من أجل إجبار الحكومة الفلسطينية الذاتية الحكم بقيادة حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) على الاعتراف باسرائيل والتخلى عن المقاومة المسلحة فرضت إسرائيل والولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى عقوبات اقتصادية على الفلسطينيين. وقد استمرت هذه العقوبات لأكثر من شهر حتى الآن، فكيف هى حياة الفلسطينيين فى ظل هذه العقوبات الاقتصادية ؟ و كيف يرون هذه العقوبات؟ وهل تغيرت مواقف الفلسطينيين من حماس؟ قام مراسلنا بزيارة لمدية رام الله فى الضفة الغربية فى محاولة للإجابة على هذه الأسئلة.
هنا الغرفة الخاصة بقسم الأطفال فى مسشتفى رام الله العامة فى الضفة الغربية، ويوجد عشرات المواليد داخل حضانات يتنفسون من خلال أنابيب أوكسجين. قال الدكتور ماهر خالد فى بقسم الأطفال إن نمو رئات المواليد غير كامل، وهذا يحتاج إلى استخدام نوع من الأدوية الغالية السعر، ولكن نتيجة للأزمة المالية أوقفت الحكومة تقديم الأموال والأدوية إلى المستشفى. وأضاف قائلا:
" إن شراء مليمترين من هذا الدواء يحتاج إلى 800 دولار أمريكي، وبدون هذا
الدواء لا يمكننا أن نعالج هؤلاء المواليد، وقد يموت بعضهم."
منذ قطع الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي معوناتها المباشرة عن السلطة الوطنية الفلسطينية فى مارس الماضي و تجميد إسرائيل تسليم أموال الرسوم الجمركية إلى الجانب الفلسطيني، فإن الأوضاع فى مستشفى رام الله التى تعتمد على تمويلات الحكومة قد ازدادت صعوبة ويوجد نقص شديد فى الأدوية الأساسية مثل مضادات الجراثيم.
المشاكل التى تقلق حسينى العطري مدير المستشفى ليست نقصان الأدوية والأجهزة الطبية، وبل هناك أيضا مشكلة كيفية تسديد رواتب الفريق الطبي وهى الرواتب المتوقفة منذ شهرين. قال العطري:
" ما زال أطباؤنا وممرضاتنا يواظبون على أعمالهم حاليا، ولكن إذا استمر انقطاع الرواتب فإنهم قد يتوقفون عن العمل، ويفكرون فى إعادة تشكيل مستقبلهم."
والواضح أن الذين تضرروا أكثر من قطع المعونات هم المواطنون الفلسطينيون، سناء أم لتسعة أطفال، وزوجها مدرس يتقاض راتبا شهريا، وهو السند الوحيد للعائلة. قالت سناء:
" بالطبع إذا كانت الفلوس غير كافية فسنحاول أن فنستلف من الجيران والأصدقاء."
كانت سناء قد صوتت لصالح حماس فى الانتخابات البرلمانية الفلسطينية: علقت على ذلك قائلة: " ما زال أمل ليراودنا، يجب علينا أن نتزرع بالصبر."
الكثير من الفلسطينيين يرون أن الوضع الحالي هسببه المحاولات والضغوط السياسية للولايات المتحدة والدول الغربية، وقد جرحت هذه الوسائل كرامة الفلسطينيين. قال الدكتور نزاز مراق فى قسم الأطفال:
" هناك اختياران أمام الفلسطينيين " الحفاظ على صيانة الكرامة أو التعايش مع ال الواقعية، و نعيش الآن فى الصعوبة من أجل صيانة كرامتنا.
أما محمد صاحب محل البيع الذهبي فيرى أيضا أنه لا يمكن إجراء المفاوضات العادلة بين الفلسطينيين وإسرائيل فى الوقت الحالي، لأن إسرائيل لن تقدم أى تنازلات. وأضاف إن الفلسطينيين يفضلون الموت على السلام غير العادل.