بنى معبد تاي يوان التذكارى فى القرن الحادى عشر قبل الميلاد، وبعد تعميره واضافة مبان جديدة اليه خلال العصور المتعاقبة الماضية، اصبح اليوم معبدا تتجمع فيها المبانى القديمة من مختلف الطراز المعمارى. ووصف السيد نينغ تشى ون السائح من بكين هذا المعبد قائلا: رغم ان مساحة معبد تاى يوان التذكارى ليست كبيرة، لكنه فى الواقع صورة مصغرة لثقافة منطقة شانشى، اذ توجد داخله كثير من المبانى والتحف القديمة بالاضافة الى المناظر الطبيعية الجميلة.

ان اكثر ما يثير اهتمام الزوار داخل المعبد هو نبع نان لاو. وهناك قصة تحكى عنه: مفاده ان الفتاة ليو تزوجت فى قرية قو تانغ التى يقع فيها هذا المعبد . وكانت حماتها تطلب منها نقل الماء الى البيت كل يوم. ولان مصدر المياه بعيد عن بيتها، لم تستطع سوى جلب الماء لمرة واحدة يوميا. وذات يوم، وصلت السيدة ليو الى منتصف الطريق وكانت تحمل انائين من الماء، وصادف ان مر بها شيخ معه خيول عطشى، وطلب منها اعطاءها بعض الماء، ولم تتردد الفتاة فى الموافقة على الطلب كونه شيخا عجوزا يعانى التعب وشربت الخيول الماء من الاناء الاول ثم عادت الى الاناء الثانى وافرغت الاثنين. وشعرت السيدة ليو بالحرج، لان الوقت متأخر ولا يمكنها جلب الماء مرة اخرى، واذا عادت الى البيت بخفى حنين، فستتعرض للشتم والاهانة من حماتها. وشعرت بحيرة شديدة احس بها الشيخ واعطاها سوطا سحريا وقال لها ان انائيها سيمتلئان بالماء حالما تضربهما بالسوط. وعادت السيدة ليو الى بيتها فى قلق شديد، وجربت السوط حسب قول الشيخ، فصدق قوله. ومنذ ذلك الحين، لم تعد تعانى من تعب نقل الماء. لكن حماتها اكتشفت سر السوط. وذات يوم، سمحت للسيدة ليو بالعودة الى بيت اهلها، ثم اخرجت ذلك السوط، وساطت الاناء بشكل تعسفى، فتدفق الماء وفاض. وخافت حماتها من الغرف فطلبت من احد الاشخاص استدعاء السيدة ليو الى البيت، وسارعت السيدة ليو بالعودة الى بيتها، وجلست فوق الاناء. ومنذ ذلك الحين وحتى الان لم ينقطع تدفق الماء على مدى الاف السنين.

تعتبر مدينة تاى يوان محظوظة لمرور نهر بها وهو نهر فنغ خه احد روافد النهر الاصفر. وهو بمثابة شريان ينبض بالحياة توفر مياهه سبلا انتاجية ومعيشية للمدينة. وهناك حديقة نهر فنغ خه المطلة على النهر وهى حديقة جميلة، تمتد ستة كيلومترات من الجنوب الى الشمال، ويبلغ عرضها من الشرق الى الغرب خمسمائة متر. وقال السيد قاو شياو تشنغ الذى يسكن على ضفة نهر فنغ خه: فى عام 2002، فازت المناطق السكنية المحيطة بحديقة فنغ خه بجائزة افضل مشاريع الاسكان البشرى التى تمنحها الامم المتحدة. وكانت حكومة مدينة تاى يوان قد خصصت 1.2 مليار يوان صينى لبنائها. حيث زرعت النباتات والازهار والاشجار فى كل الحديقة، وانشئت مسابح وبارات موسيقية وملاعب كرة السلة وغيرها من المرافق داخل الحديقة، الامر الذى جعل حديقة نهر فنغ خه حديقة شاملة تجمع بين السياحة واللهو والراحة.