إن الصين وسوريا دولتان لهما حضارة عريقة وقد مد طريق الحرير القديم جسر صداقة بين الشعبين الصيني والسوري قبل ألف سنة. ويشهد التبادل والتعاون الثقافي بين البلدين تطورا مستمرا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1956. وبمناسبة زيارة فخامة الرئيس السوري بشار الأسد للصين في أواخر يونيو الماضي، أقامت وزارتا ثقافة البلدين بصورة مشتركة الأسبوع الثقافي السوري في الصين.
أفتتحت فعاليات الأسبوع الثقافي السوري في 22 من يونيو في متحف يان هوانغ بالعاصمة الصينية بكين بصورة مهيبة. وما استمعتم إليه قبل قليل هو إعلان المشرف عن افتتاح هذا الأسبوع. وهذا الأسبوع الثقافي السوري هو أكبر نشاط ثقافي حجما وأكثره محتويات تقيمه سوريا في الصين منذ 48 عاما بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وخلال مراسم الافتتاح، قص وزير الثقافة الصيني سون جيا جنغ ووزير السياحة السوري السيد الدكتور سعد الله آغا القلعة بشكل مشترك شريط افتتاح هذا الأسبوع وألقى كل منهما كلمة افتتاحية. وقال وزير الثقافة الصيني سون جيا جنغ في كلمته:
"افتتح اليوم الأسبوع الثقافي السوري على إشراف وزارتي الثقافة الصينية والسورية، فأود أن أتقدم نيابة عن وزارة الثقافة الصينية بتهنئة خالصة لافتتاح هذا الأسبوع. إننا على ثقة بأن إقامة هذا الأسبوع ستزيد في توطيد وتطوير علاقات التعاون الودي الدائم بين البلدين وتمتين الصداقة التقليدية بين الشعبين."
منذ أن انطلقت أولى قوافل طريق الحرير من الصين إلى سوريا، مركز العالم القديم، التي كانت نقطة وصول تلك القوافل والتقائها بالقوافل القادمة من أوربا، ومن الشمال والجنوب، وعبر البر والبحر، وهو ما حول سوريا، لتكون موئلا لأهم أشكال الحوار الثقافي بين الشرق والغرب. لذلك، عبر وزير السياحة السوري السيد الدكتور سعد الله آغه القلعة في كلمته الافتتاحية عن أمل علقه على هذا الأسبوع الثقافي السوري، حيث قال: -----
وتشمل فعاليات هذا الأسبوع معرض الفنون السورية وعروضا لفرقة إنانا وفرقة التخت الشرقي النسائي عز الميلاء. وجسد هذا الأسبوع الذي أقيم خلال الفترة ما بين 22 و29 من يونيو الماضي الثقافة والفنون الرائعة لدمشق باعتبارها إحدى أقدم المدن في العالم وأثار في الوقت نفسه تيارا ساخنا للحضارة السورية في بكين.