ستجري الانتخابات التشريعية الفلسطينية غدا الأربعاء (25 يناير) حيث تجذب أنظار العالم بسبب مشاركة حركة المقاومة الاسلامية /حماس/ فيها لأول مرة. وستحقق حماس عبر هذه الانتخابات تحولها السياسي وستنضم إلى العملية السياسية الفلسطينية.
مستمعينا الأعزاء، تستمعون الآن إلى جانب من اجتماع حملة انتخابية لحماس. ومع اقتراب موعد الانتخابات، تكثر مثل هذه الاجتماعات في الضفة الغربية وقطاع غزة. إن حماس ستبدأ تحولها من منظمة مسلحة إلى حزب سياسي مشروع وتحصل على تذكرة لدخول الأجهزة السياسية الفلسطينية عبر هذه الانتخابات مما ينهي دورها كمتفرج فقط على الساحة السياسية الفلسطينية منذ وقت طويل.
إن مشاركة حماس في الانتخابات تشكل صدمة قوية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني /فتح/ التي ظلت في مكانة محورية في المسرح السياسي الفلسطيني. ويرى الدكتور مهدي عبد الهادي رئيس الجمعية الفلسطينية للدراسات الدولية أن قوة حماس السياسية تأتي من سياساتها الخاصة المتمثلة في التمسك بالمقاومة المسلحة من جهة، والسعي إلى تقديم الخدمات الخيرية إلى المواطنين من جهة أخرى، حيث قال:
"خلال السنوات العشر الماضية، إن المنظمات السياسية لحماس أنشأت أجهزة خيرية ومدارس وصيداليات لمساعدة الفقراء. ومن جهة أخرى، إنها ظلت ترفض المفاوضات مع اسرائيل، لذلك، لا داعى لها أن تتحمل النتائج السياسية الناجمة عن التنازلات السياسية الفلسطينية إزاء اسرائيل. وبالإضافة إلى ذلك، أنشأت حماس سمعتها الواضحة لمقاومة الاحتلال خلال أنشطتها المسلحة ضد اسرائيل."
لكن الانتخابات التشريعية الفلسطينية تقدم لحماس فرصة لتحويل تأييد المواطنين لها إلى سلطتها السياسية. وذلك يعني أنها لا بد من التخلي عن مقاومتها المسلحة. وقد أعلنت حماس في حملتها الانتخابية عدة مرات أنها لا تستبعد احتمال اجراء مفاوضات مع اسرائيل، وإن منهجها الانتخابي يتجنب ذكر إبادة اسرائيل وتحرير كافة الأراضي الفلسطينية.
ويرى الدكتور عبد الهاي أن تحول حماس هو نتيجة ضرورية للأوضاع الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث قال:
"إن حماس تعمل حاليا على تقاسم السلطة السياسية والحصول على مكانة مشروعة في الانتخابات وقد وافقت على إقامة دولة فلسطينية ومستعدة لاجراء مفاوضات مع اسرائيل. وذلك في الحقيقة يعتبر عودة إلى السير على الطريق القديم لفتح، وإن مواقف حماس تقترب تدريجيا من مواقف فتح أيضا."
رغم أن حماس تشكل تحديات كبيرة لفتح، إلا أن كبار المسؤولين بفتح بما فيهم رئيس
السلطة الوطنية الفلسطينية أبدوا مواقف منفتحة بهذا الأمر، حيث قال السيد نمر مسؤول فتح عن الحملة الانتخابية بالضفة الغربية:
"إن مشاركة حماس في الانتخابات شيء مفيد للفلسطينيين حيث سيساعد ذلك على تغيير مواقف حماس المتصلبة وتبني سياسات سلمية. برغم أن حماس ستكون طرفا قويا في الأوساط السياسية الفلسطينية، إلا أن فتح لن تخاف من ذلك. إنها منافسة حقيقية، يجب على فتح أن تؤدي مسؤولياتها بشكل أفضل خلال السنوات المقبلة من أجل تعزيز مكانتها السياسية واظهارها للناخبين الفلسطينيين أن فتح تستحق أصواتهم."