دعت 11 منظمة مسلحة فلسطينية بما فيها حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) أمس الخميس ( 22 ديسمبر ) السلطة الوطنية الفلسطينية الى مواجهة الضغوط الخارجية لضمان إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية في الموعد المحدد. وجاءت هذه الدعوة بعد ما تناقلته الأخبار حول إمكانية تأجيل الإنتخابات التشريعية. وذكر أن نبيل شعث نائب رئيس الوزراء ووزير الإعلام في السلطة الوطنية الفلسطينية قال يوم الأربعاء الماضي إن الجانب الفلسطيني سيؤجل الانتخابات إذا حاولت إسرائيل منع الناخبين الفلسطينيين المقيمين في القدس الشرقية من الاشتراك فيها.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات التشريعية الفلسطينية في الخامس والعشرين من يناير المقبل. وجاء في الاستفتاءات العامة التى نشرتها هيئة بحوث فلسطينية أمس الخميس أن 40% من الناخبين قد سيصوتون لصالح حماس في الانتخابات بينما يتوقع أن تكون نسبة التأييد لحركة فتح برئاسة عباس 20% فقط.
إن التنامى السياسى لمنظمة حماس المؤمنة بالنضال المسلح ضد إسرائيل والتى تعتبرها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى منظمة إرهابية قد أثار قلق الدول الغربية وإسرائيل. وقد هدد مؤخرا مجلس النواب الأمريكى والاتحاد الأوروبى بقطع المعونات الاقتصادية عن السلطة الوطنية الفلسطينية مطالبين إياها بمنع حماس من المشاركة في الانتخابات القادمة. وصرح مسؤول حكومى إسرائيلى يوم الأربعاء أيضا أن إسرائيل سوف لا تسمح الفلسطينيين المقيمين في القدس الشرقية بالاشتراك في الانتخابات إذا سمح لحماس بالاشتراك في الانتخابات.
الى جانب الضغوط من الدول الغربية وإسرائيل تفجرت الخلافات داخل صفوف حركة فتح بخصوص هذا الأمر. إذ يطالب بعض المسؤولين في حركة فتح بتأجيل موعد الانتخابات لإتاحة الفرصة لرأب الصدع داخل الحركة لمواجهة تحديات حماس علما بأن الزعيم الشبابي لفتح مروان البرغوثى المعتقل في السجون الاسرائيلي قد شكل مجموعة منفصلة عن فتح تهيئة لدخول الانتخابات لأنه غير راض عن قائمة المرشحين التى يؤيدها القادة القدامى لفتح. الأمر الذى ألقى غيوما على مستقبل حركة فتح في التنافسات الانتخابية.
السلطة الوطنية الفلسطينية تواجه الآن ضغوطا شديدة حول موعد الانتخابات. فإذا جرت الانتخابات في الموعد المحدد فإن ذلك سيصب لصالح حماس. وهكذا فإن السلطة الوطنية الفلسطينية ستواجه احتمالات إنتصار حماس في الانتخابات وعليها تحمل مسؤولية ذلك. أما إذا تأجلت الانتخابات فإن ذلك سيؤدى الى مجابهة مباشرة وتناطح بين السلطة الوطنية وحماس وستنتهز حماس الفرصة لتنديد السلطة الوطنية لمخالفتها رغبة الرأى العام والإنصياع للضغوط الخارجية. وقد ذكر المفاوض الفلسطينى الكبير صائب عريقات يوم الثلاثاء الماضى أن تأجيل الانتخابات سيؤدى الى عواقب وخيمة والى تفجير العنف والفوضى والصدام الدموى.
ومن أجل مواجهة تحديات حماس تفاوضت فتح خلال الأيام الأخيرة مع مروان البرغوثى في محاولة لتضييق الهوة. وأظهرت البوادر أن المفاوضات قد حققت تقدما أوليا. إذ إن البرغوثى قد دعا أمس الخميس من سجنه الى إعادة توحيد صفوف فتح لدخول الانتخابات.