تقع مدينة تاى يوان وسط شمال الصين، وهى حاضرة مقاطعة شانشى، يرجع تاريخها الى ما قبل 2500 عام. ورغم انها تبدو مثل غيرها من المدن العصرية، حيث المبانى الشامخة وسيول السيارات، لكنها ما زالت محافظة على بعض الاثار التاريخية فى شوارعها وازقتها. وفى زاوية شمال غربي ساحة اول مايو التى تحيطها ناطحات السحاب يقع معبد طاوى ذو جدران خضراء وقراميد حمراء. وهو معبد يرجع تاريخه الى ما قبل الف سنة، يتميز بالانسجام الرائع بين الفن المعمارى وفن البستنة، وهو مكان مثالى للابتعاد عن ضجيج المدينة وصخبها.

يفصل شارع ينغ تسه الكبير الذى يمتد من الشرق الى الغرب ويبلغ عرضه 80 مترا يفصل مدينة تاى يوان الى نصفين: النصف الجنوبى والنصف الشمالى. واذا سرت باتجاه الغرب على طول شارع ينغ تسه، فستجد شارعا متميزا يطلق عليه اسم ليو شيانغ، تتواجد فيه متاجر قديمة مشهورة ومراكز عصرية فاخرة للتسوق. ففى هذا الشارع يمكنك ان تتمتع ببيئة مريحة فى مراكز التسوق او تتذوق المأكولات المحلية وتشاهد عروض الرقص والغناء المحلية فى المطاعم والمقاهى القديمة، وهو ما يجعل كل من يزور مدينة تاي يوان لاول مرة معجبا بها، ويقع فى حبها. وقالت السيدة رن رونغ التى سافرت الى هذه المدينة فى مهمة عمل: ان ما اعجبنى هو عثورى فى بعض الازقة العادية على مكتبات انيقة تنبعت منها موسيقى خفيفة. وفضلا عن ذلك كانت المأكولات المعدة من دقيق القمح فى بعض المطاعم الصغيرة لذيذة جدا.

بالنسبة لمدينة تاي يوان العريقة، يعتبر معبد تاى يوان التذكارى فى جنوب غربى المدينة بمثابة سجل تاريخى للمدينة. وتكمن فى كل زاوية منه وفى كل اشجاره وازهاره ذكرى لتاريخ المدينة. هناك شجرة سرو عمرها اكثر من الفي سنة، تقف بشكل حلزونى مثل تنين ضخم وما زالت نضيرة ومورقة. ومن خلال مشاهدة نصب المعبد المنقوش عليه خط الامبراطور لى شى مينغ اول اباطرة اسرة تانغ المزدهرة، يتملكك شعور بالروح البطولية لهذا الامبراطور الذى قام بانتفاضة فى هذه المدينة ثم خلق عهد ازدهار ورخاء. وفى قاعة الام الحكيمة التى امر احد اباطرة اسرة سونغ ببنائها فى المعبد تخليدا لامه هناك اربعة واربعون تمثالا لخادماتها، وتتميز هذه التماثيل بالدقة والنعومة والايحاء بالحياة كما لو انهن يتحدثن ويضحكن.