بدأت قوة أمنية خاصة شكلتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ( حماس ) وتابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية بدأت تنفيذ مهامها أمس الأربعاء ( 18 مايو ). وأشار المحللون إلى أن تشكيل هذه القوة الأمنية الخاصة قد قوبل بمعارضة محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، على أساس هذا التصرف من حماس قد يؤدى إلى زيادة توتر العلاقات داخل الصفوف الفلسطينية.
وقد أعلن سعيد صيام وزير الداخلية الفلسطيني وأحد زعماء حماس أمس الأربعاء أنه نتيجة لضعف الهيئات الأمنية الحالية فى تنفيذ مسؤولياتها، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية، فإن وزارة الداخلية قررت تشكيل هذه القوة الأمنية لمساعدة الهيئات الأمنية الأخرى فى مواجهة الفوضى والاضطرابات واستعادة حالة الاستقرار الطبيعية. بعد إعلان صيام القرار المذكور بعدة ساعات انتشر على الفور بعض عناصر القوة الأمنية الجديدة وسط و جنوب قطاع غزة ، و فى مكان غير بعيد منهم لا تزال القوات الأمنية الموالية لمحمود عباس تقوم بمهامها الدورية. والجدير بالذكر أن القوة الأمنية الجديدة التى شكلتها حماس تضم نحو ثلاثة آلاف من رجال المجموعات الفلسطينية ومعظمهم من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس وألوية الناصر صلاح الدين.
منذ اضطلاع حماس بمهام الحكم فى نهاية مارس الماضي وبصورة رسمية زاد توتر العلاقات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول السلطات الحكومية وخاصة مسألة القوات الأمنية. هناك 6 مجموعات أمنية فى فلسطين، معظم عناصرها من مؤيدى حركة التحرير الفلسطينى ( فتح )، وباعتباره رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية تولى محمود عباس منصب القائد الأعلى للقوات الأمنية الفلسطينية يتحكم فى 3 مجموعات من القوات الأمنية مباشرة، أما المجموعات الثلاث الأخرى فتتولى مسؤولياتها وزارة الداخلية التى تحت سيطرة حماس. بعد تولي حماس السلطة و من أجل تعزيز السيطرة على القوات الأمنية الفلسطينية أمر الرئيس عباس رشيد أبو شبكة قائد الشرطة السابق فى قطاع غزة بأن يتولى مسؤولية هذه المجموعات الثلاث التى كانت تحت سيطرة وزارة الداخلية ، لذلك فإن حماس تتهم عباس بأنه يتجاهل عن عمد وزارة الداخلية ، حيث قررت حماس تشكيل قوة أمنية جديدة تتبع وزارة الداخلية مباشرة لمواجهة قرار عباس.
وقد أرسل الرئيس عباس خطابا إلى إبراهيم هنية رئيس الوزراء رفض فيها القرار الحكومي المذكور. و قد ذكر كبير مساعدى الرئيس عباس أن حماس قررت بنفسها إنشاء هذه القوة الخاصة دون إبلاغ عباس، وذلك مخالف لما ينص عليه القانون الفلسطيني. بعد إصدار صيام أوامره للقوة الأمنية الجديدة بتنفيذ مهامها، أمر الرئيس عباس قوات الأمن والشرطة بالانتشار فى شوارع قطاع غزة و منع أى
شخص من القيام بمهام حفظ الأمن، وقالت الرئاسة الفلسطينية إن أى قوة أخرى غير أجهزة الأمن والشرطة تعتبر غير قانونية.
يرى المحللون أن تشكيل حماس قوة أمنية خاصة متجاهلة عباس و حركة التحرير الفلسيطني قد يؤدى الى زيادة حدة التناقضات داخل الصفوف الفلسطينية. وقد دعا توفيق أبو خوصة المتحدث باسم حركة التحرير الفلسيطني حماس للتراجع عن قرارها، قائلا إنه قرار متسرع ويقود الشعب الفلسطيني إلى كارثة.