ان معبد هانشان معروف لدى الصينيين كبارا وصغارا وذلك بفضل كتابة شاعر صينى قديم اسمه تشانغ جى، شعرا جميلا مشهورا يصف مناظر المعبد قبل اكثر من الف سنة، ثم ادرج هذا الشعر الجميل فى المواد الدراسية للمدارس الابتدائية مما عرف المزيد من الناس بهذا المعبد الذى اصبح موقعا سياحيا مشهورا ويأتى اليه كل يوم كثير من الزوار بعد قطع مسافة طويلة لرؤية مناظرها الجميلة التى قد ابهرت الانظار قبل ألف سنة .
يقع معبد هانشان بجانب نهر صغير فى ضواحى مدينة سوتشو ، انه معبد بوذى يرجع تاريخه الى اكثر من الف واربعمائة سنة ، وتبلغ مساحته اكثر من عشرة آلاف كيلومترمربع توجد به تماثيل بوذية متعددة على اشكال مختلفة. وكلما أتى عيد الربيع التقليدى الصينى ذهب الناس الى معبد هانشان للاستماع الى صوت قرع الجرس الكبير فيه رغبة فى ابعاد المحن والهواجس وحلول السعادة والمستقبل المشرق والامال بموفور الصحة للاصدقاء والاهالى وغيرها .
قال السيد تنيغ تنيغ المرشد السياحى المحلى :
"عرف معبد هانشان من قصة أسطورية قديمة ، ويقال ان هناك راهبين بوذيين رفيعى المستوى فى المعبد احدهما يسمى هانشان والاخر يسمى شى ده كانا يشرفان على اعمال المعبد سويا ، ولكن بسبب تواضعهما الكثير ، دائما لا يقرران الامر بسرعة . ذات يوم من الايام مرت بالمعبد عجوزة وقالت لهما انه يجب اختيار احدهما ليكون مشرفا رئيسيا على المعبد وذلك بواسطة مباراة بينهما فى الفنون السحرية التى يجيدها الراهبان، ومن يظهر مستوى اعلى منهما ، يصبح مشرفا رئيسيا على المعبد ، كما يطلق على المعبد اسمه ."
ثم ذهب الثلاثة الى جانب نهر قريب واشارت العجوزة بيدها الى النهر قائلة " ان هذا النهر جميل ولكنه يفتقر الى جسر لتسهيل عبور القرويين ، ومن فضلكم ان تبنيا جسرا عليه بفنونكم السحرية ." بادر الراهب شى ده اولا ورمى ردائه البوذى فى الهواء بقوة ، فاصبح فجأة جسرا مبنيا فوق عرض النهر ، غير انه بدون قوائم لازمة ، ويهتز بشدة مع هبوب الرياح . تقدم الراهب هانشان الى الامام وغرس بسرعة عصاه فى الارض واصبحت فى الحال شجرة كبيرة ، ثم سقطت الشجرة على عرض النهر وثبتت الجسر المهتز . ابتسمت العجوزة وقالت ان الراهب هانشان اقوى من الراهب شى ده من فنون السحر ، لذا اصبح الاول مشرفا رئيسيا على المعبد واطلق على المعبد اسم معبد هانشان ، اما تلك العصا التى اصبحت دعامة الجسر ، لهى مصنوعة من خشب شجرة قيقب ، فاطلق الناس على هذا الجسر اسم جسر قيقب .