وشمل معرض الفنون السورية الذي عقد في نفس اليوم بعد مراسم افتتاح هذا الأسبوع معرض الصور السياحية ومعرض الفن التشكيلي ومعرض الحرف التقليدية. حيث عرضت في معرض الصور أغلب المقومات الثقافية ذات الأبعاد السياحية في سوريا، وهيأ معرض الفن التشكيلي فرصة للشعب الصيني للإطلاع على إبداعات الفنانين السوريين المعاصرين وتصررهم لعوالمهم وعواطفهم، أما معرض الحرف التقليدية، فجسد عبر العروض الميدانية التي قدمها الفنانون اليدويون السوريون مهارة اليدويين السوريين المتوارثة منذ آلاف السنين في التعامل مع المواد الطبيعية لكي يخلقوا منها إبداعات أصبحت نماذج للإتقان والدقة على المستوى العالي وخاصة تلك المواد التي تعاملت مع الحرير القادم من الصين، في أنسجة حريرية اشتهرت بها دمشق منذ العصر الأموي.
الحرف اليدوية التقليدية
وفي معرض الحرف التقليدية، قدم الفنانون اليدويون القادمون من سوق المهن اليدوية بدمشق وهم في أزياء سورية تقليدية قدموا للمشاهدين الصينيين عروضا ميدانية مثل صناعة الصدف والموزاييك والخط والرسم على الزجاج وترصيع الإواني النحاسية والسيوف بالذهب والفضة ، وجسدت عروضهم جاذبية وروعة المهن اليدوية السورية للمشاهدين الصينيين. وأثناء العروض، شرح رسام على الزجاج إسمه محمد جهاد حلبي المراسلة تفاصيل عملية صناعة هذا العمل الفني ومسيرة تطوره وعبر عن سروره للمشاركة في الأسبوع الثقافي السوري قائلا:-----
جذبت عروض الفنانيين السوريين أنظار العديد من المشاهدين الصينيين وأثارت إعجابهم الشديد للثقافة السورية. وقال شاب بقسم التصميم الفني لمعهد الأزياء ببكين للمراسلة:
"أعتقد أن هذا المعرض جسد الخلفيات الثقافية العميقة لسوريا والتي تختلف كثيرا عن الثقافة الصينية، وتركت هذه الزينات التقليدية والرسوم المعاصرة والموسيقى الميدانية انطباعات عميقة في نفسي. وبالنسبة لي، يعتبر هذا المعرض فرصة جيدة لأستفيد منه وأتعرف على ثقافة سوريا الدولة الصديقة للصين."
فرقة التخت الشرقي النسائي عز الميلاء
وخلال فترة إقامة الأسبوع الثقافي السوري، قدمت فرقة التخت الشرقي النسائي عز الميلاء وفرقة إنانا عروضا رائعة للمشاهدين الصينيين. وأشعرت الموسيقى والأزياء والرقص العربي وأشكال التمثيل الحديثة المشاهدين بجمال المشاهدة والاستماع. وبعد أن قدمت سبع فتيات بفرقة التخت الشرقي النسائي مجموعة من الألغام العربية، عزفن خصيصا مقطوعة من الموسيقى التقليدية الصينية بآلاتهن الموسيقية السورية، الأمر الذي حظي برد حماسي من المشاهدين الصينيين.
وبعد عرض هذه الفرقة، عبر قائد الفرقة السيد ممين نفاع عن شعوره بمشاركة فرقته في نشاطات الأسبوع الثقافي السوري حيث قال: ------
تعتبر فرقة إنانا أفضل فرقة رقص حديثة في العالم العربي من حيث مستوى العروض. وتنتمي عروضها إلى رقص الباليه وتندمج في الوقت نفسه مع رقص الشام الشعبي في مختلف الفترات وعبر مختلف الأساليب بمختلف المشاهد. وأبهرت الأزياء العربية الزاهية وتصميم فنون الرقص الحديث والفعاليات الصوتية والضوئية المتنوعة المشاهدين الصينيين كثيرا. وبعد اختتام العروض، صفق المشاهدون تصفيقا حارا ومستمرا شاكرين الفرقة على عروضها الرائعة، فقدم ممثلو الفرقة تحية الختام مرة بعد مرة.
أسدل الأسبوع الثقافي السوري ستاره بنجاح مع اختتام عروض فرقة التخت الشرقي النسائي وفرقة إنانا. وخلال هذا الأسبوع، عرف الشعب الصيني عبر مختلف فعاليات الأسبوع الثقافي السوري روعة الثقافة السورية، ويمكن القول إن هذا الأسبوع مد جسور صداقة للتبادل الثقافي بين الشعبين الصيني والسوري.