم الجمعة، يصل العدد إلى ستة آلاف حتى سبعة آلاف. وفى العيد، يتبادل المسلمون سواء كانوا رجالا أم نساء، شيوخا أم شبابا التهانى فى باحة المسجد بعد إقامة الصلاة وتملأ الفرحة قلوبهم ووجوههم.
توجد آثار تاريخية فى انحاء مدينة كاشغر، لأنها بلدة رئيسية فى طريق الحرير القديم فى الصين، وفى الوقت ذاته، تعتبر كاشغر مهدا للثقافة الويغورية.