ليلة هادئة وجميلة
لكن الآن ليس هناك كثير من الدباغين والحدادين في بلدة شوخه وعندما زرت شوخه شاهدت مَشاهِد طريفة: في إحدى أسر الحدادين يحرك ولد الحداد المنفاخ وهو يلبس سُترة مكتوب عليها USA أي الولايات المتحدة في اللغة الانجليزية، وفي إحدى أسر الدباغين عكف الدباغ على خياطة الزي التقليدي لقومية ناشي، أما أفراد أسرته فينهمكون في لعبة ماجيانغ--الشطرنج الصيني الحديث بجانبه. هكذا ينسجم الماضي مع الحاضر، المهن التقليدية مع التسلية الحديثة في بلدة شوخه مثل ما هو الحال بين الإنسان والطبيعة. وفيما يلي حديث بين مراسلة إذاعتنا وولد الحداد المذكور:
المراسلة: يفضل الشباب في العصر الحديث الانتقال وممارسة العمل في أماكن بعيدة عن الموطن، فهل تعتقد ان مهنة الحدادة تستحق ممارستها طول حياتك؟
ولد الحداد: هذه حرفة وراثية لا يمكن تركها.
المراسلة: أصبح السياح الى بلدتك أكثر فأكثر حاليا هل يؤثرون على حياتكم؟
ولد الحداد: نعم يؤثرون علينا بعض التأثير إذ إن المزارعين عددهم يتناقص وكذلك مَن يحتاج الى أدوات الزراعة.
المراسلة: فماذا تعمل فيما بعد؟
ولد الحداد: فيما بعد؟ الحرفة مفيدة في أي وقت.
المراسلة: كم عمرك؟
ولد الحداد: تسعة عشر عاما.
المراسلة: متى بدأت تعلم مهنة الحدادة؟
ولد الحداد: بدأت في السابعة عشر من عمري بشكل رسمي، لكني بدأت تحريك المنفاخ لأبي منذ سبع أو ثماني سنوات من العمر.
المراسلة: كم جيل ورث هذه المهنة حتى جيلك؟
ولد الحداد: الجيل السادس.
المراسلة: هل تريد ان يرث ولدك هذه المهنة؟
ولد الحداد: هذه المسألة صعبة لا أستطيع تحديدها.
قد سألت كثيرا من سكان بلدة شوخه: هل تريدون زيادة عدد السياح الزائرين لبلدتكم؟ يجيب أغلبيتهم: نعم، بالطبع. وحينما سألتهم هل ذلك سوف يضر بملامح بلدتكم القديمة؟ وقالوا إن بلدة شوخه تتمتع بموارد طبيعية وإنسانية ممتازة فينبغي تطورها بجهود الجميع ولا يتحقق التطور إلا بالترحيب بالقادمين من الخارج. واذا تطورنا ولم يأت الآخرون الينا فلا يوجد معنى لهذا التطور واذا أتى الآخرون ولم نتطور فهذا ليس جيدا أيضا.
عرفناكم بمدينة لي جيانغ وبلدة شوخه القديمتين ضمن سلسلة حلقات برنامجنا السياحي، وتمتعتم بمزايا لي جيانغ وملامحها في الوقت الحالي من خلال نظرة سائح. قد تكون انطباعات السائح غير شاملة فمن الأفضل السفر الى مدينة لي جيانغ وبلدة شوخه شخصيا والتعرف عليهما اذا اتيحت لكم فرصة إن شاء الله.