أعزائي، لقد أرسى النمو الاقتصادي خلال السنوات العديدة المتتالية أساسا لتحسين معيشة الشعب الصيني. فخلصت حكومة الصين أكثر من مائتي مليون نسمة كان ينقصهم المأكل والملبس من الفقر. ومن المعروف أن عدد سكان الصين بلغ مليارا وثلاثمائة مليون نسمة وتجاوز المتوسط الفردي لإجمالي الناتج المحلي لأول مرة ألف دولار أمركي في عام2003.
وأعربت بعض الشخصيات الشهيرة في أوساط الاقتصاد العالمي عن إعجابها بالنمو الاقتصادي الصيني. إذ تحدث السيد لورنس كلاين Lawrence Klein الفائز بجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية والأستاذ في جامعة بنسلفانيا Pennsylvania عن النمو الاقتصادي الصيني قائلا:
" إذا تجولت في شوارع الصين وشاهدت ما طرأ عليه من تغيرات كبيرة على حياة الناس، فلن تشك في واقع النمو السريع للاقتصاد الصيني ".
وفي مجرى التطور والنمو يتوسع الانفتاح الاقتصادي الصيني أكثر فأكثر. إذ انضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001. وتجري حاليا مفاوضات مع رابطة دول جنوب شرق آسيا / اسيان / حول منطقة تجارية حرة، بينما تعزز التعاون الاقتصادي الثنائي والمتعدد الجوانب مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وغيرهما من الكيانات الاقتصادية. وخلال السنوات الأخيرة، أخذ المستوى العام للضرائب الجمركية في الصين بالانخفاض تدريجيا وانخفض معدل التعرفة من 15.3 في المائة عام 2001 إلى 10.4 في المائة الآن.
لقد تجاوز حجم التجارة الخارجية الصينية ثمانيمائة مليار دولار أمريكي عام 2003، محتلا المرتبة الرابعة في التجارة العالمية بعد الولايات المتحدة الأمركية وألمانيا واليابان. وفاق الحجم المتراكم لاستقبال رأس المال الأجنبي في الصين خمسمائة مليار دولار حتى شهر يونيو العام الحالي. وأصبحت الصين أكثر الدول من حيث حجم استقبال رؤوس الأموال الأجنبية عام 2003. كما يزداد حجم الاستيراد والاستثمار الصيني في دول العالم مع مرور الأيام. وصارت الصين ثالثة أكبر الدول في مجال الاستيراد والخامسة في مجال الاستثمار في الخارج.