بيت تقليدي في قرية صغيرة بمدينة لي جيانغ
قال البعض إن بلدة شوخه صورة مصغرة لمدينة لي جيانغ اذ إنها أقدم مكان كان قد عاش فيه سكان قومية ناشي في منطقة لي جيانغ وأدرج في قائمة التراث الثقافي العالمي سوية مع مدينة لي جيانغ، ويوجد فيها شارع سيفانغ وينابيع صافية تعبر مياهها البلدة مثل الحال في مدينة لي جيانغ. أما الخلاف بينهما فيكمن في ان مدينة لي جيانغ مزينة كثيرا لاستقبال السياح الصينيين والأجانب المتدفقين، أما بلدة شوخه فمازالت على حالتها الأولى.
أفضّل مساء بلدة شوخه جدا حيث أجلس في خان لونغمن القريب من جسر تشينغلونغ وأشرب الشاي وأشاهد جسر تشينغلينغ وسحاب الغروب وجبل الثلج ومياه النهر الصافية، التي يُبرز بعضها البعض. يقود المزارع حصانه وعلى ظهره خضراوات طازجة ويعبر الجسر ويتوجه الى منزله حنينا له، وتمشي العجوز التي ترتدي زيا تقليديا على الجسر ببطء كأنها عز عليها فراق سحاب الغروب مثلي.
توجد غابات كثيرة في بلدة شوخه وعندما تشرق الشمس بعد المطر تنمو أنواع مختلفة من الفُطر فأصبح قطف الفطر جزءا من الحياة اليومية لسكان قومية ناشي. عادت عجوز ناشي بسلة مليئة بعدة أنواع من الفطر الى فناء منزلها الذي وضعت فيه مناظر منمنمة جميلة وأخرجت الفطر من السلة وهي تفسر أنواع غنائمها للسياح وقالت لهم إن الفطر يتناوله أفراد عائلتها ولا يباع.
ها هم سكان بلدة شوخه يعيشون في الطبيعة ويتمتعون بها. وجدير بالذكر ان سكان بلدة شوخه لا يجيدون الزراعة فحسب بل يتقنون هوايات كثيرة.
تذكرت انني سافرت قبل بضع سنوات الى قرية هونغتسون عند أسفل جبل هوانغشان السياحي بمقاطعة آنهوي جنوب شرقي الصين وفوجئت بمزارعين يحملون معازق على أكتافهم ويخرجون من منازلهم التي تبدو كأنها منازل مثقفين. أما في بلدة شوخه فليس من الصعب إيجاد المزارعين الذين يتقنون الآداب أو الفنون.
تتمتع موسيقى ناشي بشهرة عالية في الصين وحتى العالم وتتكون فرقة شوخه لموسيقى ناشي من الدَبّاغين والحدادين والمزارعين مثل فرقة لي جيانغ لموسيقى ناشي، لكن تتفوق أصالة موسيقى ناشي في شوخه مثيلتها في لي جيانغ.
زرت منزل شيخ إسمه موشو في بلدة شوخه ويبلغ عمره اربعة وسبعين عاما. توجد بجانب كومة الحبوب في فناء منزله مكتبة حيث يتدرب الشيخ على الخط بالفرشاة وتتراكم عليها دفاتر الخط والقواميس. بدأ الشيخ موشو يتعلم عزف الموسيقى منذ ان كان عمره بضع عشرة سنة ومازال عضوا في فرقة شوخه لموسيقى ناشي حتى الآن وعازفا على عدة آلات موسيقية. إضافة الى ذلك تعلم الشيخ موشو دباغة الجلود لست سنوات في شبابه ومازال صنع حذاء عسكري أمرا سهلا بالنسبة له حتى الآن على حد قوله.