بعد أعنف اشتباكات منذ عدة اشهر وهى الاشتباكات التى وقعت أول امس السبت ( 22 ابريل ) في قطاع غزة بين مؤيدى حركة حماس وحركة فتح انفجرت أمس الاحد اشتباكات مسلحة اخرى بين بعض المسلحين ورجال الشرطة وحماس في دار بلدية نابلس بالضفة الغربية وقطاع غزة.
يشير المحللون الى أن الاشتباكات المتكررة في الاونة الاخيرة تعود اسبابها الى تفجير الخلافات الداخلية والحصار الخارجى.بالايقاع البطيء وبوضع النقاط على الحروف يمكننا أن نلخص الاسباب فيما يلى:
اولا أنه بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير الماضي وتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة طفت على السطح سلطتان احداهما حكومة حماس والاخرى السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس. مواقف الجانبين تختلف اختلافا كبيرا اذ تدعو احداهما الى المقاومة المسلحة بينما تؤمن الاخرى بالاسلوب السلمى. طبعا هذا الاختلاف الكبير بين مواقف الجانبين يؤدى بلا ريب الى الصدام والتشابك بين السلطتين. أما السبب المباشر وراء الصدام العنيف الذى وقع يوم السبت الماضى بين مؤيدى حماس وفتح هو أن حماس قررت تشكيل قوة خاصة تابعة لوزارة الداخلية. وهذا القرار قوبل برفض محمود عباس. فاتهم خالد مشعل مسؤول المكتب السياسى بحركة حماس والموجود حاليا في سوريا اتهم في كلمة عباس بصورة ضمنية بأنه يساعد الولايات المتحدة واسرائيل على الاطاحة بحكومة حماس. وكان لاتهاماته رجع صدى عنيف واستنكار من رجال ومسؤولى حركة فتح فنظم عدة الاف من مؤيدى فتح في الضفة الغربية وغزة مظاهرات احتجاجية.
ثانيا هو أنه من الصعب تضييق الفجوة السياسية بين فتح وحماس. لان حركة فتح هى منظمة كبيرة أدارت دفة الحكم لمدة 40 سنة وما زالت تتحكم في بعض الدوائر الفلسطينية الحكومية والامنية رغم أنها فشلت في الانتخابات التشريعية. ومعظم رجال القوات الامنية البالغ عددها 60 الفا من مؤيدى فتح.
ثالثا الحصار الذى فرضته اسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية كان من الاسباب التى زادت ضرام حدة الخلافات بين فتح وحماس. فقد قطعت هذه الدول معوناتها على اساس أن حماس ما زالت ترفض الاعتراف باسرائيل والتخلى عن المقاومة المسلحة. وهذا بالطبع أوقع حكومة حماس في ازمة مالية. والسبب المباشر لاقتحام مسلحين فلسطينيين وزارة الصحة هو أن الوزارة قد أعلنت مؤخرا وقف الدعم المالى للمرضى الذين تستدعى حاجتهم العلاج في الخارج.
كما اشار المحللون الى ان تدهور الاوضاع الامنية الفلسطينية قد زاد من اضطراب الوضع السياسى وشكل حاليا تحديا خطيرا أمام حكومة حماس. بالطبع اذا استمر الحال كما هو الآن من تدهور اقتصادى ومالية وإذا لم تجد حماس وسيلة فعالة لمواجهة الامر فإن مكانتها في الادارة ستتزعزع. رغم ذلك فإن المحللين يقولون ان الخلافات الحالية بين فتح وحماس ما هى الا خلافات بين مسؤولين سياسيين لذلك فإن احتمالات نشوب صدامات مسلحة واسعة النطاق أو نشوب حرب أهلية بين الجانبين ضئيلة جدا. ولعل الاسباب التالية تؤكد ذلك اولا الفلسطينيون ذاقوا مرارة الصدامات المسلحة والحروب لذلك فهم مستاؤون من ذلك غير محبين له. ثانيا الحرب الاهلية ستكبد الجانبين خسائر ثالثا قائدا الجانبين لا يأملان في تصعيد حدة الخلافات بينهما وتدهور الازمة الفلسطينية. لقد قال محمود عباس أمس الاحد ان استمرار الازمة المالية سيؤدى الى تفجر كارثة.
وقد اجرى مسؤولو الجانبين ليلة السبت مشاورات عاجلة لتخفيف حدة الخلافات بين الجابين. وقد اتفق الجانبان كما قال متحدث باسم فتح على وقف كافة انواع الصدامات والمجابهات لحماية الوحدة الوطنية.