عبر كل من المفاوض الفلسطينى الكبير صائب عريقات وعضو المجلس التشريعى علاوى أمس الاثنين عن رفضهما لمحاولات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى منع حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) من المشاركة في الانتخابات التشريعية مضيفا أن هذه المحاولة هى تدخل في الشؤون الفلسطينية.
هذا وقد أجاز مجلس النواب الأمريكى يوم الجمعة الماضي قرارا يدعو السلطة الوطنية الفلسطينية الى عدم السماح لحماس بالمشاركة في الانتخابات التشريعية إلا إذا اعترفت بحق الوجود الاسرائيلى ونزعت أسلحتها بصورة كاملة وإلا فإن الولايات المتحدة ستجمد معوناتها للسلطة. وحذر سولانا المسؤول الشؤون الدبلوماسية والسياسات الأمنية بالاتحاد الأوروبى والزائر حاليا للأراضى الفلسطينية الإسرائيلية من أن الاتحاد الأوروبي سيوقف معوناته للسلطة الفلسطينية إذا إحتضنت السلطة الوطنية الفلسطينية مجموعة تؤيد أعمال العنف وتهدف الى القضاء على إسرائيل. ولعلنا نعلم أن السلطة الوطنية الفلسطينية تتلقى كل سنة مليار دولار أمريكى من المعونات الدولية تمثل تقريبا نصف ميزانياتها. أما المعونات الاقتصادية المقدمة من الاتحاد الأوروبى عام 2006 فسوف تصل الى ثلاثمائة وإثنى عشر مليون دولار أمريكي.
يناير المقبل هو موعد للانتخابات التشريعية الفلسطينية التى ستكون لها تأثيرات هامة بعيدة المدى على المستقبل السياسى الفلسطينى. وخلال هذه الانتخابات ستواجه حركة فتح تحديات شديدة من حركة حماس التى ستشترك في هذه الانتخابات وهى الحركة التى تتمسك دوما بمبدأ النضال المسلح. وقد فازت حماس مؤخرا في الانتخابات البلدية في الضفة الغربية. وحسب الإحصاءات فإنه منذ بدء انتخابات المجالس المحلية في ديسمبر عام 2004 فازت حماس في 81 حيا إداريا من مجموع 263 حيا إداريا وبلغ عدد سكان هذه الأحياء الإدارية ال81 مليون ومائة ألف. بينما بلغ عدد الأحياء الإدارية التى فازت فيها حركة فتح 121 بلغ عدد سكانها فقط سبعمائة ألف.
وقد تدنت سمعة حركة فتح خلال السنوات الأخيرة بسبب الفساد والخلافات داخل الحركة وواجهت خطر الانقسام بعد 40 سنة منذ تشكيلها. الأمر الذى أتاح الفرصة والمجال أمام حماس ويفتح الأبواب أمامها لتحقيق انتصارات في أية انتخابات متوقعة.
وقد أدرجت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى حركة حماس في قائمة المنظمات الإرهابية. لذلك فإن فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة لن يكون له تأثيرات هامة على مستقبل العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية فحسب بل على استراتيجية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى في الشرق الأوسط أيضا.
وفي الحقيقة فإن الولايات المتحدة والدول الغربية تتخبط في مواقفها وآرائها بشأن فوز حماس السياسى. ففوز حماس غير مرغوب فيه هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الوقوف في وجه منظمة حماس التى تلقى التأييد الواسع للمشاركة في الانتخابات يخالف ما يسمى بالديمقراطية الغربية ولا يتفق مع الاستراتيجية الشاملة التى تمررها الولايات المتحدة لتحويل فلسطين الى دولة ديمقراطية مثالية في الشرق الأوسط. كما أن الولايات المتحدة في نفس الوقت تعرف أن إجبار حركة فتح على مواجهة حركة حماس مباشرة أمر غير حكيم وغير واقعى خاصة في حالة استمرار ضعف قبضة السلطة الوطنية الفلسطينية في الحكم.
